شرح نهج البلاغه

محمد تقی شوشتری

نسخه متنی -صفحه : 1060/ 554
نمايش فراداده

خطبه

182-آفريدگار توانا

(و اعلموا انه لن يرضى عنكم بشى ء سخطه على من كان قبلكم) من الامم الماضيه او ممن كان فى عصر الرسول (ص).

(و لن يسخط) اى: لن يغضب.

(عليكم بشى ء رضيه ممن كان قبلكم) لكون حكم الجميع واحدا.

(و انما تسيرون فى اثر بين) من الدين ( قد تبين الرشد من الغى).

(و تتكلمون برجع قول قد قاله الرجال من قبلكم) قال ابن ابى الحديد: يعنى كلمه التوحيد (لا اله الا الله) قد قالها الموحدون من قبل هذه المله لا تقليدا، بل بالنظر و الدليل، فقولوها انتم كذلك.

قلت: لم افهم كيفيه دلاله (رجع القول) على ما قال، و انما المستفاد من (الفصل الاول- فى التوحيد) مورد آيه ( و لو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مومنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا انحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جاءكم بل كنتم مجرمين و قال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل و النهار اذ تامروننا ان نكفر بالله) كون رجع القول تكرارا لمجاوبه بين فريقين، و لعل الرجع هنا بمعنى النفع، كما قيل فى قوله تعالى: (و السماء ذات الرجع).

(قد كفاكم موونه دنياكم) (و فى السماء رزقكم و ما ت وعدون فو رب السماء و الارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون).

(و حثكم على الشكر) (و لقد آتينا لقمان الحكمه ان اشكر لله و من يشكر فانما يشكر لنفسه و من كفر فان الله غنى حميد)، ( لئن شكرتم لازيدنكم و لئن كفرتم ان عذابى لشديد).

(و افترض من السنتكم الذكر) صادرا عن القلب ( و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)، (و اذكر ربك فى نفسك تضرعا و خيفه و دون الجهر من القول بالغدو و الاصال و لا تكن من الغافلين).

(و اوصاكم بالتقوى) ( و لقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم (الفصل الاول- فى التوحيد) و اياكم ان اتقوا الله).

(و جعلها منتهى رضاه) من عباده ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم).

(و حاجته من خلقه) (يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

(فاتقوا الله الذى انتم بعينه) (و ان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)، (و لقد خلقنا الانسان و نعلم ما توسوس به نفسه و نحن اقرب اليه من حبل الوريد)، (و هو الذى يتوفاكم بالليل و يعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى اجل مسمى).

(و نواصيكم بيده) ( ما من دابه الا هو آخذ بناصيتها ا ن ربى على صراط مستقيم).

(و تقلبكم فى قبضته) ( و الله يعلم متقلبكم و مثواكم)، (.

فلا يغررك تقلبهم فى البلاد).

(ان اسررتم علمه) ( يعلم السر فى السماوات و الارض)، (الفصل الاول- فى التوحيد) ( تسرون اليهم بالموده و انا اعلم بما اخفيتم و ما اعلنتم)، ( يخرج الخب ء فى السماوات و الارض و يعلم ما تخفون و ما تعلنون).

(و ان اعلنتم كتبه) (و كل صغير و كبير مستطر)، ( و نكتب ما قدموا و آثارهم و كل شى ء احصيناه فى امام مبين)، (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد).

(قد و كل بكم) هكذا فى (المصريه)، و الصواب: (بذلك) كما فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم و الخطيه).

(حفظه كراما) (و هو القاهر فوق عباده و يرسل عليكم حفظه حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا و هم لا يفرطون).

(لا يسقطون حقا و لا يثبتون باطلا) لا ككتاب الامراء و الملوك يثبتون الباطل على الناس و يسقطون الحق لهم.

قال تعالى: (و ان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون)، (اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين و عن الشمال قعيد)، ( و يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيره و لا كبيره الا احصاها (الفصل الاول- فى التوحيد) و وجدوا ما عملوا حاضرا و لا يظلم ربك احدا).

((مجلد 12، صفحه 79، الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه)) اقول: قوله (ع): (و اعلموا ان من يتق الله يجعل له مخرجا من الفتن) قال تعالى (و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لايحتسب)، (و من يتق الله يجعل له من امره يسرا)، (و من يتق الله يكفر عنه سيئاته و يعظم له اجرا)، (قال انا يوسف و هذا اخى قد من الله علينا انه من يتق و يصبر فان الله لايضيع اجر المحسنين).

و نورا من الظلم قال تعالى (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور)، و قال تعالى (هو الذى يصلى عليكم و ملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور و كان بالمومنين رحيما).

و يخلده فى ما اشتهت نفسه (جنات عدن التى وعد الرحمن عباده ((مجلد 12، صفحه 80، الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه)) بالغيب انه كان و عده ماتيا لايسمعون فيها لغوا الا سلاما و لهم رزقهم فيها بكره و عشيا)، (ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لايسمعون حسيسها و هم فيما اشتهت انفسهم خالدون لايحزنهم الفزع الاكبر و تتلقاهم الملائكه هذا يومكم الذى كنتم توعدون)، (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكه الا تخافوا و لاتحزنوا و ابشروا بالجنه التى كنتم توعدون نحن اولياوكم فى الحياه الدنيا و فى الاخره و لكم فيها ما تشتهى انفسكم و لكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم)، (الا خلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين يا عبادى لاخوف عليكم اليوم و لا انتم تحزنون الذين آمنوا باياتنا و كانوا مسلمين ادخلوا الجنه انتم و ازواجكم تحبرون يطاف عليهم بصحاف من ذهب و اكواب و فيها ما تشتهيه الانفس و تلذ الاعين و انتم فيها خالدون و تلك الجنه التى اورثتموها بما كنتم تعملون لكم فيها فاكهه كثيره منها تاكلون)، (على سرر موضونه متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم و لدان مخلدون باكواب و اباريق و كاس من معين لايصدعون عنها و لاينزفون و فاكهه مما يتخيرون و لحم طير مما يشتهون و حور عين كامثال اللولو المكنون جزاء بما كانوايعملون لايسمعون فيها لغوا و لاتاثيما الا قيلا سلاما سلاما)، (ان المتقين فى جنات و نعيم فاكهين بما آتاهم ربهم و وقاهم ربهم عذاب الجحيم كلوا و اشربوا هنيئا بما كنتم تعملون متكئين على ((مجلد 12، صفحه 81، الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه)) سرر مصفوفه و زوجناهم بحور عين و امددناهم بفاكهه و لحم مما يشتهون يتنازعون ف يها كاسا لالغو فيها و لاتاثيم).

