خطبه 147-در هدف از بعثت - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 147-در هدف از بعثت

اقول:

الاوثان:

الاصنام. و مدار هذا الفصل على بيان بعثه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، و بيان غايه البعثه، و السبب المعد للوصول الى تلك الغايه، ثم بيان غايه تلك الغايه. و الاشاره الى البعثه بقوله:

فبعث. الى قوله:

بالحق، و اشار الى غايتها بقوله:

ليخرج الى قوله:

طاعته. و قد علمت ان طاعته بسلوك الصراط المستقيم فى الدنيا و هو اتباع الدين القيم، و العدول عن طاعه الشيطان التى هى بالخروج الى احد طرفى الافراط و التفريط. فاشار الى سبب تلك الغايه بقوله:

بقرآن قد بينه و احكمه. و قد علمت اشتمال القرآن الكريم على الجواذب الالهيه الى طاعه الله، و سلوك صراطه المستقيم، و اشار الى غايه تلك الغايه اعنى غايه طاعه الله بقوله:

ليعلم العباد. الى قوله:

انكروه. و هى مسئلتان من امهات العلم الالهى:

فالاولى:

معرفتهم له بعد جهلهم به. و الثانيه:

الاقرار به بعد جحدهم له و اثباتهم له بعد انكارهم اياه. و المعنى واحد و ان اختلفت العبارتان و هو التصديق بوده الا ان يحمل الاقرار على الاقرار باللسان و الجحد به، و يحمل الاثبات و الانكار على اثباته بالقلب بعد الانكار به و حينئذ يتغاير المعنيان، و اشار بتجليه- سبحانه- فى كتابه ا
لى ظهوره لهم فى تذكيرهم فيه بما اراهم من عجائب مصنوعاته، و بما خوفهم به من وعيده، و بتذكيرهم انه كيف محق من محق من القرون الماضيه بالعقوبات و احتصد من احتصد منهم بالنقمات. كل ذلك الظهور و الجلاء من غير رويه له. اذ تعالى عن ادراك الحواس. و قال بعض الفضلاء:

يحتمل ان يريد بتجليه فى كتابه ظهوره فى عجائب مصنوعاته و مكنوناته، و يكون لفظ الكتاب استعاره فى العلم، و وجه المشابهه كونه محلا قابلا لاثار الصنع المختلفه و عجائب الصور المنقوشه فيه كما ان الكتاب محل لنقش الحروف كل ذلك من غير رويه بحاسه البصر له لتعاليه و تقدسه عن ذلك.

و زبره:

كتبه. و مثلوا:

بفتح الميم و الثاء:

اى نكلوا. و الاسم المثله بضم الميم و سكون الثاء. و القارعه:

الشديده من شدائد الدهر. و قوله:

سياتى. الى قول:

المنكر. اخبار عن زمان ياتى بعده بالصفات المذكوره، و قد رايناه وراته قرون قبلنا فان خفاء الحق و ظهور الباطل عليه امر ظاهر، و كون الحق لا شى ء اخفى منه و الباطل لا شى ء اظهر على سبيل المبالغه، و كذلك لا اكثر من الكذب على الله و على رسوله. روى عن شعبه و كان امام المحدثين انه قال:

تسعه اعشار الحديث كذب. و عن الدار قطنى. ما الحديث الصحيح الا كالشعره البيضاء فى الثور الاسود. و قوله:

و ليس عند اهل. الى آخره. قد مر تفسيره فى الفصل الذى يذم من يتصدى للحكم بين الامه و ليس له باهل، و نبذ حمله الكتاب له:

اعراض قرائه عن تدبر ما فيه و العمل به، و تناسى حفظته ايضا:

تعاميهم عن امره و نواهيه و تغافلهم عن اتباعها. و قوله:

فالكتاب. الى قوله:

و ان اجتمعا. فاهل الكتاب الملازمون للعمل به. و حيث كان اهل ذلك الزمان المشار اليه غير ملتفتين الى الكتاب كانوا ايضا غير ملتفتين الى اهله و من يعمل به بل موذون لهم فيها يخالفونهم فيه مما يقتضيه احكام الكتاب و يوجبه اتباعه
فكان اعراضهم عنهم ابعادا لهم و نفيا و طردا، و الطريق الذى اصطحب فيه الكتاب و اهله هو طريق الله الواحد. و صدق اذن انه لايوويهما موو من اهل ذلك الزمان. اللهم الا اذا وافقتا غرضه لكن ذلك ليس للكتاب و للعامل به بل لموافقتهما الغرض. و كونهما فى الناس:

اى بوجودهما، و كونهما ليسا فيهم لعدم اتباعهما و الغاء فائدتهما فاشبها ما ليس بموجود، و لان فايده الموجود ان ينتفع به. و كذلك معهم بالمصاحبه الاتفاقيه فى الوجود، و ليسا معهم لان ضلالتهم لاتجامع هدى الكتاب و اهله فكانا مضادين لهم و ان اجتمعا فى الوجود. و قوله:

فاجتمع القوم على الفرقه. اى اتفقوا على مفارقه الاجتماع و ما عليه الجماعه اما فى وقته عليه السلام فكالخوارج و البغاه، و اما فيما يستقبل من الزمان بعده فكا لاخذين بالاراء و المذاهب المتفرقه المحدثه فى الدين. و الاجتماع على الفرقه يلازم الافتراق عن الجماعه. و قوله:

كانهم ائمه الكتاب. تشبيه لهم بالائمه له فى الجراه على مخالفه ظواهره و الاختلاف فيه و تفريعه على حسب اغراضهم. اذ شان الامام مع الماموم ذلك مع انه امامهم الذى يجب ان يتبعوه و يقتفوا اثره، و اذ خالفوه و نبذوه وراء ظهورهم فلم يبق معهم من تمسكهم به الا اسمه
و علم خطه و زبره دون اتباع مقاصده. و قوله:

و من قبل ما مثلوا بالصالحين. اشاره الى زمن بنى اميه الكائن قبل زمن من يخبر عنهم. و تمثيل بنى اميه بالصالحين من الصحابه و التابعين:

و حملهم لهم على المكروه، و نسبتهم لهم الى الكذب على الله، و جعلهم لهم فى الحسنه عقوبه السيئه ظاهر منهم. و وصفه لمن سياتى فى ذلك الزمان بالاوصاف المذكوره لاينافى وصف من قبلهم من بنى اميه بمثل تلك الاوصاف. و- ما- مع الفعل فى حكم المصدر و محلها الرفع بالابتداء و خبرها- من قبل-. و قوله:

و انما هلك. الى آخره. تنبيه على وجوب تقصير الامال فى الدنيا لاستلزام طلبها الهلاك الاخروى، و اشار الى القرون الماضيه من قبل، و اراد الهلاك الاخروى، و جعل سبب هلاكهم طول آمالهم فى الدنيا الموجب للاستغراق فى لذاتها المبعده عن الله تعالى مع تغيب آجالهم عنهم:

اى غفلتهم عنها، و قله فكرهم فيها و عدم علمهم بتعيينها فان استشعار الاجل موجب للاقلاع عن الانهماك فى اللذات الحاضره، و منغص لها. و قوله:

حتى نزل بهم الموعود. الى آخره. ذكر غايه طول آمالهم. و الموعود هو الموت، و ترد عنه المعذره:

اى لاتقبل فيه معذره معتذر، و ترفع عنه التوبه:

اى ينسد بابها حين نزوله كقوله ت
عالى و ليست التوبه للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال انى تبت الان و لا الذين الايه، و تحل معه القارعه:

اى تنزل بمن نزل به الشدائد و الاهوال و تتبعها العقوبات الاخرويه.

ثم عاد الى الراى الصالح للسامعين فايه بهم و نبههم على وجوب استنصاحه:

اى اتخاذه ناصحا فى قبول اوامره و نواهيه و اتخاذ قوله دليلا الى المطالب المهمه فان استنصاحه يستلزم التوفيق، و اتخاذه دليلا يستلزم الهدى للتى هى اقوم:

اى للطريق التى هى اقوم الطرق. ثم نبه على حسن جوار الله بالامن الذى هو غايه الجوار، و على قبح عداوته بذكر الخوف الذى هو غايه عداوه الملوك خصوصا جبار الجبابره و ملك الدنيا و الاخره، و اراد بجواره القرب منه بالطاعه، و بعداوته البعد عنه بالمعصيه و مخالفه اوامره. و لا شك فى كون الاول امنا من اهوال الاخره و فى كون الثانى فى محل الخوف و الخطر. و قوله:

