*ما رواه (ابن أبي الحديد) من انَّ عثمانقال لعلي عليه السلام في كلام دار بينهما:
«أبو بكر وعمر خير منكَ! فقال علي عليهالسلام: كذبتَ، وأنا خير منكَ ومنهما،عبدتُ اللّه قبلهما، وعبدتهُ بعدهما»(1).
فكيف يمكن أن تكون سنة الخلفاء الأربعةواجبة الاتباع على حدٍّ سواء مَعَ هذاالترتيب الذي ذكره أمير المؤمنين عليهالسلام في كلامه، ومَعَ لحن الخطاب الصادرمنه عليه السلام!
أضف إلى كلِّ أنحاء الخلاف هذه، ما ورد فيباب القضاء من هفوات خطيرة وقَعَ فيها أبوبكر وعمر وعثمان طيلة المقطع الزمني الذيمارسوا فيه الحكم، وقد تمكن أمير المؤمنينعلي عليه السلام أن يتلافى ويستدرك عليهمما أمكنه أن يتلافاه من ذلك، حتى قال عمرمقولته المشهورة: «لولا علي لهلك عمر»(2)،وقال: «ما عشتُ لمعضلةٍ ليسَ لها أبوالحسن»(3).
يكفينا للاطلاع الاجمالي على بعض النماذجالبارزة لصور الخلاف الواقعة بين كلٍّ منأبي بكر وعمر وعثمان أن نوردَ ما ذكره (طهالعلواني) في كتاب (أدب الاختلاف فيالاسلام) حيث يقول ما لفظه:
«فمما اختلفَ فيه الشيخان - أبو بكر وعمررضي اللّه عنهما غير ما ذكرنا... سبي أهلالردّة، فقد كان أبو بكر يرى سبي نساءالمرتدين على عكس ما يراه عمر الذي نقضَ -في
(1) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج: 20،ص: 25.
(2) حسين علي الشاكري، علي في الكتابوالسنة، ج: 2، ص: 144، عن كفاية الطالبللكنجي، والغدير، ج: 6، ص: 94، وبحارالانوار، ج: 40، باب: 93، ح: 54، ص: 149.
(3) محمد باقر المجلسي، بحار الانوار، ج: 40،باب: 93، ح: 54، ص: 149، والغدير، ج: 6، ص: 103.
ولمزيد من التفصيل راجع البحث العلميالقيم الذي جاد به يراع العلامة الامينيفي موسوعة الغدير، ج: 6، باب: نوادر الأثرفي علم عمر، ص: 83 - 325، وج: 7، ص: 73 - 200، وج: 8، ص:97 - 241.