و ينزله منزله هكذا فى (المصريه) و الصواب: (منزل) كما فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم و الخطيه).

الكرامه عنده قال تعالى (نزلا من غفور رحيم)، (تحيلهم يوم يلقونه سلام و اعد لهم اجرا كريما).

فى دار اصطنعها لنفسه (تلك الدار الاخره نجعلها للذين لايريدون علوا فى الارض و لافسادا و العاقبه للمتقين)، (تلك الجنه التى نورث من عبادنا من كان تقيا).

ظلها عرشه قالوا كلامه (ع) هذا يدل على ان الجنه فوق السماوات السبع و تحت العرش.

و نورها بهجته (الله نور السماوات و الارض).

و زوارها ملائكته قال تعالى (انما يتذكر اولوا الالباب الذين يوفون بعهد الله و لاينقضون الميثاق و الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب و الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم و اقاموا الصلاه و انفقوا مما رزقناهم سرا و علانيه و يدروون بالحسنه ((مجلد 12، صفحه 82، الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه)) السيئه اولئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها و من صلح من آبائهم و ازواجهم و ذرياتهم و الملائكه يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).

(و رفقاوها رسله) قال تعالى (و م ن يطع الله و الرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا).

((مجلد 11، صفحه 352، الفصل السادس و الثلاثون- فى الموت)) فبادروا المعاد (فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يات بكم الله جميعا ان الله على كل شى ء قدير)، (فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون).

(و سابقوا الاجال) (و انفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتى احدكم الموت فيقول رب لولا اخرتنى الى اجل قريب فاصدق و اكن من الصالحين و لن ((مجلد 11، صفحه 353، الفصل السادس و الثلاثون- فى الموت)) يوخر الله نفسا اذا جاء اجلها و الله خبير بما تعملون).

(فان الناس يوشك ان ينقطع بهم الامل) (يوشك) يقرب، (و حيل بينهم و بين ما يشتهون كما فعل باشياعهم من قبل).

(و يرهقهم الاجل) اى: يغشاهم، (و انيبوا الى ربكم و اسلمواله من قبل ان ياتيكم العذاب ثم لا تنصرون)، (و اتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم من قبل ان ياتيكم العذاب بغته و انتم لا تشعرون).

(و يسد عنهم باب التوبه) (و ليست التوبه للذين يعملون السيئات حتى اذا جاء احدهم الموت قال انى تبت الان).

(فقد اصبحتم فى مثل ما سال اليه الرجعه من كان ق بلكم) (و لو ترى اذ المجرمون ناكسوا رووسهم عند ربهم ربنا ابصرنا و سمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون)، (حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمه هو قائلها و من ورائهم برزخ الى يوم يبعثون).

(و انتم بنو سبيل) اى: مسافرون الى الاخره.

(على سفر من دار ليست بداركم) انما هذه الحياه الدنيا متاع و ان الاخره هى دار القرار)، (و ما هذه الحياه الدنيا الا لهو و لعب و ان الدار الاخره لهى ((مجلد 11، صفحه 354، الفصل السادس و الثلاثون- فى الموت)) الحيوان لو كانوا يعلمون).

(و قد اوذنتم منها بالارتحال) الا يذان: الاعلام، و الاصل فيه ايصال الخبر الى الاذن و يترجم بالفارسيه بقولهم: (گوشزد).

(و امرتم فيها بالزاد) (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله ان الله خبير بما تعملون)، (و ما تفعلوا من خير يعلمه الله و تزودوا فان خير الزاد التقوى ((مجلد 12، صفحه 130، الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه)) اقول: قوله (ع) (و اعلموا انه ليس لهذا الجلد الرقيق صبر على النار) فى دعاء كميل مشيرا الى عذابه تعالى: و هذا ما لاتقوم له السماوات و الارض، فكيف بى و ا نا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين.

و قال تعالى: (فما اصبرهم على النار).

فارحموا نفوسكم (عليكم انفسكم لايضركم من ضل اذا اهتديتم).

((مجلد 12، صفحه 131، الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه)) فانكم قد جربتموها فى مصائب الدنيا فى دعاء كميل: (و انت تعلم ضعفى عن قليل من بلاء الدنيا و عقوباتها و ما يجرى فيها من المكاره على اهلها).

افرايتم هكذا فى (المصريه) و الصواب: فرايتم كما فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم و الخطيه).

جزع احدكم من الشوكه تصيبه فى (المصباح): شوك الشجر معروف، الواحده شوكه.

و العثره تدميه فى (الصحاح): العثره: الزله، و ادميته انا و دميته تدميه: اذا ضربته حتى خرج الدم.

و الرمضاء تحرقه فى (الصحاح): الرمض: شده وقع الشمس على الرمل و غيره، و الارض رمضان.

