حديث(سنة الخلفاء الراشدين) على (الخلفاءالأربعة) جميعاً، وهو الخلاف الواقع بينأبي بكر، وعمر، وعثمان من جهة، وبين علماءالعامة ومحققيهم من جهة اُخرى في الكثيرمن اُمور التشريع، وهذا ما لا يسعنا الخوضفيه ضمن دراستنا هذهِ ولذا فسوف نقتصر علىذكر بعض النماذج البارزة لصورتي الخلافالاُوليتين، ونعتقد انَّ فيهما الكفايةللدلالة على المقصود.
أ - الخلاف بين علي عليه السلام والخلفاءالثلاثة
وقعت بين أمير المؤمنين عليه السلام وبينالخلفاء الثلاثة الذين سبقوه خلافاتتتعلق باُصول التشريع ومبانيه، مما لايمكن بشأنه القول بأنَّ الجميع يمثلالسنة، ويحكي التشريع، وأبرز هذهِالخلافات هي:*ما مَّر معنا سابقاً من أنَّ أميرالمؤمنين علياً عليه السلام قد نهىالمسلمين عن إقامة صلاة (التراويح)، عندماسألوه أن ينصب لهم إماماً لأدائها،وعرَّفهم بانَّ ذلكَ خلافٌ لسنة رسولاللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، وسيرتهالثابتة، وقد قال عليه السلام في ذلك:
«واللّهِ لقد أمرتُ الناسَ أن لا يجتمعوافي شهر رمضان إلا في فريضة، وأعلمتهم انَّاجتماعهم في النوافل بدعة، فتنادى بعض أهلعسكري ممن يقاتل معي: يا أهلَ الاسلامغُيِّرت سنة عمر! ينهانا عن الصلاة في شهررمضان تطوعاً..»(1).
فمن الواضح أنَّ رسول اللّه لو كانَ قدأمَرَ المسلمين باتّباع سنة الخلفاءالأربعة، وانّ سنة كلِّ واحدٍ منهم مرضيةبالنسبة إليه صلّى الله عليه وآله وسلّم،ومجزئةَ للمسلمين، لما كان هناك داعٍ لأنيردعَ أميرُ المؤمنين علي عليه السلام عنسنة عمر السابقة، ويعتبرها من البدعالمخالفة لسنة رسول اللّه صلّى الله عليهوآله وسلّم.
(1) الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج: 5، ح: 4،ص: 193.