العمل العمل ثم النهايه النهايه: هذا حث على اقامه حدود الله و محافظه الاعمال الشرعيه ان يوقف عند حدودها فلا يزاد على مقدارها فى العدد و الصفه، و فى العقليات ان يجرى على ما تقضيه الاداء من غير زياده و نقصان.
ان لكم نهايه فانتهوا الى نهايتكم.
قيل معناه ما قال تعالى: (ان الى ربك الرجعى) و النهايه الغايه، و قيل غايه الانسان ان يصير من الابدال و هم الذين يبدلون اخلاقهم و افعالهم الذميمه اخلاقا و افعالا حميده، تستبدل بالجهل العلم، و بالشح الجود، و بالشره العفه، و بالظلم العداله، و بالطيش التوده و هذا معنى قول الله تعالى (فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات).
فالانسان اذا صار من الابدال فقد ارتقى درجه الاحباب المعنيين لقوله تعالى: (يحبهم و يحبونه) و تتبع ذلك قوله تعالى: (فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قره اعين)، و قول النبى صلى الله عليه و آله عن الله تعالى اعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رات و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، و صار من الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، و الملائكه يدخولون عليهم من كل باب سلام عليكم فحينئذ انتهوا الى نهاياتهم.
ان للاسلام غايه فانتهوا الى غايته: مقتبس من قول النبى صلى الله عليه و آله فى شعب الايمان: اعلاها شهاده ان لا اله الا الله و ادناها اماطه الاذى عن الطريق دالا بالمنجيات و الاعراض عن المهلكات.
و الحجيج: المتكلم بالحجه و الحج الغلبه بالحجه العمل العمل و النهايه النهايه: اى الزموا العمل و اقصدوا النهايه التى هى الموت، و اعملوا له و الغايه التى وراء هذا هو الجنه.
و عنى بالعلم: الامام القائم مقام النبى صلى الله عليه و آله و هو و لم يرد به الشريعه لان ذلك مستفاد من قوله.
و ان للاسلام غايه: فينبغى ان تكون لهذا فائده زائده.
قال ابن العباس: القدر: هو تقدير الله الاشياء اول مره ثم قضاها ففصلها، و لذلك قال رسول الله النبى صلى الله عليه و آله: افر من قضاء الله الى قدره، اى افر من الشى ء قبل ان يقع فيصير قضاء فصلا اى ما قدر، و لم يفصل، فان الله تعالى يزيله عنى و هو قادر على ذلك.
قال جعفر الصادق عليه السلام: ان الله اذا اراد شيئا قدره و اذا قدره قضاه، و اذا قضاه امضاه، فالقضاء هو التفصيل، و القطع و منه قضى بينهم القاضى، اى فصل الحكم، و يقال: قضيت الامر، اى فرغت منه و امضيته، و قوله: فاقض ما انت قاض اى اصنع ما انت صانع، و قوله: و قضى ربك الا تعبدوا الا اياه اى امر، و يقال للميت قضى نحبه: اى فرغ من الدنيا و فصل منها قال الحارث بن حلره: بايديهم رماح صدورهن القضاء.
اى الموت و القضاء الماضى تورد: اى حدث المقضى به قليلا مرتبا متسقا قال الجوهرى: توردت الخيل البلده اى دخلها قليلا قليلا.
و تهزيع الاخلاق: التهزيع: التكسير و الاسراع و اراد بالاخلاق الفضايل دون الرذايل.
لسان المومن من وراء قلبه: اى لا يتكلم الا بما يقتضيه قلبه، و يظهره قلبه اولا بالافعال ثم يتبعه لسانه.
و قلب المنافق وراء لسانه: يعنى المنافق يتكلم ما لا يعتقد و لا يرضى و يخالف قلبه فيه لسانه، فلسان المومن يتبع قلبه فى الموالاه و لسان المنافق لا يتبع قلبه و فسر عليه السلام ذلك بان المومن يتفكر ثم يتكلم و المنافق يتكلم ثم يتفكر و يجب ان يكون التفكر و يجب ان يكون التفكر اولا.