شرح نهج البلاغه

ابن میثم بحرانی

نسخه متنی -صفحه : 542/ 185
نمايش فراداده

خطبه 121-خطاب به خوارج

اقول:

التنفيس:

التفريج، و اكثر هذا الفصل ظاهر مما سبق. و قوله:

هذا امر ظاهره ايمان. اى رفع اولئك للمصاحف و طلبهم للحكومه فان ظاهره منهم الاجتهاد فى الدين بالرجوع الى كتاب الله، و باطنه منهم عدوان:

اى حيله للظلم و الغلبه، و اوله رحمه منكم لهم برجوعكم الى قولهم، و آخره ندامه لكم عند تمام الحيله عليكم فاقيموا على شانكم:

اى ما كنتم عليها من الاجتهاد فى الحرب. و الناعق اشاره الى طالبى الحكومه او المشير عليهم بذلك الراى و هو عمرو بن العاص، و اخرجه فى اوصاف ابليس. و قوله بعد ذلك:

و لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:

الى قوله:

مضض الجراح استدراج لهم بشرح حاله و حال الصحابه. حيث كانوا فى الجهاد مع الرسول صلى الله عليه و آله و سلم على الحاله التى شرحها لعلهم يتاسون بالماضين فيها. و قوله:

و لكنا انما اصبحنا نقاتل اخواننا فى الاسلام. الى آخره. تنبيه على اعتراض عساهم يقولونه و جواب عنه و هو ان يقولوا:

انما فعل اخواننا السابقون ما فعلوا ليقينهم بما هم عليه من الدين الحق و تيقنهم ضلال الكفار و المحاربين لهم فاما نحن فانما نقاتل بعضنا بعضا فكيف يجوز لنا قتل قوم مسلمين استسلموا الينا و دعونا الى المحاكمه الى كتاب الله فاجاب بما معناه انا انما نقاتل فى مبدء الامر و منتهاه دعوه الى الاسلام و رغبه فى رسوخ قواعده ففى المبدء قاتلنا لتحصل ماهيته فى الوجود، و فى الثانى قاتلنا لحفظ ماهيته و بقائها، و حيث دخل فيه من الزيغ و الاعوجاج و الشبهه و التاويل ما دخل فاذا طمعنا فى خله محموده يجمع الله بها تفرقنا و نتقارب بها الى ما بقى فيما بيننا من الاسلام و الدين رغبنا فيها و قاتلنا طمعا فى تحصيلها، و كانه عنى بالخصله رجوع محاربيه الى طاعته و اتفاقهم عليه، و هذا الكلام فى قوه صغرى قياس ضمير احتج عليهم به، و تقديرها انكم حين قلت لكم ان رفعهم للمصاحف خدعه منهم اجبتمونى بهذا الجواب، و تقدير الكبرى و كل من اجاب بهذا الجواب فليس له ان ينكر الحكومه، اذ كان قد رضى بها. فينتج انه ليس لهم ان يابوا الحكومه. و بالله التوفيق.