و ذلك اشاره الى قوله تعالى (من جاء بالحسنه فله عشر امثالها) و قوله تعالى (ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم) و استعار لفظ اليد فى الموضعين للنعمه و العطاء. و كنى بالطول و القصر عن الكثره و القله.
نفر عن الدعوه الى المبارزه يقياس كامل من الشكل الاول و هو قوله:
فان الداعى. الى قوله:
مصروع. و بيانه ان الدعاء الى المبارزه خروج عن فضيله الشجاعه الى طرف الافراط منها و هو التهور و هو بغى و عدوان لانه خروج عن فضيله العدل فى القوه الغضيبه، و اما ان الباغى مصورع ففى غالب الاحوال. لاستعداده ببغيه لذلك. لان المجازاه واجبه فى الطبيعه.
الاخلاق الثلاثه المذكوره رذائل للرجال و هى فضائل للنساء، و بيان كونها فضائل هو ما ذكره عليه السلام. و المزهوه:
المتكبره، و لا يبنى الفعل من الزهو الا للمفعول. يقال:
زهى الرجل و زهيت المرءه فهى مزهوه. و الفرق:
الخوف.
قال الرضى:
يعنى ان الجاهل هو الذى لا يضع الشى ء مواضعه فكان ترك صفه صفه له، اذ كان بخلاف وصف العاقل. عرف العاقل بخاصه من خواصه، و لما كان الجاهل عديم ملكه العاقل كان تعريفه بما يقابل خاصه العاقل تعريفا بالمناسب و هو خاصه ايضا من خواص الجاهل.
عراق:
جمع عرق و هو جمع غريب كتوام و توام و هو العظم الذى يسحت عنه اللحم، و ذلك مبالغه فى هون الدنيا و حقارتها فى عينه و نفرته عنها لان العرق لا خير فيه فاذا تاكد بكونه من خنزير ثم بكونه فى يد مجذوم بلغت النفره منه الغايه.
قسم عليه السلام عباده العابدين بحسب اغراضها الى ثلاثه و هى عباده الرغبه و عباده الرهبه و عباده الشكر، و جعل الاولى عباده التجار باعتبار انهم يستعيضون عنها ثواب الاخره و يطلبونه بها فهم فى حكم التجار المكتسبين للارباج، و الثانيه عباده العبيد فى الدنيا لان خدمتهم لساداتهم اكثر ما تكون رهبه، و الثالثه عباده الشاكرين و هم الذين يعبدون الله لله لا لرغبه و لا لرهبه بل لانه هو مستحق العباده و هى عباده العارفين، و اشار عليه السلام اليها فى موضع آخر فقال عليه السلام:
ما عبدتك خوفا من عقابك و لا طمعا فى ثوابك بل وجدتك اهلا للعباده فعبدتك.
و اراد ان احوالها كلها شر على الرجل:
اما من جهه موونتها فظاهر، و اما من جهه لذتها و استمتاعه بها فلاستلزام ذلك البعد عن الله تعالى و الاشتغال عن طاعته. و اسباب الشر شرور و ان كانت عرضيه. و لما كان كونها لابد منها اعنى وجوب الحاجه اليها فى طبيعه الوجود الدنيوى هو السبب فى تحمل الرجل للمرءه و وقوعه فى شرورها وجب ان يكون ذلك الاعتبار اقوى الشرور المتعلقه بها لان السبب اقوى من المسبب.
الانقياد فى سلك التوانى عن الحقوق المطلوبه يخرجها عن وقت الفرصه لحصولها و ذلك يستلزم تضييعها تفويتها، و كذلك لواشى مظنه السعى بالفساد بين المتصادقين فطاعته فيما يقول مظنه وقع الوحشه بينهما و تضييع كل منهما لصاحبه.
استعار لفظ الرهن للحجر المغصوب فى دار الظالم باعتبار كونه سببا لخرابها كما ان الرهن سببب لاداء ما عليه من المال و هو كنايه عن مطلق استلزام الظلم لهلاك الظالم و خراب ما يبنيه بظلم و ان تاخر امده، و قد عرفت كون الظلم معدا لذلك. و نحوه قول الرسول صلى الله و عليه و آله:
اتقوا الحرام فى البنيان فانه اسباب الخراب.
و اراد بيوم المظلوم يوم القيامه و خصصه به لانه يوم انصافه و اخذ حقه و كذلك تخصيص يوم الظالم بوقت ظلمه لانه فى الدنيا.