خطبه 028-اندرز و هشدار - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 028-اندرز و هشدار

و من خطبه له عليه السلام:

قال الشريف:

اقول:

لو كان كلام ياخذ بالاعناق الى الزهد فى الدنيا و يضطر الى عمل الاخره لكان هذا الكلام و كفى به قاطعا لعلائق الامال، و قادحا زناد الاتعاظ و الازدجار، و من اعجبه قوله عليه السلام (الا و ان اليوم المضمار وغدا السباق و السبقه الجنه و الغايه النار) فان فيه- مع فحامه اللفظ، و عظم قدر المعنى و صادق التمثيل، و واقع التشبيه- سرا عجيبا، و معنى لطيفا، و هو قوله عليه السلام:

(و السبقه الجنه، و الغايه النار) مخالف بين اللفظين لاختلاف المعنيين، و لم يقل (السبقه النار) كما قال (السبقه الجنه)، لان الستباق انما يكون الى امر محبوب، و غرض مطلوب، و هذه صفه الجنه و ليس هذا المعنى موجودا فى النار نعوذ بالله منها، فلم يجز ان يقول (و السبقه النار) بل قال (و الغايه النار) لان الغايه ينتهى اليها من لا يسره النهاء و من يسره ذلك، فصلح ان يعبر بها عن الامرين معا، فهى فى هذا الموض كالمصير و المال، قال الله تعالى:

(قل تمتعوا فان مصيركم الى النار) و لا يجوز فى هذا الموضع ان يقال:

سبقتكم- بسكون الباء- الى النار، فتامل ذلك فباطنه عجيب و غوره بعيد. و كذلك اكثر كلامه عليه السلام، و فى بعض
النسخ، و قد جاء فى روايه اخرى (و السبقه الجنه)- بضم السين- و السبقه عندهم:

اسم لما يجعل للسابق اذا سبق من مال او عرض، و المعنيان متقاربان لان ذلك لا يكون جزاء على فعل الامر المذموم، و انما يكون جزاء على فعل الامر المحمود. اقول:

هذا الفضل من الخطبه التى فى اولها الحمدلله غير مقنوط من رحمته. و سيجى ء بعد، و انما قدمه الرضى عليها لما سبق من اعتذاره فى خطبه الكتاب انه لا يراعى التتالى و النسق فى كلامه عليه السلام. و قوله:

قد ادبرت اى ولى دبره. و آذنت اى اعلمت. و اشرفت اى اطلعت، و المضمار:

المده التى يضمر فيها الخيل للمسابقه اى تعلف حتى تسمن ثم ترد الى القوت و المده اربعون يوما، و قد يطلق على الموضع الذى يضمر فيه ايضا. و السباق:

مصدر مرادف للمسابقه و هو ايضا جمع سبقه كنظفه و نظاف، او سبقه كحجله و حجال، او سبق كجمل و جمال. و الثلاثه اسم لما يجعل للسابق من مال او غرض، و المنيه:

الموت، و البوس:

شده الحاجه، و تحرزون:

تحفظون. و اعلم ان هذا الفصل يشتمل على احد عشر تنبيها:

الاول:

على وجوب النفار عن الدنيا و عدم الركون اليها. و ذلك بقوله:

الا و ان الدنيا قد ادبرت و آذنت بوداع. و اشار بادبار الدنيا و اعلامها بالوداع الى ت
قضى الاحوال الحاضره بالنسبه الى كل شخص من الناس من صحه و شباب و جاه و مال و كل ما يكون سببا لصلاح حال الانسان، و ان كل ذلك فى هذا الحياه الدنيا لدنوها من الانسان. و لما كانت هذه الامور ابدا فى التغير و التقضى المقتضى لمفارقه الانسان لها و بعدها عنه لاجرم حسن اطلاق اسم الادبار على تقضيها و بعدها استعار تشبيها لها بالحيوان فى ادباره. فقيل لكل امر يكون الانسان فيه من خير و شر اذا كان فى اوله:

اقبل، و اذا كان فى آخره و بعد تقتضيه:

ادبر، و كذلك اسم الوداع فان التقضى لما استلزم المفارقه و كانت مفارقه الدنيا مستلزمه لاسف الانسان عليها و وجده لها اشبه ذلك ما يفعله الانسان فى حق صديقه المرتحل عنه فى وداعه له من الاسف على فراقه و الحزن و البكاء و نحوه. فاستعير اسم الوداع له، و كنى باعلامها بذات عن الشعور الحاصل بمفارقتها من تقضيها شيئا فشيئا، او هو اعلام بلسان الحال. الثانى:

التنبيه على الاقبال على الاخره و التيقظ للاستعداد لها بقوله:

الا و ان الاخره- قد اقبلت- و اشرفت باطلع. و لما كانت الاخره عباره عن الدار الجامعه للاحوال التى يكون الناس عليها بعد الموت من سعاده و شقاوه و الم و لذه، و كان تقضى العمر مقربا للوصول ال
ى تلك الدار و الحصول فيما يشمل عليه من خير او شر حسن اطلاق لفظ الاقبال عليها مجازا. ثم نزلها لشرفها على الدنيا فى حال اقبالها منزله عال عند سافل. فاسند اليها لفظ الاشراف. و لاجل احصاء الاعمال الدنيويه فيها منزله عالم مطلع. فاطلق عليها لفظ الاطلاع، و يحتمل ان يكون اسناد الاشراف بكيفيه الاطلاع الى رب الاخره، و انما عبر بالاخره عنه تعظيما لجلاله كما يكنى عن الرجل الفاضل بمجلسه و حضرته و يكون كيفيه الاطلاع قرينه ذلك. الثالث:

التنبيه على وجوب الاستعداد بذكر ما يستعد لاجله و هو السباق، و ذكر ما يستبق اليه و ما هو غايه المقصر المتخلف عن نداء الله. و ذلك قوله:

و ان اليوم المضمار. الى قوله:

و الغايه النار. كنى باليوم عن عمر الانسان الباقيه له و اخبر بالمضمار عنها. و اعلم انه قد ورد المضمار و السباق مرفوعين و منصوبين:

فاما رفع المضمار فلانه خبر ان. و اليوم اسمها، و انما اطلق اسم المضمار على تلك المده لما بينهما من المشابهه فان الانسان فى مده عمره يستعد بالتقوى و يرتاض بالاعمال الصالحه لتكميل قوته فيكون من السابقين الى لقاء الله و المقربين فى حضرته كما يستعد الفرص بالتضمير لسبق مثله، و اما نصبه ففيه شك. اذ يحتمل ان يق
ال:

ان المضمار زمان و اليوم زمان فلو اخبرنا عنه باليوم لكان ذلك اخبارا بوقوع الزمان فى الزمان فيكون الزمان محتاجا الى زمان آخر. و ذلك محال. و جوابه:

لا نسلم ان الاخبار بوقوع الزمان فى الزمان محوج للزمان الى زمان آخر. فان بعض اجزاء الزمان قد يخبر عنها بالزمان بمعنى انها اجزاوه و الجزء فى الكل لا بمعنى انها حاصله فى زمان آخر. و ان كان انما يحسن الاخبار عنها به اذا قيدت بوصف و اشتملت على احداث يتخصص بها كما تقول:

ان مصطبح القوم اليوم. فكذلك المضمار لما كان وقتا مشتملا على التضمير و هو حدث صح الاخبار عنه باليوم. و اما نصب السباق فلانه اسم ان اى و ان غدا السباق و كنى بغد عما بعد الموت، و اما رفعه فلا وجهه له الا ان يكون مبتدء خبره غدا و يكون اسم ان ضمير الشان. و قال بعض الشارحين:

يجوز ان يكون خبر ان. و هو ظاهر الفساد لان الحكم بشى ء على شى ء اما بمعنى انه هو هو كما يقال:

الانسان هو الضحاك. و هو ما يسميه المنطقيون حمل المواطاه، او على ان المحكوم عليه ذوالمحكوم به كما يقال:

الجسم ابيض اى ذو بياض. و هو ما يسمونه حمل الاشتقاق. و لا واحد من المعنيين بحاصل فى الحكم بالسباق على غذ. فيمتنع ان يكون خبر ان، اللهم الا على تق
دير حذف المضاف و اقامه المضاف اليه مقامه:

/ 542