بدعة

جعفر باقري

نسخه متنی -صفحه : 579/ 383
نمايش فراداده

فرق الشيعة وغيره»(1).

ومن الانعكاسات السلبية الخطيرة لرميكيان التشيع بالابتداع هو محاولة بعضالمتعصبين من علماء العامة التشكيك في كلما يُروى عن طرق الشيعة وخصوصاً الاماميةالاثنا عشرية، وعدم الاعتراف المطلقبكتبهم الحديثية، ودرج الاحاديث الجمّةالمروية في مصادر الشيعة ضمن عنوان مايرويه المبتدعون.

يقول (نظام الدين الانصاري) في كتاب (فواتحالرحموت بشرح مسلّم الثبوت):

«أما المبيحون للكذب فلا تُقبل روايتهمالبتة، لأنَّهم لمّا جازَ في دينهم علىزعمهم الكذب لا يبالونَ بالارتكاب عليه،ومنهم الروافض الغلاة والاماميّة، فانَّالكذب فيهم أظهر وأشهر، حتى صاروا مضربالمثِّل في الكذب، وجوَّزوا ارتكاب جميعالمعاصي، فلا أمانَ لهم أن يكذبوا علىرسول اللّه، ولا هم يبالونَ بالكذب علىرسول اللّه وأصحابه، ومَن نظر في كتبهم لميجد أكثر المرويات إلا موضوعةً مفتراة»(2).

ومن الطريف أن نذكر ما علَّق به الشيخ(محمد جواد مغنية) على هذا الكلام فكفانامؤونة الرد عليه، حيث يقول في كتابه(الشيعة في الميزان):

«واذا كان أكثر روايات الامامية كذباًوافتراءً، فمعنى ذلكَ أنّ التوحيد ونبوةمحمّد والبعث والنشر سخف وهراء، ووجوبالصوم والصلاة والحج والزكاة سراب وهباء،وتحريم الزنا والكذب والسرقة جهل وعماء،لأنَّ روايات الامامية جلّها في ذلك،تعالى اللّه ورسوله علواً كبيراً.

ولا نعرف فرقة من المسلمين تشددت في تحريمالكذب بعامة، وعلى اللّه والرسول بخاصةكالاماميّة، فانَّهم حكموا بخروجمستحلِّه من الاسلام، وأخذوا الصدق فيتحديد الايمان، فلقد رووا عن أئمتهمأخباراً تجاوزت حدَّ التواتر: (انَّالايمان أن تؤثر الصدق

(1) محسن الامين، أعيان الشيعة، ج: 1، ص: 23.

(2) محمد جواد مغنية، الشيعة في الميزان، ص:85، عن كتاب (فواتح الرحموت بشرح مسلّمالثبوت) المبطوع مَعَ المستصفى سنة 1324هجري، ص: 140،ج: 2.