قوله عليه السلام: بعثه حين لا علم قائم.
انما لم يقل لا علم، فحسب بل وصفه بقوله: قائم ايذانا بان الناس ما داموا مكلفين مرتفعى العصمه، لابد ان يكون فيهم علم منصوب، و امام منصوص معصوم، من قبل الله تعالى ليكون تصرفه فيما بينهم لطفا لهم ان امكنوه و ان لم يمكنوه كان العلم موجودا، لكن لم يكن قائما متصرفا، فيكون المكلفون قد اتوا من قبل نفوسهم فى فوات لطفهم.
الشخوص: الذهاب و الظاعن: المسافر.
و القاطن: المقيم اى الارتحال معقود بنواصى من عزم فيها على الاقامه.
و وبق يوبق و يبق اى هلك، و الفاعل و بق و منه قوله تعالى: و جعلنا بينهم موبقا.
و الحفز: الدفع يقال حفزه اى دفعه من خلفه قال الراجز: تريح بعد النفوس المحفوز اى النفس الشديد المتتابع الذى كانه يحفز اى يدفع.
فما نجا منهما فالى مهلك.
ع- اى لا يامن الهلاك ما دام فى البحر و الهلاك له بالمرصاد، كذلك من كان فى الدنيا، و ان نجا من المرض و المخلوف فالموت و الفناء له بالمرصاد.
ج- عنى بالغريق: الكافر و بالناجى الذين خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا عسى الله يتوب عليهم.
و الاعضاء لدنه: اى لينه فيها الحياه لم ترجع بعد جمادا.
و عنى بفسحه و المنقلب و عرض المجال: بقيه عم ر المرء التى لا قيمه لها.
و ارهاق الفوق: المرهق الذى ادرك ليقتل قال الشاعر: و مرهق سال امتاعا باصدته لم يستعن و حوامى الموت يغشاه كذا فى الصحاح، اى قبل ان يفوت العمر الذى هو راس المال فى اعداد زاد المعاد، يعشيان الموت و طريانه.
فحققوا عليكم نزوله و لا ينتظروا قدومه: اى احسبو الموت كانه قد حضر، و لا حضر، و لا تعدوه فى عداد المنتظر، و حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا و موتوا قبل ان تماتوا، و عدوا انفسكم من اصحاب القبور تخلصوا من حباله.