شرح نهج البلاغه

محمد تقی شوشتری

نسخه متنی -صفحه : 1060/ 1055
نمايش فراداده

حکمت 468

اقول: الاصل فيهما واحد، و قد غفل المصنف فى الثانى عن الاول حتى ينبه على ذلك كما هو دابه، و مقادهما واحد.

و المراد ان كل ذنب عده صاحبه هينا و خفيفا يصير اشد ذنب و لو كان ذنبا صغيرا.

قال النبى (ص) كما روى فى (الكافى)-: اتقوا المحقرات من الذنوب فانها لا تغفر بان يذنب و يقول طوبى لى لو لم يكن لى غير ذلك.

و قال الصادق (ع)- كما روى ايضا- ان النبى (ص) نزل بارض قرعاء فقال لاصحابه: ايتونى بحطب.

فقالوا: نحن بارض قرعاء ما بها من حطب.

قال: فليات كل انسان بما قدر عليه.

فاتوا بما صار بعضه على بعض.

فقال (ع): هكذا تجتمع الذنوب، اياكم و المحقرات من الذنوب، فان لكل شى ء طالبا.

يقول تعالى ( و نكتب ما قدموا و آثارهم و كل شى ء احصيناه فى امام مبين).

(الفصل الثالث و الاربعون- فى مكارم الاخلاق) و فى دعا ابى حمزه: الهى ما عصيتك و انا بربوبيتك جاحد، و لا بامرك مستنفد، و لا لو عيدك متهاون، و لا لعقولبتك متعرض، و لكن خطيئه عرضت و سولت لى نفسى و غلبنى هواى و اعاننى عليها شقوتى.

و تارك لصلاه كافر دون الزانى، لان الزانى يزنى من غلبه الشهوه وتارك الصلاه يتركها استخفافا بها.

و قالوا عليهم السلام: لا تنال شفاعتنا مستخفا با لصلاه.

هذا، و نقل ابن المعتز فى (بديعه) العنوان بلفظ آخر فقال: قال على (ع): (ان اعظم الذنوب ما صغر عند صاحبه).