و انه لاينبغى لمن عرف الى آخره. ارشاد لهم الى التواضع لله و لمن ارشد الى طريقه، و نهى عن التكبر عليهم، و النفار عن قبول الحق منهم. و خاطب من يعرف عظمه الله لا حتقاره نفسه عند ملاحظته لنفسه و نسبته لها الى جلال الله فهو اسرع انفعالا و احقر فى نفسه ان يتكبر على الله، و نبه على حسن التواضع له بذكر عظمته و رفعه للعالمين بعظمته. فانه لما كان هو العظيم المطلق و كل عظمه و رفعه لعظيم فمستفاده من جوده و القرب منه، و كانت العاده جاريه من الملوك فى ح
ق من يتواضع لهم و يوفيهم حقهم من الاجلال و الاكرام و حسن الانقياد ان يرفعوه و يعظموه فبالحرى ان يكون رفعه المتواضع للملك المطلق و العظيم المطلق لازمه عن التواضع له، و كذلك العاده جاريه منهم بسلامه من استسلم لهم عن معرفته باقتدارهم فبالحرى ان يكون سلامه المستسلم لله عن العلم بغلبه قدرته و استيلاء سلطانه لازمه من استسلامه له. و اذ ادبهم بالتواضع لله و لاوليائه ندبهم الى قبول الحق منهم و عدم النفار منه الشبيه بنفار الصحيح من الاجرب، و البارى ء من السقيم، و وجه الشبه هو شده النفار. ثم عاد الى تنفيرهم عن ائمه الضلال، و ذلك بتنبيههم على انهم ليسوا عارفين بالرشد و المعرفه الصحيحه، و لا آخذين بميثاق الكتاب، و لامتمسكين به الاخذو التمسك التام ما لم يعرفوا اولئك الضالين. و انما شرط معرفتهم للرشد بمعرفتهم لتاركه لان المعرفه التامه للرشد بل لكل شى ء تستدعى معرفه ما عليها من الشكوك و الشبهات التى هى سبب التشكيك فيها و ترك العمل على وفقها، و لما كان الرشد و هو الحق الذى هو عليه و تابعوه، و كان التارك لذلك هم مخالفوه و خصومه فى الامر من ائمه الضلال لاجرم كان من تمام معرفه الحق الذى فى يده و الرشد الذى يدعو اليه معرفه خصومه
و انهم على شبهه اذا عرفها طالب الحق تمت معرفته بطريق الرشد فكسلها و نفر عمن نكب، و كذلك شرطه لاخذهم بميثاق الكتاب و العمل بما فيه بمعرفتهم لمن نقضه من خصومه:

اى ان اخذهم بما يعمل به عليه السلام منه لايتم منهم الا ان يعرفوا شبهه ناقضه و هو العامل بخلاف حكمه عليه السلام على وفق الكتاب لشبهه حتى اذا اطلعوا على كيفيه فسادها و ضلاله بها اخذوا بميثاق الكتاب على بصيره، و علموا انه ناقض له فنفروا عنه، و كذلك شرطه لتمسكهم بالكتاب و لزومهم بميثاقه بمعرفه نابذه و انه ضال لتحصل النفره عنه فيتم التمسك به و يتاكد لزوم ميثاقه. و غايه كل ذلك التنفير عن ائمه الضلال بمعرفتهم و معرفه ما هم عليه من الشبه و التبرى منهم. ثم بعد ان نبه على تلك المعرفه امر بالتماسها من عند اهلها، و الاشاره بهم الى نفسه و اهل بيته عليهم السلام، و استعار لهم وصفى عيش العلم:

اى حياته، و موت الجهل. و وجه الاستعاره الاولى:

ان بهم يكون وجود العلم و الانتفاع به كما يكون بحياه الشى ء الانتفاع به، و وجه الثانيه:

ان بهم يكون عدم الجهل و عدم التضرر به كما يكون بموت الشرير عدمه و عدم مضرته. و قوله:

هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم. اى يدلكم منطقهم بالحكمه، و س
يرتهم على وفقها على كمال نفوسهم بالعلوم، و صمتهم عن منطقهم فان لصمت المنطيق اللسن ذى الحكمه العزيزه وقتا و هيئه و حاله تكون قرائن داله على حسن منطقه و علمه بما يقول، و كذلك ظاهرهم عن باطنهم. و قوله:

لايخالفون الدين. اشاره الى لزومهم لاوامر الله و طريق شريعته. و لايختلفون فيه. اشاره الى اتفاق آرائهم على احكامه عن كمال علومهم به. فانه لما كان طريقا واحدا و اتفقوا على معرفته وجب ان لايختلفوا فيه و لايضل احدهم عن حكم من احكامه حتى يخالف صاحبه فيه. و قوله:

فهو بينهم شاهد صادق. اى شاهد يستدلون به على الاحكام و الوقايع النازله بهم و بغيرهم. لايكذب من حيث هو شاهد، و صامت ناطق لكونه حروفا و اصواتا. و انما ينطق بالسنتهم فهو بمنزله الناطق. و اللفظان استعاره، وجهها الافاده مع النطق به و عدمها مع السكوت عنه كافاده الناطق و عدم افاده الصامت.

/ 542