اقول:نهكتكم:خلقتكم. فقوله:على ما احب. اى من الطاعه لى، و لفظ النهك و استناده الى الحرب استعاره لاضعافها لهم ملاحظه لشبههم بالثوب الذى اخلقه اللبس، و تشبهها بمستعمله فى كونها سببا لذلك الاضعاف:اى لم ازل كذلك الى تلك الغايه. و قوله:و الله اخذت منكم و تركت. كنايه عن تصرفها فيهم بوجوه التصرف و هو كالعذر لهم، و ارادته بقوله:و هى لعدو كم انهك لكى لا يتعاجزوا بعذر انها كهالهم. ثم اخذ فى التشكى منهم اليهم و عتابهم على عصيانهم له و حكمهم عليه بالرجوع الى التحكيم حتى صار مامورا لهم و منهيا بعد كونه آمرا فيهم و ناهيا، و ذلك من معكوس الحكم و مضاد لما ينبغى لهم. و قوله:و قد اجبتم البقاء. اى بترك القتال و هو كالتوبيخ لهم على ذلك. و قوله:و ليس. الى آخره. اى ليس لى قدره على ذلك و ان كان له ذلك بحسب المصلحه و الشرع.