السادسه عشر:
و صدر العاقل صندوق سره. استعار للصدر لفظ صندوق السر باعتبار حفظه كما يحفظ الصندق ما فيه و هو فى المعنى امر للانسان بكتمان سره. و رغبه فى ذلك بذكر العاقل. فكانه قال:
العاقل من جعل صدره صندوق سره و حفظه. السابعه عشر:
و البشاشه حباله الموده. و استعار لها لفظ الحباله باعتبار اقتناص الانسان بها الناس و استمالتهم الى صداقته و محبته كحباله الصائد التى يقتض بها الطير. الثامنه عشر:
الاحتمال قبر العيوب. اراد احتمال المكروه و الاذى من الاخوان و سائر الناس و هو فضيله عظيمه تحت الشجاعه، و استعار له لفظ قبر العيوب باعتبار ستره لمعايب صاحبه عند الناس كما يستر القبر ما فيه من جيفه الميت قال السيد- رحمه الله-:
و روى انه عليه السلام قال فى العباره عن هذا لمعنى ايضا:
المسالمه خباء العيوب. قال الجوهرى:
الخباء:
واحد الاخبيه بيت من وبر اوصوف و لا يكون من شعر و يكون على عمودين او ثلاثه، و ما فوق ذلك فهو بيت. و المسالمه فضيله تحت العفه لستعار لها لفظ الخباء باعتبار انها فضيله تستجلب المحبه و تستلزم سكوت الناس عن المعايب و سترها كالخباء. و يتبين استلزامها تستر العيوب باستلزام نقيضها و هو المخاصمه و عدم المس المه لثوران الطباع على ذكر المعايب و ابرازها لغرض الاهانه و التبكيت.
و التاسعه عشر:
و من رضى من نفسه كثر الساخط عليه. و ذلك لوجهين:
احدهما:
ان الراضى عن نفسه معتقد لكمالها على غيرها و ناظر الى غيره بعين النقصان غير موف للناس حقوقهم فيكثر بذلك الساخط عليه منهم. الثانى:
انه لاعتقاده كمال نفسه يرفعها فوق قدرها و الناس يرونه بقدره فيكثر المنقص له و الساخط عليه. العشرون:
و الصدقه دواء منجح. استعار لفظ الدواء النافع للصدقه لمشابهتها الدواء اما فى الدنيا فلقوله صلى الله عليه و آله:
داووا مرضا كم بالصدقه. و سر ذلك انها تستجلب الهمم و تطابق القلوب على محبه المتصدق و الرغبه الى الله سبحانه فى دفع المكاره عنه لبقائه فهى فى ذلك سبب للشفاء كالدواء، و اما فى الاخره فلانها سبب لدفع المكاره الاخرويه كما سبق بيانه. الحاديه و العشرون:
و اعمال العباد نصب اعينهم فى آجلهم:
اى ظاهره قائمه فى اعينهم، و سر ذلك ما علمته من كون النفوس ما دامت فى الدنيا فهى منتقش بملكات الخير و الشر لكنها فى اغشيه من الهيئات البدنيه و حجب عن ادراك الامور كما هى فاذا ذالت تلك الاغشيه بالمفارقه انكشفت لها الامور فادركت ما عملت من خير و ما استعدت له من شر كما قال تعالى (فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد) و كما قال يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. آلايه.