فى (الطبرى) فى خلع المعتز: فجروا برجله فاقاموه فى الشمس فى الدار فى وقت شديد الحر فجعل يرفع قدمه ساعه بعد ساعه من حراره الموضع الذى قد اقيم فيه و بعضهم يلطمه و هو يتقى بيده وجعلوا يقولون اخعلها.

فكيف اذا كان بين طابقين من نار قال ابن ابى الحديد: الطابق- بالفتح- ((مجلد 12، صفحه 132، الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه)) الاجره الكبيره و هو فارسى معرب.

قلت: اخذ ما قاله عن (الصحاح)، و قال فى (القاموس): الطابق كهاجر، و صاحب الاجر الكبير كالطاباق و العضو او نصف الشاه و ظرف يطبخ فيه معرب (تابه) جمعه طوابق و طوابيق.

و قال فى (النهايه) فى حديث عمران بن حصين: ان غلاما ابق له فقال: لاقطعن منه طابقا ان قدرت عليه، اى: عضوا.

قال ثعلب: الطابق و الطابق: العضو من اعضاء الانسان كاليد و نحوها، و منه حديث على (ع): انما امر فى السارق بقطع طابقه (اى: يده) و حديثه الاخر: فخبزت خبزا و شويت طابقا من شاه.

و قال فى (الجمهره): و كل شى ء طوبق بعضه على بعض فالاعلى طبق الاسفل و السماوات الطباق بعضهن فوق بعض.

و من كلام الاخير يعلم ان المراد بين طبقتين من نار و لامعنى لما قاله ابن ابى الحديد بين آجرتين من نار كما عرفت من ثعلب انه يجوز فيه الكسر ايضا، فكلامه (ع) مساوق لقوله تعالى: (يوم يغشاهم العذاب من فوقهم و من تحت ارجلهم).

و فى (تفسير القمى) فى قوله تعالى (فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق روسهم الحميم يصهر به ما فى بطونهم و الجلود و لهم ((مجلد 12، صفحه 133، الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه)) مق امع من حديد كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها و ذوقوا عذاب الحريق)، قال: تشويه النار فتسترخى شفته السفلى حنى تبلغ سرته و تتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط راسه و روى عن ابى بصير قال: قلت لابى عبدالله (ع): خوفنى فان قلبى قد قسا فقال: ان جبرئيل جاء الى النبى (ص) و هو قاطب و قد كان يجى ء قبل هو متبسم فقال له النبى (ع): جئتنى اليوم قاطبا.

قال: قد وضعت منافخ النار فقال: و ما منافخ النار؟ قال: ان الله تعالى امر بالنار فنفخ عليها الف عام حتى ابيضت و نفخ عليها الف عام حتى احمرت ثم عليها الف عام حتى اسودت فهى سوداء مظلمه و لو ان قطره من الضريع قطرت فى شراب اهل الدنيا لمات اهلها من نتنها و لو ان حلقه واحده من السلسله التى طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت من حرها و لو ان سربالا من سرابيل اهل النار علق بين السماء و الارض لمات اهل الارض من ريحه- الى ان قال-: ان جهنم اذا دخلوها هووا فيها مسيره سبعين عاما- الى ان قال-: فاذا بلغوا اعلاها قمعوا بمقامع الحديد و اعيدوا فى دركها هذه حالهم و هو قوله تعالى (كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها و ذوقوا عذاب الحريق) ثم تبدل جلودهم غير الجلود التى كانت عليهم

.

ضجيع حجر هو كما قالوا: اشاره الى قوله تعالى (و قودها الناس و الحجاره) قالوا المراد بالحجاره حجاره الكبريت.

((مجلد 12، صفحه 134، الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه)) و قرين شيطان قالوا: اشاره الى قوله تعالى (و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين)، (قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان فى ظلال بعيد).

و فى (تفسير القمى) فى روايه ابى الجارود عن ابى جعفر (ع) فى قوله تعالى (و اذا النفوس زوجت).

اما اهل الجنه فزوجوا الخيرات الحسان، و اما اهل النار فمع كل انسان منهم شيطان يعنى قرنت نفوس الكافرين و المنافقين بالشياطين فهم قرناء.

اعلمتم ان مالكا اذا غضب على النار حطم بعضها بعضا لغضبه فى (الصحاح): حطمته حطما اى: كسرته و الحطمه اسم من اسماء جهنم و هى النار لانها تحطم ما يلقى فيها.

(و نادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال انكم ماكثون)، (كلا لينبذن فى الحطمه و ما ادراك ما الحطمه نار الله الموقده التى تطلع على الافئده انها عليهم موصده فى عمد ممدده).

و فى (تفسير القمى): اذا مدت العمد عليهم اكلت و الله الجلود.

فى (عرائس الثعلبى): كان زكريا اذا اراد ان يعظ بنى اسرائيل التفت يمينا و شمالا فاذا ر اى يحيى لم يذكر جنه و لانارا فجلس يوما يعظ ((مجلد 12، صفحه 135، الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه)) بنى اسرائيل و اقبل يحيى قد لف راسه بعباءه و جلس فى غمار القوم فالتفت زكريا يمينا و شمالا فلم ير يحيى فانشا يقول حدثنى حبيبى جبرئيل عن الله عزوجل: ان فى جهنم جبل يقال له السكران و فى اصل ذاك الجبل واد يقال له الغضبان خلق لغضب الرحمن و فى ذلك الوادى جب قامته مائه عام فيه توابيت من نار و فيها صناديق من نار و ثياب من نار و اغلال من نار فرفع يحيى راسه و قال و اغفلتاه عن السكران و عن غضب الرحمان ثم خرج هائما على وجهه.

و اذا زجرها توثبت بين ابوابها جزعا من زجرته (و اعتدنا لمن كذب بالساعه سعيرا اذا راتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا و زفيرا و اذا القوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا لاتدعوا اليوم ثبورا واحدا و ادعوا ثبورا كثيرا)، (اذا القوا فيها سمعوا لها شهيقا و هى تفور تكاد تميز من الغيظ).

