خطبه 239-در ذكر آل محمد
اقول:الولايج:جمع وليجه فعليه بمعنى مفعوله و هى الموضع يعتصم بدخوله. و النصاب:الاصل. و ذكر لهم اوصافا. احدها:عيش العلم:اى حياته. و قد جعل له حياه ملاحظه لشبهه بالحى فى وجوده و الانتفاع به ثم اطلق عليهم لفظ الحياه مجازا اطلاقا لاسم السبب على المسبب. الثانى:و كذلك كونهم موت الجهل. جعل للجهل موتا استعاره باعتبار عدمه بهم:و اطلق عليهم لفظه مجازا ايضا كالذى قبله. الثالث:كونهم يخبر حلمهم عن علمهم لعلمهم بمواقع الحلم، و فى ذلك اشاره الى تلازم فضيلتى الحلم و العلم فهم لا يحلمون الا عن علم بمواقع الحلم. الرابع:كونهم يخبر صمتهم عن حكم منطقهم اذا تكلموا لان من علم مواقع السكوت و ما ينبغى ان يسكت عنه يستلزم حكمه نفوسهم فى منطقهم اذا تكلموا لان من علم مواقع السكوت و ما ينبغى ان يسكت عنه علم مواقع المنطق و ما ينبغى ان لا يسكت عنه و لو لم يعلم ذلك لجاز ان يتكلم بما لا ينبغى، و ذلك هو موضع السكوت فلا يكون فلا يكون عالما بمواضع السكوت و قد فرض كذلك. هذا خلف. الخامس:كونهم لا يخالفون الحق:اى لعلمهم به و بطرقه و ذوقهم له فلا يتجاوزونه الى رذيله الافراط، و لا يقفون دونه فى مقام رذيله التفريط. السادس:و كذلك لا يختلفون فيه لعلمهم بحقيقته. السابع:كونهم دعائم الاسلام، و استعار لهم لفظ الدعائم باعتبار حفظهم له بعلمهم و حراسته و قيامه فى الوجود بهم كما يحفظ البيت بالدعايم و يقوم بها. الثامن:استعار لهم لفظ الولايج باعتبار كونهم مرجعا للخلق يعتصمون بعلمهم و هدايتهم و اتباعهم من الجهل و لواحقه و عذاب الله فى الاخره كما يعتصم بالوليجه من دخلها. التاسع:كونهم بهم عاد الحق الى نصابه:اى بولايته عليه السلام و خلافته عاد الحق الى اصله و انزاح الباطل عن مقامه، و هو اشاره الى ان الاحكام كانت قبله فى ايام عثمان جاريه على غير قانون شرعى لما نقل عنه من الاحداث و استيلاء بنى اميه فى زمانه على بيت مال المسلمين و اكلهم له بغير حق كما سبق شرحه فعاد بولايته عليه السلام كل حق الى اهله و هو اصله و مستقره، و الحق اذا كان فى غير اهله فهو الباطل و مقامه غير اهله. و بولايته عليه السلام انزاح الباطل عن مقامه، و انقطع لسانه:اى اللسان الناصر للباطل و الناطق به. و استعار وصف الانقطاع له باعتبار سكوته ملاحظه لشبهه بالمنقطع فى عدم القول، و رشح بقوله:من منبته تاكيدا لذلك الانقطاع. العاشر:كونهم عقلوا الدين رعايه و وعايه لا عقل سماع و روايه،
و ذلك انك علمت ان للادراك ثلات مراتب ادناها تصور الشى ء بحسب اسمه، و اعلاها تصور الشى ء بحسب حقيقته و كنهه، و اوسطها بعقله بحسب صفاته و لوازمه الخاصه به و بها مع بعض اجزائه. فكان عقلهم للدين و علمهم به على اكمل المراتب و هو معنى الرعايه، و رعايتهم له بدراسته و تذكره و الاحتياط عليه، و ليس علما به من جهه اسمه و سماع الفاظه فقط. و قوله:فان رواه العلم كثير. الى آخره. اى ليس كل من روى العلم و سمعه كان عالما به و مراعيا له فان ذلك اعم من العالم به و العام لا يستلزم الخاص، و نبه بذلك على قله مثلهم فى رعايه العلم و استجماع الفضايل. و بالله التوفيق.