شرح نهج البلاغه

ابن میثم بحرانی

نسخه متنی -صفحه : 542/ 383
نمايش فراداده

نامه 019-به يكى از فرماندهان

اقول:

الدهقان:

معرب يحتمل الصرف ان كان نونه الصليه و الا فلا ينصرف للوصف و الالف و النون الزايدتين. و القسوه:

غلظ القلب و شدته. و اقصاه:

ابعده. و الجفوه:

ضد البر. و الجلباب:

الملحفه. و المداوله:

تقليب كل واحد من القسوه و الرافه على الاخر و الاخذ بكل منهما مره- من الاداله و هى الاداره-. و المنقول ان هولاء الدهاقين كانوا مجوسا. و لما شكوا اليه غلظه عامله فكر فى امورهم فلم يرهم اهلا للادناء الخالص لكونهم مشركين و لا اقصائهم لكونهم معاهدين فان ادنائهم و اكرامهم خالصا هضم و نقيصه فى الدين، و اقصادهم بالكليه ينافى معاهدتهم. فامره بالعدل فيهم و معاملتهم باللين المشوب ببعض الشده كل فى موضعه، و كذلك استعمال القسوه مره و الرافه اخرى و المزج بين التقريب و الابعاد لما فى طرف اللين و الرافه و التقريب من استقرار قلوبهم فى اعمالهم و زراعاتهم التى بها صلاح المعاش و ما فى مزاجها بالشده و القسوه و الابعاد من كسر عاديتهم و دفع شرورهم و اهانتهم المطلوبه فى الدين. و استلزم ذلك نهيه عن استعمال الشده و القسوه و الابعاد فى حقهم دائما و اللين و الرافه و الادناء خالصا، و استعار لفظ الجلباب لما امره بالاتصاف به و هو تلك الهيئه المتوسطه من اللين المشوب بالشده بين اللين الخالص و الشده الصرفه، و رشح بذكر اللين. و بالله التوفيق.