*ما روي عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام أنَّهما قالا: «حجَّ عمر أولَ سنة حجَّ وهو خليفة، فحجَّتلكَ السنة المهاجرون والأنصار، وكان عليعليه السلام قد حجَّ تلكَ السنة بالحسنوالحسين وعبد اللّه بن جعفر، قال: فلمّاأحرم عبد اللّه لبس إزاراً ورداءاً ممشقينمصبوغين بطين المشق، ثم أتى فنظر إليه عمروهو يلبّي، وعليه الازار والرداء، وهويسير إلى جنب عليّ عليه السّلام فقال عمرمِن خلفهم: ما هذه البدعة التي في الحرم؟فالتفتَ إليه علي عليه السلام فقال: يا عمرلا ينبغي لأحدٍ أن يعلّمنا السنة، فقالعمر: صَدَقتَ يا أبا الحسن، لا واللّه ماعلمتُ أنَّكم هم»(1). فوقع الخلاف هنا في أصل السنة التي هيواحدة في حكم اللّه تعالى، وواقع الأمر،ومن الواضح انَّ التقابل بين كون العمل(بدعة) على ما زعمه عمر، وكونه سنة على ماأكّده أمير المؤمنين علي عليه السلام، ممالا يتحقق بشأنه الجمع، ولا يمكن ان يُنتحلله أيُّ تخريج. *ما رواه (ابن أبي الحديد) عن كتاب (شورىعوانة) عن اسماعيل بن أبي خالد عن الشعبيقال: «فلمّا ماتَ عمر، واُدرج في أكفانه، ثمَّوُضِع ليُصلّى عليه، تقدَّم علي بن أبيطالب، فقامَ عند رأسه، وتقدَّم عثمانفقامَ عند رجليه، فقال علي عليه السلام:هكذا ينبغي أن تكون الصلاة، فقال عثمان: بلهكذا، فقال عبد الرحمن: ما اسرع مااختلفتم، يا صهيب! صلِّ على عمر كما رضي أنتصلّي بهم المكتوبة»(2). وهذا خلاف في أصل السنة أيضاً، ولا يمكنأن يقع من شخصين واجبي الاتّباع معاً. (1) العياشي، تفسير العياشي، تحقيق: هاشمالمحلاتي، ج:2، ص38، وانظر: بحارالانوار،ج:96،ح3، ص: 142. (2) محمد تقي التستري، قضاء أمير المؤمنينعلي بن أبي طالب عليه السلام، ص: 210، عن شرحنهج البلاغة لابن أبي الحديد.