الاجابة على الاشكالات التي تثار حولتلكَ الأعمال وتوكّد عدم ارتباطها المطلقبالدين. يقول الشيخ (الفوزان) نافياً أن يكون(النداء الثاني) (بدعةً) في أحد فتاواه: «والأذان الأول يوم الجمعة أمَرَ به أميرالمؤمنين عثمان بن عفان رضي اللّه عنهثالث الخلفاء الراشدين، وقد قال صلّى اللهعليه وآله وسلّم: «عليكم بسنتي وسنةالخلفاء الراشدين»(1). ويقول الشيخ (عبد العزيز عيسى) بهذا الصدد: «الحكم الشرعي بهذا الأمر يستشهد بقولهتعالى: (يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنوا إِذانُودِيَ لِلصَّلاةِ من يَومِ الجُمُعَةِفَاسعَوا إِلى ذَكرِ اللّهِ وَذَرُواالَبيعَ ذلكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتمُتَعَلمُون)(2)، والمراد بالنداء في هذهِالآية الكريمة هذا النداء الثاني الذي كانيؤدّى بين يدي النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم إذا خرج فجلس على المنبر، فانَّهكان يؤذن بين يديه قبل الشروع في الخطبة،وأما النداء الأول الذي زاده الخليفةالراشد عثمان بن عفان رضي اللّه عنه،فانّما كانَ لكثرة الناس، وكانَ الغرض منهالاعلام بدخول الوقت، ليتأهب المسلمونبالتوجه إلى المسجد لسماع الخطبة، وذلكَبعد اتساع المدينة وكثرة أهلها، فإذاسمعوا النداء أقبلوا حتى إذا جلسَ عثمانعلى المنبر أذَّنَ المؤذِّن، ثم يخطبعثمان، روى البخاري عن السائب بن يزيد رضياللّه عنه قال: ما كانَ لرسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم إلا مؤذن واحد، إذاخرج - أي من حجرته - أذَّن، وإذا نَزَلَ - أيمن فوق المنبر - أقام، وأبو بكر وعمر كذلك،فلما كان عثمان، وكثر الناس، زاد النداءالثالث على دارٍ في السوق يُقال لهاالزوراء، فإذا خرجَ أذَّنَ، وإذا نَزَلَأقام، وانّما سمي في الحديث ثالثاً لانَّهأضافه إلى الاقامة، ومن هذا يتضح لنامشروعية كلٍّ من الحالتين. فمن أخذَ بما كان متبعاً في عهد رسولاللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم وأبي بكروعمر فحسن، ومَن أخَذَ (1) مجلة (المسلمون)، 27 نوفمبر - 1992 م - العدد:408. (2) الجمعة: 9.