و فى (تفسيرالقمى) عن الباقر (ع) قال: لما نزل (و جيى ء يومئذ بجنم يومئذ يتذكر الانسان و انى له الذكرى)- سئل عنه النبى (ص) فقال: اخبرنى الروح الامين ان الله تعالى اذا جمع الاولين و الاخرين اتى بجهن م تقاد بالف زمام لكل زمام الف ملك من الغلاظ الشداد لها هده و غضب و زفير و شهيق و انها لتزفر الزفره فلولا ان الله اخرهم للحساب لاهلكت الجميع ثم يخرج منها عنق فيحيط بالخلايق.

(الفصل الخامس- فى النبوه العامه) (الحمد لله المعروف من غير رويه) (قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذى اعطى كل شى ء خلقه ثم هدى).

(الخالق من غير منصبه) اى: مشقه و تعب، قال تعالى: (و لقد خلقنا السماوات و الارض و ما بينهما فى سته ايام و ما مسنا من لغوب).

هذا، و فى الخطبه (88): (الحمد لله المعروف من غير رويه، و الخالق من غير رويه)، و كل منهما صحيح، فيخلق عز و جل بدون تفكر، كما يخلق بدون تعب، بخلاف البشر: فلا يعمل شيئا الا بتفكر و رويه، و يحصل له التعب و المنصبه.

(خلق الخلائق بقدرته) (انا كل شى ء خلقناه بقدر).

(و استعبد الا رباب بعزته) (ان كل من فى السماوات و الارض الا آتى الرحمن عبدا).

(و ساد العظماء بجوده) ( و يوت كل ذى فضل فضله).

(و هو الذى اسكن الدنيا خلقه) بعد هبوط آدم من الجنه: ( و لكم فى الارض مستقر و متاع الى حين).

(و بعث الى الجن و الانس رسله) (يا معشر الجن و الانس الم ياتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى و ينذورنكم لقاء يومكم هذا قالوا (الفصل الخامس- فى النبوه العامه) شهدنا على انفسنا).

(ليكشفوالهم من غطائها) اى: حجابها.

(و ليحذروهم من ضرائها) كما حكى عز و جل عن نوح (ع) فى قوله لقومه: (و الله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها و يخرجكم اخراجا)، و عن صالح (ع) فى قوله لقومه: (اتتركون فى ما ههنا آمنين فى جنات و عيون و زروع و نخل طلعها هضيم و تنحتون من الجبال بيوتا فارهين).

(و ليضربوا لهم امثالهم) كقوله تعالى على لسان نبينا (ص): ( يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياه الدنيا ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون انما مثل الحياه الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما ياكل الناس و الانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفها و ازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون)، (و اضرب لهم مثل الحياه الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه الرياح)، (مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا و ان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)، (مثلهم كمثل الذى استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم و تركهم فى (الفصل الخامس- فى النبوه العامه) ظلمات لا يبصرون صم بكم عمى فهم لا يرجعون او كصيب من السماء فيه ظلمات و رعد و برق يجعلون اصابعه م فى آذانهم من الصواعق حذرالموت و الله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه و اذا اظلم عليهم قاموا و لو شاء الله لذهب بسمعهم و ابصارهم ان الله على كل شى ء قدير)، (ضرب الله مثلا للذين كفروا امراه نوح و امراه لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا و قيل ادخلا النار مع الداخلين و ضرب الله مثلا للذين آمنوا امراه فرعون اذ قالت رب ابن لى عندك بيتا فى الجنه و نجنى من فرعون و عمله و نجنى من القوم الظالمين).

(و ليهجموا عليهم بمعتبر من تصرف مصاحها و اسقامها، و ليبصروهم عيوبها و حلالها و حرامها) هكذا فى (المصريه)، و قد وقع فيها تقديم و تاخير، ففى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم و الخوئى و الخطيه): (و ليبصروهم عيوبها، و ليهجموا عليهم بمعتبر من تصرف مصاحها و اسقامها، و حلالها و حرامها)، فيعلم ان النهج كان كذلك، لكن لايبعد وقوع تصحيف فيه، فان عطف (و حلالها و حرامها) على (مصاحها و اسقامها)- كما فهمه ابن ابى الحديد و ابن ميثم و الخوئى- خلاف البلاغه، و مشتمل على التكلف.

و الظاهر كون (و حلالها و حرامها) محرف (و حياتها و حمامها) لقربهما لفظا و خطا، و عليه فالمعنى فى كمال المناسبه، و يكون المراد ان اسباب العبر، و ان كانت فى الدنيا كثيره، الا ان اهل الدنيا لحرصهم عليها، و حبهم لها (الفصل الخامس- فى النبوه العامه) غافلون عنها، كما قال (ع) فى موضع آخر: (ما اكثر العبر و اقل الاعتبار)، فبعث الله رسله ليبصروهم عيوب الدنيا، و ينبهوهم على كثره العبر فى وقائعها حتى كان العبر هاجمه عليهم.

(و ما اعد الله) هكذا فى (المصريه)، و الصواب: (و ما اعد الله سبحانه) كما فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم و الخوئى و الخطيه)، ثم ان ابن ابى الحديد احتمل كونه عطفا على (عيوبها)، و هو باطل، فكيف امكن ذلك مع فصل (و ليهجموا) بينهما، و لعله جعله من قبيل قول اهل نحلته فى قوله تعالى: (و ارجلكم) بعطفه على (وجوهكم) مع فصل (و امسحوا) بينهما تصحيحا لمذهبهم السخيف مع انه خلاف تكلم العقلاء.

و من الغريب ان الخوئى تبعه فى احتماله.

(للمطيعين منهم و العصاه) منهم.

