وفي رثاء جعفر قال كعب بن مالك
هدت العيون ودمع عينك يهمل
وكأنّما بين الجوانح والحشا
وَجْداً على النَّفَر الذين تَتَابَعُوا
صلى الإِلهُ عليهم من فِتية
صبروا بمؤتة للإِله نفوسهُمْ
إذ يهتدون بجعفر ولوائِهِ
حتى تفرَّقت الصفوف وجعفرٌ
فَتَغَيَّرَ القمرُ المنيرُ لفقده
قومٌ بهم نصرَ الإِلهُ عبادَه
(34)
وحَدّهم نُصِرَ النبيّ المُرْسَل
تَنْدَى إذا اعتذرَ الزمانُ المُمْحِل
تَنْدَى إذا اعتذرَ الزمانُ المُمْحِل
سَحَّاً كما وَكَفَ الضباب الُمخْضلُ
مما تأَوَّبَني شِهابٌ مُدْخَلُ(33)/(7)
يوْماً بمُؤتَة أُسْندوا لمْ يُنْقَلوا
وسقى عظامهمُ الغمامُ المُسْبِل
عند الحِمَامِ حفيظةً أن يَنْكُلُوا
قُدَّامَ أَوَّلِهِمْ ونِعْمَ الأَوَّل
حيثُ الْتَقى وَعْثُ الصُّفُوفِ مُجَدَّل
والشمسُ قد كَسَفَتْ وكادتْ تَأْفُل
وعليهُم نزل الكتاب المُنْزَل
وبهديهمْ رَضي الإِلهُ لِخَلْقِهِ
بيضُ الوجوه تُرَى بُطُون أَكُفِّهِمْ
تَنْدَى إذا اعتذرَ الزمانُ المُمْحِل
لقد جزعتُ وقلتُ حين نُعيتَ لي
بعد ابن فاطمة المبارك جعفر
خير البرية كلِّها وأجلّها
مَن للجلاد لدى العُقاب وظلِّها
خير البرية كلِّها وأجلّها
خير البرية كلِّها وأجلّها
فسلام عليك يا جعفر في الخالدين