خطبه 063-تشويق به عمل صالح - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 063-تشويق به عمل صالح

و من خطبه له عليه السلام:

اقول:

المبادره:

المسارعه. و السدى:

المهمل. و جدير بكذا:

اى اولى به. و حرى:

حقيق. و التسويف:

قول الانسان سوف افعل، و هو كنايه عن التمادى فى الامر. و البطر:

تجاوز الحد فى الفرح. و الكابه:

الحزن. و حاصل هذه الموعظه التنفير من الدنيا و الترغيب فى الاخره و ما يكون وسيله الى نعيمها و الترهيب مما يكون سببا للشقاء فيها. فقوله:

فاتقوا الله. الى قوله:

باعمالكم. فيه تنبيه على وجوب لزوم الاعمال الصالحه، و حث عليها بالامر بمسابقه الاجال و على توقع سرعه الاجل و اخطاره بالبال، و هو من الجواذب القويه الى الله تعالى. و نسب المسابقه الى الاجال ملاحظه لشبهها بالمراهن اذ كان لحوقها حائلا بينهم و بين الاعمال الصالحه الشبيهه بما يسبق عليه من رهن. فقوله:

و ابتاعوا ما بقى. الى قوله:

عنكم. اشاره الى لزوم الزهد فى الدنيا، و التخلى عن متاعها الفانى، و ان يشترى به ما يبقى من متاع الاخره. و قد عرفت غير مره اطلاق لفظ البيع هنا. و قيد المشترى بما يبقى، و الثمن بما يزول ليكون المشترى احب الى النفوس لبقائه. و قوله:

فترحلوا فقد جد بكم. امر بالترحل، و هو قطع منزل منزل من منازل السفر الى الله تعال
ى فى مراتب السلوك لطريقه، و نبه على وجوب الترحل بقوله:

فقد جد بكم:

اى فى السير الى آجالكم بقوه و ذلك الجد يعود الى سرعه توارد الاسباب التى تعد المزاج للفساد و تقربه الى الاخره ملاحظه لشبهها بسابق الابل و نحوها. و قوله:

و استعدوا للموت فقد اظلكم. الاستعداد له هو باستكمال النفوس كما لها الذى ينبغى حتى لا يبقى للموت عندها كثير وقع بل يكون محبوب لكونه وسيله الى المحبوب و هو لقاء الله و السعاده الباقيه فى حضره الملاء الاعلى، و نبه بقوله:

فقد اظلكم. على قربه. و استلزم ذلك تشبيهه بالسحاب و الطير فاستعير له وصف الاظلال. و قوله:

و كونوا قوما صيح بهم فانتبهوا. تنبيه لهم على الالتفات الى منادى الله، و هو لسان الشريعه و الانتباه بندائه من مراقد الطبيعه. و قوله:

و علموا. الى قوله:

سدى. تنبيه لهم على ان الدنيا ليست بدار لهم ليلتفتوا عن الركون اليها و يتوقعوا الاخراج منها. ثم امرهم بالاستبدال بها ليذكروا ان هناك عوضا منها يجب ان يلتفت اليه و هو الدار الاخره، و نبه بقوله:

فان الله لم يخلقكم عبثا. الى آخره على وجوب العمل لذلك البدل فانهم لم يخلقوا الا لامر وراء ما هم فيه. و قوله:

ما بين احدكم. الى قوله:

ينزل به. تعيي
ن لما خلقوا له و وعدوا بالوصول اليه و انه لاحايل بينهم و بينه الا الموت. قال بعض الشارحين:

و هذا الكلام مما يصلح متمسكا للحكماء فى تفسيرهم للجنه و النار فانهم لما قالوا:

