بدعة

جعفر باقري

نسخه متنی -صفحه : 579/ 315
نمايش فراداده

بما كان متبعاً في عهد عثمان فلا بأسَ ولاحَرَجَ عليه في ذلك»(1).

ويقول (سعيد حوّى) في (الاساس في السنةوفقهها):

«ألا ترى انَّ اجماع الصحابة على جمع عمرالناس في صلاة التراويح على امامٍ واحدٍوجعلها عشرين، وقول عمر (نعمت البدعة هذه)،وكل ذلكَ قد صحَّ عن عمر وعن الصحابة، ألاترى انَّ الذين يضللون عمر بسبب ذلك قددخلوا في دائرة الضلال، فعمر من الخلفاءالراشدين المهديين الذين اُمرنابالاقتداء بهم، والاقتداء بهديهم»(2).

وجاءَ في كتاب (البدعة) للدكتور (عزت عليعطية) ما نصه:

«قرن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّمسنة الخلفاء الراشدين بسنته.. ففي حديثالعرباض بن سارية قال: قال رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم: (عليكم بسنتي وسنةالخلفاء الراشدين عضّوا عليها بالنواجذ).

وانما أمر صلّى الله عليه وآله وسلّمباتباعهم، لانّه علم أنهم لا يخطئون فيمايستخرجونه بالاجتهاد، ولانّه علم أنَّبعض سنته لا يثبت إلا في عصرهم.

وعلى ذلك فالقول: (بأنَّ كل اجتهاد وقياسمن الخلفاء الراشدين يخالف السنة الصحيحةلا ينبغي أن يتمسك به) هو قول بغير علم.. إذكيف يأمر صلّى الله عليه وآله وسلّمباتّباع ما يخالف سنته؟ وكيف تحدثالمخالفة بين ما أمر النبي صلّى الله عليهوآله وسلّم باتباعه وبين سنته؟..»(3).

«وفي الصحيح قوله صلّى الله عليه وآلهوسلّم: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاءالراشدين المهديين تمسكوا بها وعضواعليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الامور)فأعطى الحديث - كما ترى - أنَّ ما سنَّهالخلفاء الراشدون لاحق بسنة رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم، لأنَّ ماسنّوه لا يعدو أحدَ أمرَين: إما أن يكونمقصوداً بدليل شرعي، فذلك سنّة لا بدعة،وإمّا بغير دليل -

(1) مجلة المسلمون، نفس العدد السابق.

(2) سعيد حوّى، الأساس في السنّة وفقهها، ص:354.

(3) د. عزت علي عطية، البدعة: تحديدها وموقفالاسلام منها، ص: 149.