و قوله:ايها الناس. الى قوله:الاناء بما فيه. اخبار بما سيكون من فساد اهل الزمان و ما يكون فيه من الفتن و ترك الدين كما اخبار بما سيكون من فساد اهل الزمان و ما يكون فيه من الفتن و ترك الدين كما سبق اشاراته، و شبه قلبهم للزمان بقلب الاناء بما فيه، و وجه الشبه خروج الاسلام عن كونه منتفعا به بعد تركهم للعمل به كما يخرج ما فى الاناء الذى كب عن الانتفاع. و احسن بهذا التشبيه. فان الزمان للاسلام كاناء للماء، و اشار الى ان ذلك ليس بظلم بقوله:ان الله قد اعاذكم من ان يجور عليكم فى قوله تعالى و ما ربك بظلام للعبيد ان ذلك ابتلاء منه يبتلى به عباده كما قال تعالى ان فى ذلك لايات و ان كنا لمبتلين فمن صبر نفعه صبره و من كفر فعليه كفره، و قد عرفت معنى ابتلاء الله لخلقه و فائدته فلا وجه لا عادته. و بالله التوفيق.
خطبه 103-پيامبر و فضيلت خويش
اقول:لنشرح ما انفردت هذه الروايه من الزياده على الفصل المتقدم:فالحسير:الذى اعيا فى طريقه. و الرحا:قطعه من الارض تستدير و ترفع على ما حولها. و استوسقت:اجتمعت و انتظمت. وخمت:جنبت. فقوله:فقاتل بمن اطاعه من عصاه. معناه ظاهر. و قوله:و يبادر بهم الساعه ان تنزل بهم. اى يسارع الى هديهم و تسليكهم لسبيل الله كيلا تنزل بهم الساعه على عمى منهم عن صراط الله فيقعوا فى مهاوى الهلاك. و قوله:يحسر الحسير و يقف الكسير. الى قوله:لاخير فيه. اشاره الى وصفه عليه السلام بالشفقه على الخلق فى حال اسفارهم معه فى الغزوات و نحوها:اى انه كان يسير فى آخرهم و يفتقد المنقطع منهم عن عياء و انكسار مركوب فلايزال يلطف به حتى يبلغه اصحابه الا ما لايمكن ايصاله و لايرجى. قال بعض السالكين:كنى بالحسير و الكسير عمن عجز و وقف قدم عقله فى الطريق الى الله لضعف فى عين بصيرته و اعوجاج فى آله ادراكه، و بقيامه عليه حتى يلحقه الى غايته عن اخذه له بوجوه الحيل و الجواذب الى الدين حتى يوصله الى ما يمكن من العقيده المرضيه و الاعمال الزكيه التى هى الغايه من طريق الشريعه المطلوب سلوكها. و قوله:الا هالكا لاخير فيه. اراد به من كان مايوسا من رشده لعلمه بان تقويمه غير ممكن كابى لهب و ابى جهل و نحو هما. و قوله:فاستدارت رحاهم. استعار لهم لفظ الرحا لاجتماعهم و ارتفاعهم على غير هم كما يرتفع القطعه من الارض عن تالف التراب و نحوه. و قوله:و استوسقت فى قيادها. اشاره الى طاعه من اطاع من العرب و انقاد للاسلام، و استعار لفظ الاتساق و القياد ملاحظه لتشبيههم بالابل المجتمعه لسائقها و المنتظمه فى قياده لها، و استعار لفظ الخاصره للباطل، و رشح تلك الاستعاره بذكر البقر ملاحظه لشبهه بالحيوان المبتلع ما هو اعز قيمه منه، و كنى به عن تميز الحق منه. و بالله التوفيق.