اقول: الاصل فيهما واحد، و قد غفل المصنف فى الثانى عن الاول حتى ينبه على ذلك كما هو دابه، و مقادهما واحد.
و المراد ان كل ذنب عده صاحبه هينا و خفيفا يصير اشد ذنب و لو كان ذنبا صغيرا.
قال النبى (ص) كما روى فى (الكافى)-: اتقوا المحقرات من الذنوب فانها لا تغفر بان يذنب و يقول طوبى لى لو لم يكن لى غير ذلك.
و قال الصادق (ع)- كما روى ايضا- ان النبى (ص) نزل بارض قرعاء فقال لاصحابه: ايتونى بحطب.
فقالوا: نحن بارض قرعاء ما بها من حطب.
قال: فليات كل انسان بما قدر عليه.
فاتوا بما صار بعضه على بعض.
فقال (ع): هكذا تجتمع الذنوب، اياكم و المحقرات من الذنوب، فان لكل شى ء طالبا.
يقول تعالى ( و نكتب ما قدموا و آثارهم و كل شى ء احصيناه فى امام مبين).
(الفصل الثالث و الاربعون- فى مكارم الاخلاق) و فى دعا ابى حمزه: الهى ما عصيتك و انا بربوبيتك جاحد، و لا بامرك مستنفد، و لا لو عيدك متهاون، و لا لعقولبتك متعرض، و لكن خطيئه عرضت و سولت لى نفسى و غلبنى هواى و اعاننى عليها شقوتى.
و تارك لصلاه كافر دون الزانى، لان الزانى يزنى من غلبه الشهوه وتارك الصلاه يتركها استخفافا بها.
و قالوا عليهم السلام: لا تنال شفاعتنا مستخفا با لصلاه.
هذا، و نقل ابن المعتز فى (بديعه) العنوان بلفظ آخر فقال: قال على (ع): (ان اعظم الذنوب ما صغر عند صاحبه).