شرح نهج البلاغه

ابن میثم بحرانی

نسخه متنی -صفحه : 542/ 509
نمايش فراداده

حکمت 224

و ذلك اشاره الى قوله تعالى (من جاء بالحسنه فله عشر امثالها) و قوله تعالى (ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم) و استعار لفظ اليد فى الموضعين للنعمه و العطاء. و كنى بالطول و القصر عن الكثره و القله.

حکمت 225

نفر عن الدعوه الى المبارزه يقياس كامل من الشكل الاول و هو قوله:

فان الداعى. الى قوله:

مصروع. و بيانه ان الدعاء الى المبارزه خروج عن فضيله الشجاعه الى طرف الافراط منها و هو التهور و هو بغى و عدوان لانه خروج عن فضيله العدل فى القوه الغضيبه، و اما ان الباغى مصورع ففى غالب الاحوال. لاستعداده ببغيه لذلك. لان المجازاه واجبه فى الطبيعه.

حکمت 226

الاخلاق الثلاثه المذكوره رذائل للرجال و هى فضائل للنساء، و بيان كونها فضائل هو ما ذكره عليه السلام. و المزهوه:

المتكبره، و لا يبنى الفعل من الزهو الا للمفعول. يقال:

زهى الرجل و زهيت المرءه فهى مزهوه. و الفرق:

الخوف.

حکمت 227

قال الرضى:

يعنى ان الجاهل هو الذى لا يضع الشى ء مواضعه فكان ترك صفه صفه له، اذ كان بخلاف وصف العاقل. عرف العاقل بخاصه من خواصه، و لما كان الجاهل عديم ملكه العاقل كان تعريفه بما يقابل خاصه العاقل تعريفا بالمناسب و هو خاصه ايضا من خواص الجاهل.

حکمت 228

عراق:

جمع عرق و هو جمع غريب كتوام و توام و هو العظم الذى يسحت عنه اللحم، و ذلك مبالغه فى هون الدنيا و حقارتها فى عينه و نفرته عنها لان العرق لا خير فيه فاذا تاكد بكونه من خنزير ثم بكونه فى يد مجذوم بلغت النفره منه الغايه.

حکمت 229

قسم عليه السلام عباده العابدين بحسب اغراضها الى ثلاثه و هى عباده الرغبه و عباده الرهبه و عباده الشكر، و جعل الاولى عباده التجار باعتبار انهم يستعيضون عنها ثواب الاخره و يطلبونه بها فهم فى حكم التجار المكتسبين للارباج، و الثانيه عباده العبيد فى الدنيا لان خدمتهم لساداتهم اكثر ما تكون رهبه، و الثالثه عباده الشاكرين و هم الذين يعبدون الله لله لا لرغبه و لا لرهبه بل لانه هو مستحق العباده و هى عباده العارفين، و اشار عليه السلام اليها فى موضع آخر فقال عليه السلام:

ما عبدتك خوفا من عقابك و لا طمعا فى ثوابك بل وجدتك اهلا للعباده فعبدتك.

حکمت 230

و اراد ان احوالها كلها شر على الرجل:

اما من جهه موونتها فظاهر، و اما من جهه لذتها و استمتاعه بها فلاستلزام ذلك البعد عن الله تعالى و الاشتغال عن طاعته. و اسباب الشر شرور و ان كانت عرضيه. و لما كان كونها لابد منها اعنى وجوب الحاجه اليها فى طبيعه الوجود الدنيوى هو السبب فى تحمل الرجل للمرءه و وقوعه فى شرورها وجب ان يكون ذلك الاعتبار اقوى الشرور المتعلقه بها لان السبب اقوى من المسبب.

حکمت 231

الانقياد فى سلك التوانى عن الحقوق المطلوبه يخرجها عن وقت الفرصه لحصولها و ذلك يستلزم تضييعها تفويتها، و كذلك لواشى مظنه السعى بالفساد بين المتصادقين فطاعته فيما يقول مظنه وقع الوحشه بينهما و تضييع كل منهما لصاحبه.

حکمت 232

استعار لفظ الرهن للحجر المغصوب فى دار الظالم باعتبار كونه سببا لخرابها كما ان الرهن سببب لاداء ما عليه من المال و هو كنايه عن مطلق استلزام الظلم لهلاك الظالم و خراب ما يبنيه بظلم و ان تاخر امده، و قد عرفت كون الظلم معدا لذلك. و نحوه قول الرسول صلى الله و عليه و آله:

اتقوا الحرام فى البنيان فانه اسباب الخراب.

حکمت 233

و اراد بيوم المظلوم يوم القيامه و خصصه به لانه يوم انصافه و اخذ حقه و كذلك تخصيص يوم الظالم بوقت ظلمه لانه فى الدنيا.