(من جنه) للمطيعين.

(و نار) للعاصين.

(و كرامه) للاولين.

(و هوان) للاخرين، قال تعالى: ( و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما)، ( و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالا مبينا).

(الفصل الخامس- فى النبوه العامه) هذا، و فى (تجريد المحقق الطوسى رحمت ا لله) فى فوائد بعثه الانبياء: كمعاضده العقل فى ما يدل عليه، و استفاده الحكم فى ما لا يدل، و ازاله الخوف، و استفاده الحسن و القبح، و المنافع و المضار، و حفط النوع الانسانى، و تكميل اشخاصه بحسب استعداداتهم المختلفه، و تعليمهم الصنائع الخفيه، و الاخلاق و السياسات، و الاخبار بالعقاب و الثواب.

(احمده الى نفسه كما استحمد الى خلقه) رجع (ع) الى اول كلامه فى حمده تعالى، و انما ذكر (ع) فوائد بعثه الرسل لانها ايضا من موجبات حمده.

(و جعل لكل شى ء قدرا) اى: مقدارا معينا، قال تعالى: (انا كل شى ء خلقناه بقدر)، (و انزلنا من السماء ماء بقدر فاسكناه فى الارض و انا على ذهاب به لقادرون)، (و لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فى الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء انه خبير بصير)، (و ان من شى ء الا عندنا خزائنه و ما ننزله الا بقدر معلوم)، (الله يعلم ما تحمل كل انثى و ما تغيض الارحام و ما تزداد و كل شى ء عنده بمقدار).

(و لكل قدر اجلا) ( ثم قضى اجلا و اجل مسمى عنده).

(و لكل اجل كتابا) (و كل شى ء احصيناه كتابا)، (و ما كان لنفس ان (الفصل الخامس- فى النبوه العامه) تموت الا باذن الله كتابا موجلا).

(الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه) ايها اليفن الكبير فى (الصحاح): اليفن: الشيخ الكبير، قال الاعشى: و ما ان ارى الدهر فى مامضى يغادرمن شارف او يفن الذى قد لهزه القتير فى (الصحاح): لهزه القتير اى: خالطه الشيب، و اللهز: الضرب بجيمع اليد فى الصدر مثل اللكز عن ابى عبيده.

و مما قيل فى الشيب و كونه بريد الموت قول بعضهم (الموت ساحل و الشيب سفينه تقرب من الساحل) و قول الشاعر: سالت من الاطبه ذات يوم طبيبا عن مشيبى قال بلغم فقلت له على غيراحتشام لقد اخطات فى ماقلت بل غم و قال محمود الوراق (الشيب غمام قطره الغم) و قال عبيد الله بن عبدالله بن طاهر: هذا غمام للردى و دمع عينى مطره و قال ابن دريد: من لاح فى عارضيه القتير فقد اتاه بالبلى نذير ثم الى ذى العزه المصير و قال النظامى بالفارسيه: زپنبه شد بنا گوشت كفن پوش هنوز اين پنبه بيرون نارى از گوش و قال البهائى ايضا: (الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه) درسياهيت سفيدى شد پديد يعنى از ره قاصد مرگت رسيد و قال البحترى: يرفض عن ساطع المشيب كما ارفض دخان الضرام عن لهبه ايضا: نظرت الى الاربعون فاصرخت مشيبى و هزت للحنو قناتى و فى (الجمهره): قال الراجز: الان اذ لاح بك القتير و الامس قد صارله شكير و الشكير شعر ضعيف ينبت خلال الشيب، و عنه (ع): بلال الشيب فى فوديك نادى باعلى الصوت حى على الرواح و للبحتر ى: و من يطلع شرف الاربعين يحيى من الشيب زورا غريبا كيف انت خصه بالخطاب لان اليفن اقرب الى الماب و اشد فى الحساب، فعن الصادق (ع) ان العبد لفى فسحه من امره ما بينه و بين اربعين سنه، فاذا بلغ اربعين اوحى عزوجل الى ملكيه انى قد عمرت عبدى عمرا فغلظا عليه و شددا و اكتبا عليه قليل عمله و كثيره و صغيره و كبيره.

اذا التحمت اطواق النار بعظام الاعناق اى: جعلت النار لكونها طوقا على عظام الاعناق كاللحم لها، و قال تعالى (انا جعلنا فى اعناقهم اغلالا فهى الى (الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه) الاذقان فهم مقمحون).

و نشبت الجوامع فى (الصحاح): نشب الشى ء فى الشى ء (بالكسر) نشوبااى: علق فيه و الجامعه الغل لانها تجمع اليدين الى العنق.

حتى اكلت لحوم السواعد اختلف اهل اللغه فى معنى الساعد، ففى (الجمهره) و (الصحاح): ساعد ا الانسان: عضداه، و فى (القاموس) ساعداك: ذراعاك، و ف ى (المغرب): السواعد جمع ساعد و هو من اليد ما بين المرفق و الكتف ثم سمى بها ما يلبس عليها من حديد او صفر او ذهب، و فى (المصباح) الساعد من الانسان ما بين المرفق و الكتف و هو مذكر سمى ساعدا لانه يساعد الكف فى بطشها و عملها و الساعد هو العضد و الجمع السواعد.

