ثم يزيدون فى كل اربع سنين يوما فى آخر سباط، و بعض المنجمين يصحفون و يقولون شباط بالشين المعجمه، و هو خطا و اما الفرس فانهم وضعوا السنه اثنى عشر شهرا متساويه، كل شهر ثلاثون يوما، و زادوا فى آخر الشهر الثانى عشر الذى هو اسفند ماه خمسه ايام ليقرب سنتهم الى السنه الحقيقيه و لانهم ما راعوا فى حسابهم ذلك الربع من اليوم الذى هو فصل السنه الحقيقيه على سنتهم.
فاذا مضى مائه و عشرون سنه من تاريخهم كانت قد زادت سنتهم بشهر تام فكانوا يجعلون السنه ثلاثه عشر شهرا، و لم يمكنهم ان يلحقوا فى آخر كل اربع سنين يوما كما فعلت الروم لان ملوكهم كانوا يعتادون شيئا واحدا فى كل يوم من ايام السنه، و قد وظفوا للملك فى كل يوم لباسا خاصا و ريحانا خاصا.
قد امرهم زردشت صاحب امرهم ان لا تغفلوا عن الكبيسه و حثهم على مراعاتها و فى سنى الاخره كلام و الاولى ما قال تعالى: ا ن يوما عند ربك كالف سنه مما تعدون.
ذلك اليوم من ايام الله التى قال تعالى: و ذكرهم بايام الله، و سنه الاخره مقتبسه من قوله تعالى: فى يوم كان مقداره خمسين الف سنه.
قوله عليه السلام: ان حكمه فى السماء و اهل الارض لواحد.
قال الامام الوبرى: اهل السماء ايضا متواعدون بالعذاب ان عصوا كاهل الارض، و قال غيره تحريم التكبر و العزه على اهل السماء مثل تحريمهما على اهل الارض لذلك، قال تعالى فى حق الملائكه: لا يستكبرون عن عبادته.
الهواده: الصلح و الميل.
يخطف: اى يسلب، الرواء: المنظر، و العزف: الرائحه الطيبه.
و الحبط: عمل ابليس لانه لم يوقعه على الوجه المامور به، و لو فعله كما امر لاستحق الثواب، و لا تعلق لاصحاب الوعيد بذلك، لانه علق الاحباط بنفس العمل، و هم يعلقونه بالمستحق على العمل، و لهذا نظائر فى كلام الله، و قد دل الدليل على بطلان التحابط بين الطاعه و المعصيه، و المستحق عليهما اذ لا تنافى بينهما، و من عبد الله تقليدا فلا يكون لاعماله ثواب، فيصح ان يقال احبط الله عمله اى حكم محبوطه و اخبر بذلك.
و جهده الجهيد: روى بضم ابجيم و فتحها اى افسد مشقته العظيمه، لما لم يكن مشروعه، و الجهد الطاقه و الجهد المشقه.
و قوله عليه السلا م اخرج به منها ملكا.
من قال ان ابليس لم يكن من الملائكه اعتذر اميرالمومنين ان اكثر الخلق كانوا يعتقدون ان ابليس من الملائكه.
فخاطبهم اميرالمومنين على مقتضى عقيدتهم، و ظاهر القرآن يدل على ان ابليس كان ابدا كافرا يظهر العباده نفاقا، قال تعالى: (و كان من الكافرين).