شرح نهج البلاغه

ابن میثم بحرانی

نسخه متنی -صفحه : 542/ 483
نمايش فراداده

حکمت 038

و الاضرار بالفرائض:

و تنقيص بعض اركانها و شرائطها. و قد يفعل الانسان ذلك لتعبه من الاشتغال بالنافله او لما يريد ان يستقبله منها. و لا قربه فيما يستلزم ترك الواجب لاستلزامه المعصيه و العقاب و منافاتهما للقربه.

حکمت 039

قال الرضى:

و هذا من المعانى العجيبه الشريفه، و المراد به ان العاقل لا يطلق لسانه الا بعد مشاوره الرويه و موامره الفكره، و الاحمق تسبق حذفات لسانه و فلتات كلامه على مراجعه فكره و مما خضه رايه، فكان لسان العاقل تابع لقلبه، و كان قلب الاحمق تابع للسانه. و روى عنه عليه السلام هذا الكلام بلفظ آخر، و هو:

قلب الاحمق فى فيه، و لسان العاقل فى قلبه. و اقول:

انه استعار لفظ الوراء فى الموضعين لما يعقل من تاخر لفظ العاقل عن رويته و من تاخر رويه الاحمق و فكره فيما يقول عن بوادر مقاله من غير مراجعه لعقله. و المعنى ما اشار اليه السيد- رحمه الله-. و على الروايه الاخرى فاراد ان ما يتصوره الاحمق هو فى فيه:

اى يبرز على لسانه من غير فكر، و اما نطق العاقل فمخزون فى عقله لا يخرج الا عن رويه صادقه. و لفظ القلب فى الاول مجاز فيما يبرز من تصوراته فى الفاظه، و لفظ اللسان مجاز فى الفاظه الذهينه.

حکمت 040

قال الرضى:

و اقول صدق عليه السلام، ان المرض لا اجر فيه، لانه من قبيل ما يستحق عليه العواض لان العوض يستحق على ما كان فى مقابله فعل الله تعالى بالعبد من الالام و الامراض و ما يجرى مجرى ذلك، و الاجر و الثواب يستحقان على ما كان فى مقابله فعل العبد، فبينهما فرق قد بينه عليه السلام كما يقتضيه علمه الثاقب و رايه الصائب. و اقول:

دعا عليه السلام لصاحبه بما هو ممكن و هو حط السيئات بسبب المرض و لم يدع له بالاجر عليه معللا ذلك بقوله:

فان المرض لا اجر فيه. و السر فيه ان الاجر و الثواب انما يستحق بالافعال المعده له كما اشار اليه بقوله:

و انما الاجر فى القول. الى قوله:

الاقدام:

و كنى بالاقدام عن القيام بالعباده و كذلك ما يكون كالفعل من عدمات الملكات كالصوم و نحوه على ما بيناه قبل فاما المرض فليس هو بفعل العبد و لا عدم فعل من شانه ان يفعله فاما حطه للسيئات فباعتبار امرين. احدهما:

ان المريض تنكسر شهوته و غضبه اللذين هما مبدء للذنوب و المعاصى و مادتها. و الثانى:

ان من شان المرض ان يرجع الانسان فيه الى ربه بالتوبه و الندم على المعصيه و العزم على ترك مثلها كما قال تعالى (و اذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قائما او قاعدا) الايه. فما كان من السيئات حالات غير متمكنه من جوهر النفس فانه يسرع زوالها منها و ما صار ملكه فربما يزول على طول المرض و دوام الانابه الى الله تعالى، و استعار لزوالها لفظ الحط و شبهه فى قوه الزوال و المفارقه بحط الاوراق. ثم نبه عليه السلام بقوله:

و ان الله الى آخره على ان العبد اذا احتسب المشقه فى مرضه لله بصدق نبيته مع صلاح سريرته فقد يكون ذلك معدا لافاضه الاجر و الثواب عليه و دخوله الجنه. و يدخل ذلك فى اعدام الملكات المقرونه بنيه القربه الى الله. و كلام السيد- رحمه الله- مقتضى مذهب المتعزله.