قوله عليه السلام: الحمد لله الذى اظهر من آثار سلطانه و جلال كبريائه ما حير مقل العيون من عجائب قدرته وردع خطرات هماهم النفوس من عرفان كنه صفته الى آخره صلوات الله على قائله.
المقله: شحمه العين و استعارتها من البصر للبصيره من الطف الاستعارات.
و الردع: الزجر، الهمهمه: ترديد الصوت فى الصدر و ارادها هنا ترديد الفكر.
و الاعلام: الجبال و العلامات و المناهج: الطرق الواضحه.
طامسه: اى مطموسه ممحوه فصدع بالحق: اى اظهره و اخرجه من الغلاف.
و القصد: العدل هملا: اى مهملا بلا راع، استفتحوه: اسالوه الفتح و النصر، قال فى ان تستفتحوا اى استنصروا و استنجحوه اطلبوا منا النجاح و الظفر.
الحباء: العطا لا يثلمه العطاء: اى لا يبدى خللا فى ملكه.
و لا يستقصيه نائل: اى انه و ان اعطى كل ما يسال و فوق ذلك بكثير فانه لا يبلغ اقصى ما فى خزائن كرمه، لانه قادر من الاحسان و الانعام و غير ذلك على ما لا نهايه له.
و لا يلويه: اى لا يلفته و لا يصرفه و لا يحجزه هبه عن سلب لانه الحكيم القادر على ما يشاء، منح من يشاء و يمنح من يشاء حسب ما يقتضيه المصلحه.
و لا توله: اى لا تحير و لا تجنه: اى لا تستره و حقيقته لا يكون جنينا فى البطون، منتقلا عن الظهور اى الاصلاب.
و لا يقطعه الظهور عن البطون: بان تبقى فى الاصلاب، فلا ينتقل الى الارحام، اى ليس من قبيل من تضمه الاصلاب و الارحام، او يكون البطون بمعنى الخفاء و الظهور بمعنى الجلاء، اى هو مع جلائه خفى و مع خفائه جلى، لا يمنع احد الامرين، كما قال تعالى: هو الظاهر و الباطن و كما فسره بقوله.
و ظهر فبطن و بطن فعلن: و ذلك لان ظهوره انما هو بالدلائل و الاثار و خفاوه عن الاحساس و التوهم، و كذا القول فى القرب و البعد لانه قريب من كل شى ء بالع لم و الاحاطه، بعيد من ان يدرك و يحاط به.
و دان و لم يدن: اى قهر الموجودات بكمال قدرته، و لم يقدر احد على قهره و سلب مملكته و يجازى كلا بحسب علمه و لا يقدر احد على مجازاته.
لم يدرا الخلق باحتيال: اى لم يخلقهم بحيله و كلفه، و مشقه، بل بفراط اقتدار، كما قال كن فيكون.
و لا استعان بهم لكلال: اى هو ممن يستحيل عليه التعب و الاعياء فلا يمكن ان يقال انما خلقهم ليعملوا لاجله، فيتخلص هو بعملهم عن كلفه العمل، فانها اى التقوى، و الزمام و القوام: اى خشيه الله زمام كل خير، و طاعته و قوامه، كما ورد فى الخبر راس الحكمه مخافه الله، و ذلك لان الخوف هو الداعى الى النظر المنتج لجميع علوم الدين، ثم الخوف من المشيب و المعاقب هو الداعى الى قيام بالواجبات و الاجتناب من المقبحات.
قوله بكلم الى اكنان الدعه: اى تقربكم الى مواطن الراحه، و تحلكم فى فردايس، تكنكم و تظلكم عن حر نار العصيان، و الاحتراق بغضب الرحمن و المعقل: الملجا تشخص فيه الابصار اى تحار فلا ترى.
و الاقطار: الجوانب و الصروم: و الصرمه: جماعه من الابل نحو الثلاثين.
و العشار: جمع العشراء و هى الناقه التى اتت عليها من يوم ارسل فيها الفحل عشره اشهر و زال عنها اسم المخاض ثم لا يزال ذلك اسمها حتى يضع ما فى بطنها و بعد ما تضع ايضا و هو اعز اموال العرب و هذا مقتبس من قوله تعالى: و اذا العشار عطلت.
تزهق: اى يهلك، و المهجه: هنا اروح و تبكم كل لهجه: اى تخرس كل لسان.
و الشم الشوامخ: الجبال العاليه، و الصم الرواسخ: الصلاب الثابت و الصلد: الحجر الاملس.
و السراب: الال الذى يسرى فى المفاوز وقت المهاجره كماء يجرى و ليس به.
و ماء رقراق: له لمعان و تلالو و هو ماخوذ من قوله تعالى: و سيرت الجبال فكانت سرابا، و حذف الف رقراق للازدواج او للتخفيف او هو لغه.
القاع: الارض الخاليه و السملق: المستوى من الارض، و الحميم: القريب.