و هو توبيخ للناس على حب الدنيا. و لفظ الابناء مستعار لهم باعتبار تولدهم منها و ميلهم اليها بالطبع. و قوله:و لا يلام. الى آخره. لوم لهم. و هذا كما تقول لمن توبخه مثلا على اللوم:ان طبيعتك اللوم و لا لوم عليك فيما جبلت عليه.
حکمت 296
رغب فى اعطاء المسكين بضمير صغراه ما ذكر، و استعار له لفظ رسول الله باعتبار انه طالب لله و بامر الله. و تقدير الكبرى:و كل من كان كذلك فيجب اعطاوه و ارضاه.
حکمت 297
اى البته. و ذلك ان الغيور الحق اذا هم بالزنا تخيل مثل دلك فى نفسه من الغير فيعارض خياله داعيه فيحجم عنه.
حکمت 298
استعار له لفظ الحارس باعتبار ان الانسان لا يهلك مادام اجله كالحارس.
حکمت 299
قال الرضى:و معنى ذلك انه يصبر على قتل الاولاد و لا يصبر على سلب الاموال. و اقول:الحرب:سلب الاموال. و انما كان كذلك و ان كان المال و الولد محبوبين للطمع فى استخلاص المال بالنهوض له و الحرب عنه دون الثكل.
حکمت 300
استعار لفظ القرابه للموده المتاكده بين الابناء فهى كالقرابه، و اخبر بها عن موده الاباء اخبارا باللازم عن ملزومه. اذ كانت صداقه الاباء و الموده بينهم يستلزم تاكدها بين الابناء و شده اتصالهم. ثم اشار الى تفضيل الموده على القرابه بكون القرابه اكثر حاجه الى الموده فى الانتفاع بها بين الخلق و الموده اكثر استغناء عن القرابه فى الانتفاع بها.
حکمت 301
المومن لا يكاد يخطا لصفاء نفسه و كمال استعدادها للفكر الصحيح القريب من الحدس و الانتفاش بنور الحق كما قال صلى الله و عليه و آله:اتقوا فراسه المومن فانه ينظر بنور الله. فيفيض الله صوره ذلك الحق على لسانه فينطق به. و قوله:فانه. الى آخره. صغرى ضمير تقدير كبراه:و كل من كان كذلك فينبغى ان يتقى ظنه. و هو تنبيه لمن عساه ينوى شرا للرجوع عنه خوف ظنون المومنين.
حکمت 302
صدق الايمان بالشى ء يقينه و كماله. و من كماله حسن الرجاء لله و التوكل عليه حتى يكون اوثق بما فى يد الله منه بما فى يده. و ذلك لتيقن وصول رزقه من الله و جزمه بذلك الا قوى من جزمه و وثوقه بما فى يده لجواز تلفه و عدم ثباته. و هى مرتبه عاليه من مراتب التوكل.
حکمت 303
قال الرضى:يعنى البرص، فاصاب انسا هذا الداء فيما بعد فى وجهه فكان لا يرى الا مبرقعا. اقول:ما كان بعثه اليهما ليذكرهما به هوما سمعه من رسول الله صلى الله و عليه و آله انه قال لطلحه و الزبير:انكما سيقاتلان عليا و انتما له ظالمان. فلما بعثه لقى من صرفه و لوى رايه عن ذلك فرجع. فدعا عليه و استجيبت دعوته. و بيضاء فى محل الجر بدلا من الضمير فى بها.
حکمت 304
و قد مر معنى اقبالها و ادبارها. و خص اقبالها بالنوافل لا تساعها فيه لها و للفرايض دون الادبار.