و قال ابن ميثم: يروى انه عليه السلام وكل اخاه فى خصومه و قال: ان لها تقحما و ان الشيطان يحضرها.
و فى (المستجاد) دخل عماره بن حمزه على المنصور فقعد فى مجلسه، فقام رجل فقال للمنصور: مظلوم.
قال: من ظلمك.
قال عماره: غصبنى ضيعتى.
فقال المنصور: قم يا عماره فاقعد مع خصمك.
فقال: ما هو لى بخصم.
قال: و كيف ذلك؟ قال: ان كانت الضيعه له فلست انازعه و ان كانت لى فهى له، و لا اقوم من مجلس قد شرفنى به الخليفه اميرالمومنين و اقعد فى ادنى منه بسبب ضيعه.
قال المصنف: (يريد بالقحم المهالك لانها تقحم اصحابها فى المهالك و المتالف فى الاكثر) فى (النهايه): اقتحم الامر العظيم و تقحمه، اذا رمى نفسه فيه من غير رويه، و القحمه الورطه و الهلكه، و منه حديث على عليه السلام ان للخصومه قحما.
و من ذلك قحمه الاعراب و هو ان تصيبهم السنه اى: سنه القحط.
فتتعرق اموالهم هكذا فى (الطبعه المصريه) و الصواب ما فى ابن ابى الحديد و ابن ميثم (فتتقرف اموالهم).
(الفصل الستون- فى موضوعات م ختلفه) فذلك تقحمها اى: تقحم السنه.
فيهم اى: فى الاعراب.
و قيل فيه اى: فى قول قحمه الاعراب.
وجه آخر و هو انها تقحمهم اى: تدخلهم.
بلاد الريف اى: الخصب.
اى تحوجهم الى دخول الحضر عند محول البدو اى: قحط الباديه.
قلت: و يشهد لكونه هو الوجه قولهم: اقحمت السنه نابغه بنى جعده اى: اخرجته من الباديه و ادخلته الحضر.