جعفر الطیار نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جعفر الطیار - نسخه متنی

حسن محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


أما لماذا جعفر؟

!

لقد كان جعفر ومعه زوجته أسماء الوحيد من بني هاشم ممّن قد خرج إلى أرض الحبشة مهاجراً ، والذي أعتقده أن جعفراً لم يكن من الذين اضطُهِدوا من قبل قريش ، ولم يتعرض إلى ما تعرض له بقية المسلمين لما يتمتع به من منعة عشيرته ومكانتها ـ وإن كان هناك غيره لم تستطع قريش من اضطهاده ـ إلاّ أن لجعفر قدرات ذاتية اكتشفها رسول الله
(صلى الله عليه وآله)
فيه ستجعل له دوراً رسالياً مهماً في الحبشة . وإذا ما تعرض المهاجرون ـ الذين كان عددهم أكثر من 80 مهاجراً ـ إلى مواقف خطيرة وفي الذب والدفاع عنهم وعن الدين الجديد . وهذا ما حدث بالفعل ، فقد نقلنا تلك الروايات لنلقي الضوء كاملا على دور هذا الرجل في إقناع النجاشي وبطارقته بمظلومية المهاجرين وليس هذا فقط بل في عرض الإسلام بشكل واضح وجلي ، مبيناً خصائص النبي
(صلى الله عليه وآله)
ودوره في دعوة قومه إلى هذا الدين ونبذ عبادة الأصنام . . وكل هذا يحتاج إلى شجاعة وجرأة وقدرة على البيان والمحاورة ، وهذه الصفات جمعت في جعفر بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليه ، فجعلت رسول الله
(صلى الله عليه وآله)
يأذن له بالهجرة بل ويأذن له بالبقاء طيلة خمس عشرة سنة تقريباً فقد هاجر سنة خمس من مبعث النبي
(صلى الله عليه وآله)
وقدم إلى المدينة سنة سبع من الهجرة ، فنال بذلك وسام الهجرتين .

لقد كان بحقّ رجل الإسلام الأول ورجل الحوار الأوّل في تلك البلاد ، فمن محاوراته الجميلة التي أحرجت عمرو وصاحبه أمام النجاشي . . ما ذكره صاحب تفسير مجمع البيان : . . قال جعفر : يا أيها الملك سلهم أنحن عبيد لهم؟ فقال : لا ، بل أحرار . قال : فسلهم ألهم علينا ديون يطالبوننا بها؟ قال : لا ، ما لنا عليكم ديون . قال : فلكم في أعناقنا دماء تطالبوننا بها؟ قال عمرو : لا . قال : فما تريدون منّا؟ آذيتمونا فخرجنا من دياركم . ولم يكتف جعفر بهذا بل عقبه بذكر النبيّ وأحكام الإسلام .

أيها الملك بعث الله فينا نبيّاً أمرنا بخلع الأنداد ، وترك الاستقسام بالأزلام ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، ونهانا عن الفحشاء والمنكر والبغي . . .

فرسول الله
(صلى الله عليه وآله)
لم يأذن لهم بالهجرة للخلاص بأنفسهم وأهليهم فحسب ، وإن كان هذا هدفاً سليماً طالما لم يستطع الدفاع عنهم من ظلم قريش وتعسّفها وهو بعد في أول أمره ولم يؤمر بالجهاد ، إلاّ أنه كان يريد منهم أيضاً أن يحملوا هذه الرسالة التي جاءت إلى الناس كافة ، وأن يكونوا له دعاةً في غير مكّة وبلاد الجزيرة العربية ، وأن يزيحوا العوائق التي قد تستفيد منها قريش مستقبلا . . أراد رسول الله
(صلى الله عليه وآله)
لجعفر وللمهاجرين أن يكونوا دعاة رسالة ورجال حضارة وبناة تأريخ ومستقبل زاهر بالإسلام ومبادئه . وأن يستوعبوا الزمن كلّه والمكان كلّه والناس كلّهم ، وهذا ما حدث فعند عودة جعفر إلى المدينة كان معهم سبعون رجلا منهم اثنان وستون من بلاد الحبشة وثمانية من أهل الشام فيهم بحيراء الراهب ، فقرأ عليهم رسول الله
(صلى الله عليه وآله)
سورة يس إلى آخرها فبكوا حين سمعوا القرآن وآمنوا وقالوا : ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى ، فأنزل الله فيهم
}
. . * وإذا سمعوا ما أنزل الله إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين . .
{
(15) .

/ 16