الكريم قد استعمل في معناه اللغوي العامالذي أشارت اليه الكتب اللغوية.
لكي نتعرف على المعنى المصطلح للفظ(الشيعة) و(التشيع) لا بدّ لنا أن نطالعأولاً ما يقوله العلماء والمحققون بهذاالشأن، لكي ننظر بعد ذلك في أبعاد هذاالمفهوم، ونستخلص المعنى الواقعي الذييمثّل صيغة موحَّدة لهذهِ التعاريف التيسوف نرى انها تختلف فيما بينها سعةًوضيقاً، وان كانت تشترك في المعنى الكلّيالعام الذي تقدم ذكره في الكتب اللغويةآنفاً عند التعرض لبيان معنى التشيعالخاص، وهو عبارة عن موالاة علي وأهل بيتهعليهم السلام.
«الشيعة هم الذين شايعوا علياً رضي اللّهعنه على الخصوص، وقالوا بامامته وخلافتهنصّاً ووصيّة، إما جليّاً، وإمّا خفياً،واعتقدوا أنَّ الامامة لا تخرج من أولاده،وان خرجت فبظلم يكون من غيره، أو بتقية منعنده، وقالوا ليست الامامة قضية مصلحيةتناط باختيار العامة، وينتصب الامامبنصبهم، بل هي قضية اُصولية، وهي ركنالدين، لا يجوز للرسل عليهم السلام إغفالهوإهماله، ولا تفويضه الى العامة وإرساله».
وأضاف:
«ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص،وثبوت عصمة الانبياء والائمة وجوباً عنالكبائر والصغائر، والقول بالتولّيوالتبري، قولاً، وفعلاً، وعقداً، إلا فيحال التقية»(1).
«ومَن وافق الشيعة في أنَّ علياً أفضلالناس بعد رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم وأحقّهم
(1) الشهرستاني، الملل والنحل، القسمالاول، ص: 131.