المائق:
الاحمق. و نفر عنه بضمير صغراه قوله:
فانه. الى آخره. و ذلك لانه لحمقه يعتقد كمال نفسه و حسن افعاله و وجوب الاقتداء بها فهو تزينها و يحب لمن يصحبه ان يكون مثله فيها، و يدعوه الى ذلك. و تقدير كبراه:
و كل من كان كذلك فلا تجوز صحبته.
و هو جواب واضح مقنع. و غرض الخطابه الاقناع. فاما تحقيق ما بينهما باعتبار تعيين مساحه الارض او الفلك فامر يرجع الى علم الهيئه، و لعله عليه السلام انما عدل عن الجواب بشى ء من ذلك لاستبعاد بعض العوام له. و لا نقول:
انه عليه السلام ما كان يعلم ذلك.
الحكم بان صديق الصديق و عدو العدو صديق من القضايا المظنونه لاحتمال كون الصديق غير عالم بان لصديقه صديقا و كون العدو غير عالم بان لعدوه عدوا فضلا ان يعاديه او يصادقه، و كذلك الحكم بان عدو الصديق و صديق العدو عدو للاحتمال المذكور.
و وجه الشبه قصده لاذى غيره بما يستلزم اذى نفسه.
اراد بالعبر محال الاعتبار و هو فى معرض التوبيخ للسامعين على ترك الاعتبار.
نفر عن طرفى الافراط و التفريط فى المجادله و المخاصمه بما يلزم رذيله الافراط فيها و هو الظلم من الاثم و طرف التفريط فيها من رذيله الانظلام، و اشار الى صعوبه الوقوف فيها على حد العدل بقوله:
و لا يستطيع. الى آخره، و هو كالتنفير عن اصل المخاصمه لما انها مظنه الرذايل.
اى لم احزن من ذنب امهلنى الله بعده الى ان اصلى ركعتين و ذلك لان الصلاه تكفر الذنب فاذا امهل الى ان يصليها لم يحزن بسببه.
شبه كيفيه محاسبه تعالى للخلق على كثرتهم و جعل هذا اصلا فى التشبيه لظهوره، و علم السائل به. و كذلك تشبيه كيفيه محاسبته لهم مع عدم رويتهم له بكيفيه رزقه لهم من غير رويه. و وجه الشبه فى الموضعين امكان ذلك منه تعالى لشمول قدرته و عدم حاجته فى شى ء الى شى ء.
استعار للرسول لفظ الترجمان للعقل باعتبار انه ينبى ء عنه، و اما ان الكتاب ابلغ من ينطق عن صاحبه فلضبط مراده فيه دون لسان الرسول لانه ربما لم يود الرساله على وجهها سهوا او لغرض فيقع الخلل بسبب ذلك حتى ربما كان فيها هلاك المرسل.
اى انهما سواء فى الحاجه الى دعاء الله فذالك لحاجته الى الخلاص من بلائه و هذا لبقاء عافيته و امنه من لحوق البلاء و هو حث لاهل العافيه على دعاء الله لغرض الالتفات اليه و دوام قصده.