حکمت 360
الذوده:الدفع و المنع. و اشار الى غايتى الحكمه الالهيه من وضع الثواب و العقاب و هما رد عباد الله عن نقمته و جمعهم الى جنته.حکمت 361
رسم القرآن:اثره، و هو تلاوته. و لا يبقى من الاسلام الا اسمه:اى دون العمل. و سكان المساجد و عمارها:القراء السوء و ائمه الضلال الذين وصفهم عليه السلام فى صدر الكتاب بقوله:ان ابغض الخلايق الى الله رجلان. الى آخره و بقوله فى فصل آخر ذاما لاختلاف الناس فى الفتيا:ترد على احدهم القضيه. الى آخره. و ظاهر ان اولئك و امثالهم شر اهل الارض لكونهم مبدء التفنه فى الدين و اليهم ترجع خطايا الخلق. اذ بهم يقتدون و عنهم ياخذون. و من كان كذلك فقد استعد للفتنه التى يحار فيها الحليم رزين العقل، و روى:الحكيم. و اذ سال عليه السلام من الله تعالى اقاله عثره الغفله فيجب الاقتداء به فى ذلك السوال. اللهم اقلنا من عثره الغفله.حکمت 362
اقول:اسدى:المهمل. و السهمه النصيب. و لما كان تقوى الله و التزود بها اليه هو المطلوب من خلق الانسان لا جرم صدر عليه السلام بالامر بها عماه خطبه، و و نبه على ذلك المطلوب و ان الغايه هو الاخره منه، و انه ليست الدنيا و ان تحسنت له بخلف من غايته و ان قبحها سوء نظره لها و معرفته بها، و على انه لا مناسبه بين من ظفر من الدنيا باعلى مطالبه منها و بين من ظفره من الاخره بادنى نصيب لشرف متاع الاخره فكيف من يظفر منها باعلى قسط. و نفر طالب الدنيا و المدعى للظفر بها بكونه مغرورا. و الفصل ظاهر.حکمت 363
احديها لا شرف اعلى من الاسلام لاستلزامه شرف الدنيا و الاخره. الثانيه:و لا عز اعز من التقوى لان التقوى تسلتزم جميع مكارم الاخلاق الجامعه لعز الدنيا و الاخره فكان عزها اكبر عزا من غيرها. الثالثه:و لا معقل احصن من الورع. و استعار له لفظ المعقل باعتبار تحصن الانسان به من عذاب الله، و لما كان عباره عن لزوم الاعمال الجميله فلا معقل احصن منه. الرابعه:و لا شفيع انجح من التوبه. و ذلك لاستلزمها العفو عن جريمه التائب قطعا دون سائر الشفعاء بشفاعتهم. و لفظ الشفيع مستعار لها. الخامسه:و لا كنز اعنى من القناعه. و ذلك لكونها فضيله مستلزمه لسكون نفس الانسان و رضاه بما قسم له، و غناه عما وراءه. و لا شى ء من سائر الكنوز لابناء الدنيا كذلك. و لفظ الكنز متسعار لها. السادسه:و لا مال اذهب للفاقه من الرضا بالقوت. و هو قريب مما قبله. السابعه:و من اقتصر على بلغه الكفاف فقد اتنظم الراحه:اى فى سلك الراحه من الهم بطلب الدنيا و مجاذبه اهلها و تبوا خفض الدعه:اى اتخذ لين السكون مباءه و مرجعا. الثامنه:و الرغبه مفتاح النصب و مطيه التعب. استعار للرغبه فى الدنيا لفظ المفتاح باعتبار فتحه لباب التعب على الراغب، و كذلك لفظ المطيه باعتبار استلزامها له كالمطيه المتعب ركوبها. التاسعه:و الحرص و الكبر و الحسد دواع الى التقحم فى الذنوب. التقحم:الدخول بسرعه فالحرص فالحرص على الدنيا داع الى الظلم و الكذب و الفجور و الجبن و البخل و نحوها من الرذايل، و الكبر داع الى قله الانصاف و عدم التواضع و العجب و التهور و عدم الاحتمال و نحوها، و الحسد داع الى الظلم و الكذب و الفساد فى الارض و غيرها من الاثام. العاشره:و الشر جامع لمساوى العيوب الشر كلى كالجنس لمساوى العيوب و مقابحها. اذ كل منها يصدق عليه انه شر مخصوص و هو المعنى بكون الشر جامعا لها.