غارات

ابراهيم بن محمد ثقفي كوفي

نسخه متنی -صفحه : 835/ 784
نمايش فراداده

«902»

و قال المرزباني: النّجاشيّ قدم على عهدعمر في جماعة من قومه و كان مع عليّ فيحروبه يناضل عنه أهل الشّام، و ذكر أنّعليّا جلده ثمانين ثمّ زاده عشرين، فقالله: ما هذه العلاوة؟ فقال: لجرأتك على اللهفي شهر رمضان و صبياننا صيام، فهرب إلىمعاوية و هجا عليّا.

(الى أن قال) و قال ابن قتيبة في المعارف:كان النّجاشيّ رقيق الدّين فذكر القصّة فيشرب الخمر في رمضان و إنّما قيل لهالنّجاشيّ لانّه كان يشبه لون الحبشة، وحكى ابن الكلبيّ أنّ جماعة من بني الحارثوفدوا على رسول الله صلّى الله عليه وآلهوسلّم فقال: من هؤلاء الّذين كأنّهم منالهند؟!». أقول: قوله: «قال ابن قتيبة فيالمعارف» اشتباه و سهو منه و ذلك أن القصّةغير مذكورة فيه بل هي مذكورة في كتاب الشعرو الشعراء لابن قتيبة و نص عبارته فيهبالنسبة الى القصة هذه (ص 246- 247 من طبعةبيروت):

«النّجاشي الحارثيّ هو قيس بن عمرو بنمالك من بني الحارث بن كعب و كان فاسقارقيق الإسلام، و خرج في شهر رمضان على فرسله بالكوفة يريد الكناسة فمرّ بأبي سمّالالاسديّ فوقف عليه فقال: هل لك في رءوسحملان في كرش في تنّور من أوّل اللّيل إلىآخره قد أينعت و تهرّأت؟- فقال له: ويحك أفي شهر رمضان تقول هذا؟! قال: ما شهر رمضانو شوّال إلّا واحد، قال: فما تسقينيعليها؟- قال: شرابا كالورس، يطيّب النّفس،و يجري في العرق، و يكثر الطّرق، و يشدّالعظام، و يسهّل للفدم الكلام، فثنى رجلهفنزل فأكلا و شربا فلمّا أخذ فيهماالشّراب تفاخرا فعلت أصواتهما، فسمع ذلكجار لهما فأتى عليّ بن أبي طالب- رضي اللهعنه- فأخبره فبعث في طلبهما، فأمّا أبوسمّال فشقّ الخصّ و نفذ إلى جيرانه فهرب،فأخذ النّجاشيّ فأتي به عليّ بن أبي طالبفقال له: ويحك ولداننا صيام و أنت مفطر؟!فضربه ثمانين سوطا و زاده عشرين سوطا فقالله: ما هذه العلاوة يا أبا الحسن؟- فقال:هذه لجرأتك على الله في شهر رمضان ثمّ وقفهللنّاس ليروه في تبّان فهجا أهل- الكوفةفقال: