وممّا علّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة خاصّة تسمى بصلاة الحبوة والتسبيح .
أنت صلّيتها لو كنت فررت من الزّحف وكان عليك مثل رمل عالج(24) وزبد البحر ذنوباً غفرت لك؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : تصلّي أربع ركعات إذا شئت إن شئت كلّ ليلة ، وإن شئت كلّ يوم ، وإن شئت فمن جمعة إلى جمعة ، وإن شئت فمن شهر إلى شهر ، وإن شئت فمن سنة إلى سنة ، تفتتح الصلاة ثمّ تكبّر خمس عشرة مرّة ، تقول : الله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله ، ثمّ تقرأ الفاتحة وسورة ، وتركع فتقولهنَّ في ركوعك عشر مرّات ، ثمّ ترفع رأسك من الركوع فتقولهنّ عشر مرّات ، وتخرُّ ساجداً وتقولهنَّ عشر مرّات في سجودك ، ثمّ ترفع رأسك من السجود فتقولهنّ عشر مرّات ، ثمّ تخرّ ساجداً وتقولهنّ عشر مرّات ، ثمّ ترفع رأسك من السجود فتقولهنّ عشر مرّات ، ثمّ تنهض فتقولهنّ خمس عشرة مرّة ، ثمّ تقرأ فاتحة الكتاب وسورة ، ثمّ تركع فتقولهنّ عشر مرّات ، ثمّ ترفع رأسك من الركوع فتقولهنّ عشر مرّات ، ثمّ تخرُّ ساجداً فتقولهنّ عشر مرّات ، ثمّ ترفع رأسك من السجود فتقولهنّ عشر مرّات ، ثمّ تسجد فتقولهنّ عشر مرّات ، ثمّ ترفع رأسك من السجود فتقولهنّ عشر مرّات ، ثمّ تتشهّد وتسلّم ; ثمّ تقوم وتصلّي ركعتين أخراوين تصنع فيهما مثل ذلك ثمّ تسلّم . قال أبوجعفر (عليه السلام) : فذلك خمس وسبعون مرّة في كلّ ركعة ثلاثمائة تسبيحة تكون ثلاثمائة مرّة في الأربع ركعات ألف ومائتا تسبيحة يضاعفها الله عزّوجلّ ويكتب لك بها اثنتي عشرة ألف حسنة ، الحسنة منها مثل جبل أُحد وأعظم»
وعن أجر من صلاّها ، سئل الإمام أبوعبدالله (عليه السلام) «عمّن صلّى صلاة جعفر ، هل يكتب له من الأجر مثل ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لجعفر؟ قال : إي والله»(25) .
قالوا فيه
إذا ما نظرنا في الذي ورد في جعفر من أقوال وروايات . . يمكننا أن نتصور من خلال ذلك شخصيته ومكانته وما يملكه من قدرات ، فمن أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله) فيه :
«خير الناس حمزة ، وجعفر وعلي»(26) .
«رأيت جعفراً ملكاً يطير في الجنة مع الملائكة بجناحين»(27) .
وقال (صلى الله عليه وآله) مخاطباً جعفراً : «أنت أشبهت خَلقي وخُلقي»(28) .
«نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة : رسول الله ، وحمزة سيد الشهداء ، وجعفر ذو الجناحين ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين»(29) .
وفي رواية أخرى قال فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
«نحن سبعة «بنو عبد المطلب» سادات أهل الجنة ، أنا ، وعلي أخي ، وعمّي حمزة ، وجعفر ، والحسن والحسين ، والمهدي»(30) .
أمّا ما قاله صاحب حلية الأولياء أبو نعيم الأصفهاني في مقدمة ترجمة جعفر : ومنهم الخطيب المقدام ، السخي المطعام ، خطيب العارفين ، ومضيف المساكين ، ومهاجر الهجرتين ، ومصلي القبلتين ، البطل الشجاع ، الجواد الشعشاع ، جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) ، فارق الخلق ورامق الحق ، . . .
وأما ما قاله فيه صاحب سير أعلام النبلاء . .
السيد الشهيد، الكبير الشأن، علم المجاهدين ، أبو عبدالله ، ابن عمّ
رسول الله .
ومن شعر حسان بن ثابت في بني هاشم ومنهم جعفر(31) :