فى (تفسير القمى) فى قوله تعالى: (لها سبعه ابواب لكل باب منهم جزء مقسوم)، بلغنى و الله ما اعلم ان الله تعالى جعل جهنم سبع درجات اعلاها الحجه يقوم اهلها على الصفا منها تغلى ادمغتهم فيها كغلى القدر بما فيها، و الثانيه: لظى نزاعه للشوى تدعو من ادبر و تولى و جمع فاوعى، و الثالثه: سقر لاتبقى و لاتذر لواحه للبشر عليها تسعه عشر و الرابعه: الحطمه و منها يثور شرر كالقصر كانه جماله صفر تدق من صار اليها مثل (الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه) الكحل فلا تموت الروح كلما صاروا مثل الكحل عادوا، و الخامسه: الهاويه فيها يدعون يا مالك اغثنا فاذا اغاثهم جعل لهم آنيه من صفر من نار فيها صديد يسيل من جلودهم كانه مهل فاذا رفعوه ليشربوا منه تساقط لحم و جوههم فيها من شده حرها و هو قوله تعالى (و ان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب و سائت مرتفقا )، و من هوى فيها هوى سبعين عاما و كلما احترق جلده بدل جلدا غيره، و السادسه: هى السعير فيها ثلاثمائه سرادق من نار فى كل سرادق ثلاثمائه قصر من نار فى كل قصر ثلاثمائه بيت من نار و فى كل بيت ثلاثمائه لون من عذاب النار فيها حيات من نار و عقارب من نار و جوامع من نار و سلاسل من نار و اغلال من نار و هو الذى يقول تعالى فيه (انا اعتدنا للكافرين سلاسلا و اغلالا و سعيرا، و السابعه: جهنم و فيها الفلق و هو جب فى جهنم اذا فتح سعر النار سعرا و هو اشد النار عذابا و اما صعود فجبل من صفر من نار وسط جهنم، و اما اثام فهو واد من صفر مذاب يجرى حول الجبل وهو اشد النار عذابا.

فالله الله معشر العباد و انتم سالمون فى الصحه قبل السقم فى الخبر: اغتنموا خمسا قبل خمس صحتك قبل سقمك و شبابك قبل هرمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك.

و فى الفسحه قبل الضيق فى (الصحاح): الفسحه السعه.

فاسعوا فى فكاك رقابكم فى الخبر: بينما النبى (ص) مستظل بظل (الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه) شجره فى يوم شديد الحر اذ جاء رجل فنزع ثيابه ثم جعل يتمرغ فى الرمضاء يكوى ظهره مره و جبهته مره و يقول يا نفس ذوقى فما عند الله اعظم مما صنعت بك و النبى (ص) ينظر الى ما يصنع ثم ان الرجل لبس ثيابه ثم اقبل فاومى اليه النبى (ص) بيده و دعاه فقال له: يا عبدالله لقد صنعت شيئا ما رايت احدا من الناس صنعه فما حملك على ذلك؟ قال: حملنى عليه مخافه الله تعالى فقال لقد خفت الله حق مخافته.

من قبل ان تغلق رهائنها فى (الصحاح): غلق الرهن غلقا اى: استحقه المرتهن و ذلك اذا لم يفتك فى الوقت المشروط و فى الحديث لايغلق الرهن، قال زهير: و فارقتك برهن لافكاك له يوم الوداع فامسى الرهن قد غلقا (و كل نفس بما كسبت رهينه).

هذا، و فى (الاغانى): رهن عروه بن الورد امراته الغفاريه على الشراب قال انما جاء بها الى بنى النضير و كان صعلوكا يغير فسقوه الخمر فلما انتشى منعوه و لاشى ء معه الا امراته فرهنها و لم يزل يشرب حتى غلقت فلما قال لها انطلقى قالت لاسبيل الى ذلك قد اغلقتنى فبهذا صارت عند بنى النضير و لما اجلا النبى (ص) بنى النضير عن المدينه كانت فيهم سلمى.

اسهروا عيونكم فى (المصباح): السهر: عدم النوم فى الليل.

(الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه) (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون و بالاسحار هم يستغفرون)، (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوف ا و طمعا و مما رزقناهم ينفقون فلاتعلم نفس ما اخفى لهم من قره اعين جزاء بما كانوا يعملون).

و اضمروا بطونكم فى (الصحاح): الضمر و الضمر مثل العسر و العسر الهزال و خفه اللحم.

فى (الفقيه): قال النبى (ص): الا اخبركم بشى ء ان فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا بلى قال الصوم يسود وجهه و الصدقه تكسر ظهره و الحب فى الله تعالى و الموازره على العمل الصالح يقطع دابره و الاستغفار يقطع و تينه و لكل شى ء زكاه و زكاه الابدان الصيام و قال تعالى الصوم لى و انا اجزى به و للصائم فرحتان حين يفطر و حين يلقى ربه و الذى نفس محمد بيده لخلوق فم الصائم عن الله اطيب من ريح المسك.

و استعملوا اقدامكم روى (ثواب الاعمال) و نقله الخوئى ايضا عن الصادق (ع) قال: ان الله تعالى ليهم ان يعذب اهل الارض جميعا حتى لايتحاشى منهم احدا اذا عملوا بالمعاصى و اجترحوا السيئات فاذا نظر الى الشيب ناقلى اقدامهم الى الصلاه و الولدان يتعلمون القرآن رحمهم فاخر ذلك عنهم.

و انفقوا اموالكم (و انفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتى احدكم الموت (الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه) فيقول رب لو لااخرتنى الى اجل قريب فاصدق و اكن من الصالحين و لن يوخر الله نفسا اذا جاء اجلها و الله خبير بما تعملون).

و خذوا من اجسادكم فجددوا هكذا فى (المصريه) و الصواب: تجودوا كما فى (ابن ميثم و الخطيه) او فجودوا كما فى (ابن ابى الحد يد).

بها على انفسكم (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد).

و لاتبخلوا بها عنها (و من يبخل فانما يبخل عن نفسه).

فقد قال الله سبحانه فى الايه السابعه من سوره محمد (ص): (يا ايها الذين آمنوا: ان تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم) و قال تعالى: فى (11) من الحديد: (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له و له اجر كريم) و فى (245) من البقره: (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيره و الله يقبض و يبسط و اليه ترجعون).

و لم يستنصركم من ذل كما هو شان المستنصرين من المخلوقين.

