خطبه 111-درباره ملك الموت - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 111-درباره ملك الموت

اقول:

هذا الفصل من خطبه طويله ذكره فى معرض التوحيد و التنزيه لله تعالى عن اطلاع العقول البشريه على كنه وصفه فقدم التنبيه بالاستفهام على سبيل الانكار عن الاحساس به فى دخوله منازل المتوفين و ذلك قوله:

هل تحس به. الى قوله:

احدا. و نبه باستنكار الاحساس به على انه ليس بجسم. اذ كان كل جسم من شانه ان يحس يا حدى الحواس الخمس. ثم عن كيفيه توفيه للجنين فى بطن امه و هو استفهام من قبيل تجاهل العارف بالنسبه اليه، و ذلك قوله:

بل كيف يتوفى الجنين. الى قوله:

فى احشاها. و جعل الحق من هذه الاقسام فى الوسط و هو اجابتها باذن ربها ليبقى الجاهل فى محل الحيره مترددا. ثم لما بين ان ملك الموت لايتمكن الانسان من وصفه نبه على عظمه الله سبحانه بالنسبه اليه، و انه اذا عجز الانسان عن وصف مخلوق مثله فبا لاولى ان يعجز عن صفه خالقه و مبدعه الذى هو ابعد الاشياء عنه مناسبه، و تقدير البيان بذلك التنبيه ان العبد عاجز عن صفه مخلوق مثله لما بيناه من العجز عن صفه ملك الموت و حاله، و كل من عجز من صفه مخلوق مثله فهو من صفه خالق ذلك المخلوق و مبدعه اشد عجزا. و لنشر اشاره خفيفه الى حقيقه الموت و الى ما عساه يلوح من وصف ملك الموت انشاء الله
تعالى. فنقول:

اما حقيقه الموت:

فاعلم ان الذى نطقت به الاخبار و شهد به الاعتبار ان الموت ليس الا عباره عن تغير حال، و هو مفارقه الروح لهذا البدن الجارى مجرى الاله لذى الصنعه، و ان الروح باقيه بعده كما شهدت به البراهين العقليه فى مظانها، و الاثار النبويه المتواتره. و معنى مفارقتها له هو انقطاع تصرفها فيه لخروجه عن حد الانتفاع به فما كان من الامور المدركه لها تحتاج فى ادراكه الى آله فهى متعطله عنه بعد مفارقه البدن الى ان تعاد اليه فى القبر او يوم القيامه، و ما كان مدركا لها لنفسها من غير آله فهو باق معها يتنعم به و يفرح او يحزن من غير حاجه الى هذه الاله فى بقاء تلك العلوم و الادراكات الكليه لها هناك. و قد ضرب للمفارقه التى سميناها بالموت مثلا:

فقيل:

كما ان بعض اعضاء المريض متعطل بحسب فساد المزاج يقع فيه او بحسب شده تعرض للاعصاب فتمنع نفوذ الروح فيها فتكون النفس مستعمله لبعض الاعضاء دون ما استقصى عليها منها فكذلك الموت عباره عن استقصاء جميع الاعضاء كلها و تعطلها، و حاصل هذه المفارقه يعود الى سلب الانسان عن هذه الاعضاء و الالات و القينات الدنيويه من الاهل و المال و الولد و نحوها، و لا فرق بين ان تسلب هذه الاشياء
عن الانسان او يسلب هو عنها. اذ كان المولم هو الفراق، و قد يحصل ذلك بنهب مال الرجل وسبى ذريته، و قد يحصل بسلبه و نهبه عن ماله و اهله. فالموت فى الحقيقه هو سلب الانسان عن امواله بازعاجه الى عالم آخر فان كان له فى هذا العالم شى ء يانس به و يستريح اليه فبقدر عظم خطره عنده يعظم تحسره عليه فى الاخره و تصعب شقاوته فى مفارقته، و يكون سبب عظم خطره عنده ضعف تصوره لما اعد للابرار المتقين فى الاخره مما يستحقر فى القليل منه اكثر نفائس الدنيا. فاما ان كانت عين بصيرته مفتوحه حتى لم يفرح الا بذكر الله و لم يانس الا به عظم نعيمه و تمت سعادته. اذخلى بينه و بين محبوبه فقطع علائقه و عوائقه الشاغله له عنه و وصل اليه و انكشف له هناك ما كان يدركه من السعاده بحسب الوصف انكشاف مشاهده كما يشاهد المستيقظه من نومه صوره ما راه فى النوم. و الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا. اذا عرفت ذلك فاعلم ان ملك الموت عباره عن الروح المتولى لافاضه صوره العدم على اعضاء هذا البدن و لحال مفارقه النفس له، و لعله هو المتولى لافاضه صوره الوجود عليها لكنه بالاعتبار الاول يسمى ملك الموت. ثم لما كانت النفوس البشريه انما تدرك المجردات مادامت فى هذا العالم و تستثبته
ا بان تستصحب القوه المتخيله معها فيتحاكى ما كان محبوبا منها للنفس و مستبشرا بلقائه بصوره بهيه كتصورها لجبرئيل فى صوره دحيه الكلبى و غيره من الصور البهيه الحسنه، و ما كان مستكرها مخوفا منفورا من لقائه بصوره هائله لاجرم اختلف رويه الناس لملك الموت فمنهم من يراه على صوره بهيه و هم المستبشرون بلقاء الله الذين قلت رغبتهم فى الدنيا و رضوا بالموت ليصلوا الى لقاء محبوبهم و فرحوا به لكونه وسيله اليه كما روى عن ابراهيم عليه السلام انه لقى ملكا فقال له:

من انت؟ فقال:

انا ملك الموت. فقال له:

اتستطيع ان ترينى الصوره التى تقبض فيها روح المومن؟ قال:

نعم اعرض عنى فاعرض عنه فاذا هو شاب فذكر من حسنه و ثيابه (شبابه خ) و طيب ريحه فقال:

يا ملك الموت لو لم يلق المومن من البشرى الا حسن صورتك لكان حسبه، و منهم من يراه على صوره قبيحه هائله المنظر و هم الفجار الذين اعرضوا عن لقاء الله و رضوا بالحياه الدنيا و اطمانوا بها كما روى عن ابراهيم عليه السلام ايضا انه قال لملك الموت:

فهل تستطيع ان ترينى الصوره التى تقبض فيها روح الفاجر؟ فقال:

لاتطيق ذلك. فقال:

بلى قال:

فاعرض عنى فاعرض عنه. ثم التفت اليه فاذا هو رجل اسود قائم الشعر منتن الريح
اسود الثياب يخرج من فيه و مناخره النار و الدخان فغشى على ابراهيم عليه السلام. ثم افاق، و قد عاد ملك الموت الى حالته الاولى فقال:

يا ملك الموت لو لم يلق الفاجر عند موته الا هذه الصوره لكفته. و بالله التوفيق.

/ 542