بدعة

جعفر باقري

نسخه متنی -صفحه : 579/ 364
نمايش فراداده

يغطي جوانب الحياة، ويستجيب لمختلفاحتياجاتها ومتطلباتها، ليودِّع اُمتهبعد ذلك وهو مطمئن على سلامة ما أتى به منمبادئ وأحكام.

ولا يمكن أن يُدّعى هنا التفكيك بين مضمونالحديث الذي يُرجع الناس الى سنة الخلفاءالراشدين هنا، ويأمرهم باتباعها، ويقرنهامع سنته بالقول (سنتي وسنة الخلفاءالراشدين)، وتقع هذه الوصية في أواخرحياته على ما هو ظاهر الحديث... لا يمكنالتفكيك بين كل ذلك وبين أمر الخلافةالاسلامية العامة، إذ انّ الخلافة بعدالرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم لا تعنيإلا اقامة السنة، والتصدي لبيانها ونشرهابين الناس، وهو يتضمن أمر القيادةوالرئاسة العامة للمجتمع في جميع شؤونهوخصوصياته، إذ ما من واقعة إلا وللاسلامحكم شرعي وسنة واقعية ثابتة فيها، وهوالأمر الذي جسّده رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم في حياته بكل وضوح،وجَمعَ فيه بين القيادتين الروحيةوالسياسية للمجتمع، وحتى الواقع العمليلتطبيق العامة هذا الحديث على أبي بكروعمر وعثمان لم يتجاوز هذه الحقيقة أويتعداها، إذ لم يقولوا بانَّ هؤلاء كانواخلفاء للناس في أمر الفتيا والأحكامالدينية فحسب، لانهم في الواقع قد تصدّواإلى إدارة شؤون المجتمع سياسياً أيضاً.

على أنّ علماء العامة ومحدثيهم يروونالحشد الكبير من الروايات الدالة علىاستخلاف أبي بكر لعمر من بعده، وجعل عمرالخلافة من بعده في واحدٍ من ستة نفرشخَّصهم بأسمائهم، وقد طفحت كتب الحديثالعامية بالأخبار التي تؤكد على أن أبابكر وعمر لم يتركا الأمر من دون استخلاف،فكيف يمكن للنبي الأكرم صلّى الله عليهوآله وسلّم الذي اُؤتمن على أوسع الشرايعالسماوية وأكثرها شمولية، أن يخرج عنالسير على ضوء هذهِ القاعدة العقلائيةالمسلَّمة، ويتعامل مَعَ أمر الاستخلافبهذه الطريقة المزعومة، ومن خلال حديثٍمتناقضٍ في مضمونه، ومجمل في دلالته،ويتيم في مؤداه؟!

روي انَّ أبا بكر: «دعا عثمان بن عفانفقال: اكتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذاما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده منالدنيا خارجاً عنها، وعند أول عهده