و لم يستقرضكم من قل فى (الصحاح): القل و القله، مثل الذل و الذله، (الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه) يقال: الحمد لله على القل و الكثر و ماله قل و لاكثر، و فى الحديث: الربا و ان كثر فهو الى قل، و انشد الاصمعى: و قد يقصرالقل الفتى دون همه و قد كان لو لاالقل طلاع انجد و يقال: هو قل بن قل اذا كان لايع رف هو و لاابواه.

استنصركم و له جنود السماوات و الارض و هو العزيز الحكيم الاصل فيه قوله تعالى فى الفتح (و لله جنود السماوات و الارض و كان الله عليما حكيما) (و لله جنود السماوات و الارض و كان الله عزيزا حكيما).

و استقرضكم و له خزائن السماوات و الارض و هو الغنى الحميد الاصل فيه قوله تعالى (هم الذين يقولون لاتنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا و لله خزائن السماوات و الارض و لكن المنافقين لايفقهون).

اراد ان يبلوكم ايكم احسن عملا هكذا فى (المصريه) و فى (ابن ابى الحديد): و غيره و انما اراد (و لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم و الصابرين و نبول اخباركم) (انا جعلنا ما على الارض زينه لها لنبلوهم ايهم احسن عملا) (الذى خلق الموت و الحياه ليبلوكم ايكم احسن عملا) (و ليبتلى الله ما فى صدوركم و ليمحص ما فى قلوبكم و الله عليم (الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه) بذات الصدور) (و لو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضهم ببعض) (و لو شاء الله لجعلكم امه واحده ولكن ليبلوكم فى ما آتاكم) (و رفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلو كم فى ما آتاكم)، و حكى تعالى عن سليمان مشيرا الى عرش ملكه سبا (فلما رآه مستقرا عن ده قال هذامن فضل ربى ليبلونى ء اشكرام اكفر و من شكرفانما يشكر لنفسه و من كفر فان ربى غنى كريم).

فبادروا باعمالكم (فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بماكنتم فيه تختلفون).

تكونوا مع جيران الله فى داره رافق بهم رسله هكذا فى النسخ الخطيه لكن الظاهر كون (فى داره) مصحف (فى دار) و كون قوله رافق بهم رسله مصحف (رافق فيها رسله)، (و من يطع الله و الرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا).

و ازارهم ملائكته (جنات عدن يدخلونها و من صلح من آبائهم و ازواجهم و ذرياتهم و الملائكه يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما (الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه) صبرتم فنعم عقبى الدار).

و اكرم اسماعهم ان تسمع حسيس نار ابدا فى (الصحاح): الحس و الحسيس الصوت الخفى.

قال تعالى: (لا يسمعون حسيسها) و يشهد للفقرتين قوله تعالى مشيرا الى جهنم (ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لايسمعون حسيسها و هم فيما اشتهت انفسهم خالدون لايحزنهم الفزع الاكبر و تتلقاهم الملائكه هذا يومكم الذى كنتم توعدون).

و صان اجسادهم ان تلقى لغوبا و نصبا فى (الصحاح): ال لغوب التعب و الاعياء تقول منه (لغب يلغب بالضم لغوبا و لب بالكسر يلغب لغوبا، لغه ضعيفه و نصب الرجل بالكسر نصبا تعب و انصبه غيره و هم ناصب اى: ذو نصب مثل رجل تامر و لابن و يقال هو فاعل بمعنى مفعول فيه لانه ينصب فيه و يتعب كقولهم ليل نائم اى: ينام فيه و يوم عاصف اى: يعصف فيه الريح.

كلامه (ع) اشاره الى قوله تعالى فى (35) فاطر حكايه عن اهل الجنه (و قالوا الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور الذى احلنا دار المقامه من فضله لايمسنا فيها نصب و لايمسنا فيها لغوب) و فى فاطر (يحلون فيها من اساور من ذهب و لولوا و لباسهم فيها حرير).

(الفصل الثامن و الثلاثون- فى القيامه و النار و الجنه) اقول ما تسمعون قال تعالى (و فى ذلك فليتنافس المتنافسون).

و الله المستعان على نفسى و انفسكم (اياك نعبد و اياك نستعين)، (و ربنا الرحمان المستعان على ما تصفون).

و هو حسبى هكذا فى (المصريه)، و الصواب: حسبنا كما فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم و الخطيه).

و نعم الوكيل قال تعالى (الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمه من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان ا لله و الله ذو فضل عظيم).

(الفصل الحادى و الاربعون- فى ما قاله (ع) فى القرآن) (فالقرآن آمر) بالمعروف.

(زاجر) عن المنكر.

(كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا و نذيرا)- (الحمد لله الذى انزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا قيما لينذر باسا شديدا من لدنه و يبشر المومنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا حسنا ماكثين فيه ابدا و ينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا).

(صامت ناطق) (ان هذا القرآن يقص على بنى اسرائيل اكثر الذى هم فيه يختلفون).

قال ابن ابى الحديد جعله (ع) صامتا ناطقا لانه من حيث هو حروف و اصوات صامت اذ كان الغرض يسنحيل ان يكون ناطقا لان النطق حركه الاداه بالكلام، و الكلام يستحيل ان يكون ذا اداه ينطق بالكلام و هو من حيث انه يتضمن الاخبار و الامر و النهى و النداء و غير ذلك من اقسام الكلام كالناطق لان الفهم يقع عنده، و هذا من باب المجاز كما تقول هذه الربوع (الفصل الحادى و الاربعون- فى ما قاله (ع) فى القرآن) الناطقه و اخبرتنى الديار بعد رحيلهم بكذا و تبعه الخوئى.

