(قال صاحب المعارج) وجدت فى الكتب القديمه ان الكتاب الذى دفعه اليه رجل من اهل السواد، كان فيه مسائل.
منها: ما الحيوان الذى خرج من بطن حيوان و ليس نسب بينهما فاجاب اميرالمومنين عليه السلام فقال: هو يونس بن متى عليه السلام خرج من بطن الحوت، و لم يكن بينهما قرابه.
منها: ما الشى ء الذى قليله مباح و كثيره حرام، فقال هو نهر طالوت حيث قال تعالى: الا من اغترف غرفه بيده.
منها: ما العباده التى ان فعلها واحد استحق العقوبه، و ان لم يفعلها استحق ايضا العقوبه، فاجاب اميرالمومنين قال: هى صلوه السكارى.
منها: ما الطائر الذى لا فرخ له، و لا فرع و لا اصل، فقال: هو طائر عيسى عليه السلام، حيث قال تع الى: و اذ تخلق من الطين كهيئه الطير.
منها: رجل عليه من الدين الف درهم و له فى كيسه الف درهم، فضمنه ضامن له الف درهم فحال عليهما الحول فالزكوه على اى المالين تجب، فقال: ان ضمن الضامن باجازه من عليه الدين، فلا زكوه عليه و ان ضمنه من غير اذنه و اجازته و الزكاه عليه مفروضه فى ماله.
منها: حج جماعه و نزلوا فى دار من دور مكه، و اغلق واحد منهم باب الدار، و فى الدار حمامات فمتن من العطش قبل عودهم الى الدار، فالجزاء على ايهم يجب، فقال عليه السلام: على الذى اغلق الباب و لم يخرج الحمامات و لم يضع لهن ماء.
منها: شهد شهداء اربعه على محصن (بالزناء) فامرهم الامام، برجمه، فيرجمه واحد من الشهود، دون الثلاثه و وافقه قوم اجانب، فرجع عن شهادته من رجمه، و المرجوم لم يمت، ثم مات المرجوم و رجع الشهود الاخر عن الشهاده بعد موته، فقال: ديته على من رجمه من الشهود، و على من وافقه و تعيين من وافقه مفوض الى الشاهد الراجم.
منها: شهد شاهدان من اليهود على يهودى انه اسلم.
فقال: لا يقبل شهادتهما لانهم يجوزون تغيير كلام الله و شهاده الزور، و ان شهد شاهدان من النصارى عن نصرانى و يهودى او مجوسى انه اسلم، فقال يقبل شهادتهما لقول الله تعالى: و لتجد ن اقربهم موده الى قوله: و انهم لا يستكبرون، و من لا يستكبر لا يشهد الزور.
منها: قطع واحد يد انسان، و الدم يسيل منه، فحضر اربعه شهود عند الامام و شهدوا على من قطع يده انه محصن زان، فاراد الامام ان يرجمه فمان قبل الرجم، فقال على من قطع يده ديه يده فحسب، و لو شهدوا عليه بانه سرق نصابا لا يجب ديه يده على قاطعها.
ش: فى البيت و ما يليه شبه عليه السلام تباعده ما بين اليومين يوم الاستقاله و يوم الاستنابه، بتباعد ما بين يومى الاعشى يوم النعمه و السرور، فى منادمه حيان، و يوم الطوفان فى البلد، او مكابده الاحزان فعلى هذا يقدر يومى مع حيان و الحمل على الظاهر سائغ اى شتان ما بين يومى فى المحنه و يوم حيان فى النعمه ازهد: اى اقل من الزهيد، و هو القليل و يجوز ان يكون من قولهم: زهد فيه وعنه اى رغب عنه، و يكون افعل بمعنى مفعول كما فى قولهم اشغل من ذات النحيين.