اقول:
الحلف:
العهد. و فيه نكت:
الاولى:
قوله:
هذا. مبتدء و ما موصوله و هى صفه المبتدء، و خبره انهم. يجوز ان يكون هذا مبتدء خبره ما اجتمع عليه، و يكون قوله:
انهم. تفسيرا لهذا. كانه قال:
ما الذى اجتمعوا عليه؟ فقيل:
على انهم على كتاب الله:
اى اجتمعوا على ذلك، و خبر انهم على كتاب الله، و يدعون حال، و العامل متعلق الجار. و حاضرها و باديها من اهل اليمن، و كذل من ربيعه. الثانيه:
كونهم لا يشترون به ثمنا كنايه عن لزومها له و للعمل به. الثالثه:
قوله:
و انهم يد واحده:
اى يتعاونون على من خالفه. فاطلق اسم اليد على المتعاون مجازا اطلاقا لاسم السبب، و انصار خبرثان لان و بعضهم فاعله. و يجوز ان يكون بعضهم مبتدء خبره انصار. الرابعه:
قوله:
و لا لاستذلال قوم قوما:
اى لا ينقضون عهدهم لكون القبيله الاخرى استذلت قومهم او سبتهم. و روى لمشيئه قوم قوما:
اى لارادتهم. و فى روايه- كتب على بن ابوطالب- و هى المشهوره عنه عليه السلام و وجهها انه جعل هذه الكنيه علما بمنزله لفظ واحده لا يتغير اعرابها.
اقول:
الوفد:
الواردون على الملك. و اعلمه اولا اعذاره فيهم الى الله:
اى اظهار عذره و ذلك باجتهاده فى نصيحه عثمان اولا، و نصره بنى اميه بالذب عنه ثانيا، و اعراضه عنهم بعد اياسه من قبول عثمان لنصيحه و عجزه عن نصرته و الدفع عنه حتى كان ما لابد منه لا دفع له من قبله. ثم قال:
و الحديث طويل و الكلام كثير:
اى فى امره و من قبله. و قوله:
اى و قد ادبر. الى قوله:
اقبل يحتمل ان يكون اخبارا له بان بعض الناس ادبر عنه كطلحه و الزبير و من تابعهما و بعضهم اقبل عليه، و يحتمل ان يكون انشاءا اى قد دخل فى الادبار من ادبر عنى و دخل فى الاقبال من اقبل على. ثم امره ان يبايع له من قبله من الجماعه و تقبل اليه، و يحتمل ان يكون الضمير فى قوله:
فيكم و عنكم خطابا لمعاويه و ساير المسلمين على سبيل التعتب و التشكى:
اى قد علمت انى اعذرت فيكم حيث لم اعاجل مسيئكم بالعقوبه و اعرضت عنكم حتى كان ما كان من خروج طلحه و الزبير و من تابعهم مما لابد من وقوعه منهم و لا دفع له. و الحديث فى شانهم طويل، و الكلام فى شبهتهم كثير، و قد ادبر من ادبر:
اى هولاء الخارجون، و اقبل من اقبل. و تمام الكلام بحاله. و الله اعلم.