شرح نهج البلاغه

ابن میثم بحرانی

نسخه متنی -صفحه : 542/ 421
نمايش فراداده

نامه 043-به مصقله بن هبيره

اقول:

اعتامك:

اختارك من بين الناس، و قد اعمله بما بلغه من الامر الصادر عنه اجمالا ليتنبه له، و اشعره انه امر مكروه بما يلزمه و هو سخط آلهه و غضب امامه، و نبه بقوله:

ان كنت فعلته. على عدم تحققه لذلك. ثم بين له ذلك و هو عطاوه مال المسلمين لمن اختاره رئيسا من اعراب قومه. و وصف ذلك الفى ء بكونه حيازه رماحهم و خيولهم، و عليه اريقت دماوهم ليتاكد فى النفوس و يتبين وجه استحقاقهم له. و بقدر ذلك يتاكد قبح قسمته فى غيرهم. ثم اقسم قسمه المعتاد فى معرض الوعيد ان كان ذلك منه حقا ان يلحقه به هوان و حقاره عنده و يخف وزنه فى اعتباره، و كنى به عن صغر منزلته. و ميزانا نصب على التمييز. ثم نهاه عن استهانته بحق ربه و عن اصلاح دنياه بفاسد دينه تنبيها على عظمه الله و وجوب المحافظه على طاعته، و نبهه على ما يلزم من ذلك من دخوله فى زمره الاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياه الدنيا و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا. ثم نبهه على قبح ما فعل من تخصيص قومه بذلك المال بقوله:

الا و ان. الى قوله:

سواء، و هو فى قوه صغرى ضمير، و قوله:

يردون اليه و يصدرون عنه تاكيد لتساويهم فى الاستحقاق و انه لهم كالشريعه المشتركه، و تقدير كبراه:

و كل حق سواء بين المسلمين فلا يجوز تخصيص بعضهم به. و قد ذكرنا حال مصقله من قبل. و بالله التوفيق.