قلت ما ذكره خبط، فانما مراده (ع) بالقرآن المصحف و المصحف خط و الخط صامت و من قراه ينطق عنه فكانه هو الناظق- و يشهد له قوله (ع) فى الاحتجاج على الخوارج.

فى 1/121 (انا لم نحكم الرجال و انما حكمنا القرآن، و هذا القرآن انما هو خط مسطور بين الدفتين، لاينطق بلسان و لابد له من ترجمان و انما ينطق عنه الرجال).

كما ان تمثيله بقولهم (الربوع الناطقه) و مثله ايضا بلا ربط، لان ذلك لسان الحال و القرآن لسان القائل.

(حجه الله على خلقه) (و هذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه و اتقوا لعلكم ترحمون ان تقولوا انما انزل الكتاب على طائفتين من قبلنا و ان كنا عن دراستهم لغافلين او تقولوا لو انا انزل علينا لكنا اهدى منهم فقد جاءكم بينه من ربكم و هدى و رحمه).

(اخذ عليهم ميثاقه) ( فخلف من بعدهم خلف و رثوا الكتاب ياخذون عرض هذا الادنى و يقولون سيغفر لنا و ان ياتهم عرض مثله ياخذوه الم ياخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا على الله الا الحق و درسوا ما فيه).

(و اذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه فنبذوه و راء ظهورهم و اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون).

(و ارتهن عليه انفسهم) حيث الزمهم العمل به.

(الفصل الحادى و الاربعون- فى ما قاله (ع) فى القرآن) (اتم نوره) هكذا فى النسخ، و عليه فالمعنى (اتم الله نور القرآن) و لكن الظاهر ان الاصل (اتم به نوره ) اى اتم الله به نور نفسه بقرينه ما بعده- قال تعالى: (يريدون ان يطفوا نور الله بافواههم و يابى الله الا ان يتم نوره و لو كره الكافرون).

(و اكمل) هكذا فى (المصريه)، و لكن فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم) (و اكرم).

(به دينه) ( فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه و هدى و بشرى للمومنين).

(و قبض نبيه (ص) و قد فرغ الى الخلق من احكام) بالكسر.

(الهدى به) اى: جعل الهدى محكما بالقرآن.

روى ابن سعد فى (طبقاته) عن عايشه قالت: كنت جالسه عند النبى (ص) فجاءت فاطمه تمشى كان مشيتها مشيه النبى (ص) فقال مرحبا بابنتى فاجلسها عن يمينه او عن شماله ثم اسر اليها شيئا فبكت، ثم اسر اليها فضحكت، قالت قلت ما رايت ضحكااقرب من بكاء استخصك النبى بحديثه ثم تبكين، قلت: اى شى ء اسر اليك؟ فقالت ماكنت لافشى سره فلما قبض (ص) سالتها، فقالت قال: ان جبرئيل كان ياتينى كل عام فيعارضنى بالقرآن مره و انه اتانى اليوم فعارضنى مرتين، و لا اظن الا اجلى قد حضر و نعم السلف انا لك.

قال ابن ابى الحديد ذكر (ع) ان الله قبض رسوله و قد فرغ الى الخلق (الفصل الحادى و الاربعون- فى ما قاله (ع) فى القرآن) بالقرآن من الاكمال و الاتمام لقوله تعالى: (اليوم اكملت لكم دينكم) قلت انما يتم هذا الكلام على مذهب الاماميه القائلين بكون الامام قيم القرآن، و الا فكيف فرغ بالقرآن مع الاكمال مع هذه الاختلافات و تفسير كل فرقه للقرآن على مشربها.

((مجلد 1، صفحه 420، الفصل الاول- فى التوحيد)) (فعظموا منه سبحانه ما عظم من نفسه) (قل اللهم مالك الملك توتى الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شى ء قدير تولج الليل فى النهار و تولج النهار فى الليل و تخرج الحى من الميت و تخرج الميت من الحى و ترزق من تشاء بغير حساب)، (و لله المشرق و المغرب فاينما تولوا فثم وجه الله)، (الله الذى خلق سبع سماوات و من الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شى ء ((مجلد 1، صفحه 421، الفصل الاول- فى التوحيد)) قدير و ان الله قد احاط بكل شى ء علما)، (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربى و لو جئنا بمثله مددا)، (و ما قدروا الله حق قدره و الارض جميعا قبضته يوم القيامه و السماوات مطويات بيمينه)، ( ان يشا يذهبكم و يات بخلق جديد و ما ذلك على الله بعزيز).

(فانه لم يخف) من اخفى.

(عنكم شيئا من دينه) ف قد قال تعالى فى كتابه: ( اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الاسلام دينا)، و المراد الاكمال بالكتاب و العتره معا، فقد قال النبى (ص) فى المتواتر عنه: انى تارك فيكم الثقلين: كتاب الله و عترتى، و انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض.

(و لم يترك شيئا رضيه او كرهه الا و جعل له) اى: لما رضيه او كرهه.

(علما) اى: علامه.

(باديا) اى: ظاهرا، اى من سنته.

((مجلد 1، صفحه 422، الفصل الاول- فى التوحيد)) (و آيه) بمعنى او آيه.

(محكمه) غير متشابهه من كتابه.

(تزجر منه) اى: عن ذاك الشى ء الذى كرهه.

(او تدعو اليه) اى: الى ذاك الشى ء الذى رضيه، و قد قال النبى (ص) فى حجه وداعه: (يا ايها الناس و الله ما من شى ء يقربكم من الجنه و يباعدكم من النار الا و قد امرتكم به، و ما من شى ء يقربكم من النار و يباعدكم من الجنه الا و قد نهيتكم عنه).

(فرضاه فى ما بقى) من الزمان او من الناس.

(واحد) فالناس عنده سواء.

(و سخطه فى ما بقى واحد)، لكون حلاله و حرامه على حالهما الى الابد.