ان الجنه تعود الى المعارف الالهيه و لوازمها، و النار تعود الى حب الدنيا و الميل الى مشتهياتها. و تمكن الهيئات الرديئه فى جوهر النفس و عشقها بعد المفارقه لما لا يتمكن من العود اليه كمن نقل عن مجاوره معشوقه و الالتذاذ به الى موضع ظلمانى شديد الظلمه مع عدم تمكنه من العود اليه كما قال تعالى (قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا) الايه. و كان ادراك لذه المعارفه التامه، و ادراك الم النار بالمعنى امرا يتحقق حال مفارقه هذا البدن. اذ كان الانسان فى عالم الشهاده فى ادراكه لما حصل فى نفسه و تمكن من الهيئات كعضو مفلوج غطى خدره على المه فاذا ازال الخدر احس بالالم فكذلك النفس بعد الموت تدرك ما لها من لذه او الم كما هو لزوال الشواغل البدنيه عنها. قلت:

و هذا الكلام ايضا ظاهر على مذهب المتكلمين اذ جاء فى الخبر ان العبد يكشف له الموت عما يستحقه من جنه او نار ثم يوجل ذلك الى قيام القيامه الكبرى. و قوله:

و ان غايه. الى قوله:

المده. كنى بالغايه عن الاجل
المعلوم للانسان ثم نبه على قصره و حقارته بامرين:

احدهما:

كونه تنقصه اللحظه:

اى النظره. و هو ظاهر فان كل جزء من الزمان فرصه قد مضى من مده الانسان منقص لها. الثانى:

كونه تهدمها الساعه. كنى بالساعه عن وقت الموت، و لا شك ان الان الذى تنقطع فيه علاقه النفس مع البدن غايه لاجل الانسان. و غايه الشى ء هى ما يتعلق عندها الشى ء فكنى بالهدم عن ذلك الانقطاع و الانتهاء كنايه بالمستعار. و ظاهر ان مده هذا شانها فى غايه القصر. و قوله:

و ان غائبا. الى قوله:

الاوبه. اشار بالغائب الى الانسان اذ كانت الدنيا عالم غربته و محل سفره، و منزله الحقيقى انما هو منشاه و ما اليه مرجعه، و انما سمى الليل و النهار جديدان لتعاقبهما فليس احدهما مختلفا للاخر. و استعار لفظ الحد و لما يستلزمانه من اعداد الانسان لقرب اجله المشبه لصوت الحادى الذى يحدو الابل لسرعه سيرها و قربها من المنزل المقصود لها. و ظاهر ان من كان الليل و النهار حادييه فهو فى غايه سرعه الرجوع الى مبدئه و وطنه الاصلى. و قال بعض الشارحين:

اراد بالغائب الموت. و هو و ان كان محتملا الا انه لا يطابقه لفظ الاوبه لان الموت لم يكن جائبا او ذاهبا حتى يرجع. و قوله:

و ان قادما. الى قوله
:

العده. اشار بالقادم بالفوز او الشقوه الى الانسان حين قدومه على ربه بعد المفارقه فانه اما الفوز بالسعاده الباقيه، او الحصول على الخيبه و الشقوه. و نبه بذكر القدوم على ان من هذا شانه فالواجب عليه ان يستعد بافضل عده ليصل بها الى احبهما لديه، و يتباعد بها عن اكرههما عنده. و قوله:

فتزودوا. الى قوله:

غدا. فصل نوع تفصيل افضل العده و هو الزاد الذى يحرز الانسان به نفسه يوم القيامه من السقب فى نار جهنم و غليل حرها، و اشار بذلك الزاد الى تقوى الله و خشيته. و قد علمت حقيقه الخشيه و الخوف و انه انما يحصل فى الدنيا. و اما كونه من الدنيا فلان الاثار الحاصله للنفس من الحالات و الملكات كالخشيه و الخوف و سار ما يتزوده و يستصحبه بعد المفارقه امور انما حصلت عن هذا البدن و استفيدت من الدنيا بواسطته. و المشابهه التى لاجلها استعار لفظ الزاد هنا هو ما يشترك فيه الزاد المحسوس و التقوى من سلامه المتزود بهما كل فى طريقه فذاك فى المنازل المحسوسه من عذاب الجوع و العطش المحسوسين، و هذا فى المنازل المعقوله و مراتب السلوك و مراحل السفر الى الله تعالى من عذاب الجوع المعقول. و قوله:

فاتقى عبد ربه. الى قوله شهوته. او امر وردت بلفظ الماض
ى خاليه عن العطف و هى بلاغه تريك المعنى فى احسن صوره. فالامر بالتقوى تفسير للامر بالزاد كما قال تعالى (و تزودوا فان خير الزاد التقوى) و الامر بنصيحه النفس امر بالنظر فى مصالحها، و الشعور عليها ان تعمل ما هو الاولى بها من التمسك بحدود الله و الوقوف عندها، و الامر بتقديم التوبه و غلب الشهوه و من جمله الامر بالنصيحه كالتفسير له و من لوازم التقوى اردفه بهما، و اراد تقديم التوبه على الموت او بالنسبه الى كل وقت سيحضر. و قوله:

فان اجله. الى قوله:

شقوه. حث على امتثال او امره السائقه الى التوبه و غيرها، و تحذير من هجوم المنيه على غفله لما يستلزمه ذلك من شده الحسره و طول الندم على التفريط، و ذلك ان ستر الاجل عن الانسان موجب للغفله عنه فاذا انضاف الى ذلك خداع الامل الناشى ء عن وساوس الشيطان فى تزيينه المعصيه و تسويفه التوبه مع كون موكلا به و قرينا له كما قال سيد المرسلين صلى الله عليه و آله و سلم:

ما من مولود الا و يولد معه قرين من الشيطان. كانت الغفله اشد و النسيان اكد، و استعار لفظ الخداع لصورته من النفس الاماره بالسوء و هو قولها للانسان مثلا:

تمتع من شبابك و اغتنم لذه العيش مادمت فى مهله و مستقبل من عمرك و ستلحق ل
لتوبه، و نحو ذلك من الاضاليل فان هذه الصوره خداع من الشيطان، و اما نسبه ذلك الى الامل فلان الامل هو عزم النفس على فعل تلك الامور و امثالها فى مستقبل الاوقات عن توهم طول مده الحياه و اتساعها لما تفعله فيها من معصيه و توبه، و ذلك العزم من اسباب الانخداع للشيطان و غروره فلذلك نسب الخداع الى الامل مجازا، و جعل غايه ذلك الخداع هو ان تهجم على المخدوع منيته حال ما هو فى اشد غفله عنها و اشتغال بما يومله فيكون ذلك مستلزما لاعظم حسره و اكبر ندامه على ان يكون عمره عليه حجه شاهدا بلسان حاله على ما اكتسب فيه من الاثام فصار بعد ان كان وسيله لسعادته سببا لشقاوته. و اغفل نصب على الحال. و حسره على التميز للمتعجب منه المدعو. و اللام فى لها قيل:

للاستغاثه. كانه قال:

يا للحسره على الغافلين ما اكثرك، و قيل:

بل لام الجر فتحت لدخولها على الضمير و المنادى محذوف و تقديره يا قوم ادعوكم لها حسره، و ان فى موضع النصب بحذف الجار كانه قيل:

فعلام يقع عليهم الحسره؟ فقال:

على كون اعمارهم حجه عليهم يوم القيامه. و قوله:

نسال الله تعالى. الى قوله:

كابه. خاتمه الخطبه، و سال الله الخلاص عن امور ثلاثه:

الاول:

ان يخلصه من شده الفرج بنعمه الدني
ا فان ذلك من لوازم محبتها المستلزمه للهلاك الابدى. الثانى:

ان لا تقصر به غايه عن طاعه ربه:

اى لا يقصر عن غايه من غايات الطاعه يقال قصرت هذه الغايه بفلان اذا لم يبلغها. الثالث:

ان لا تحل به بعد الموت ندامه و لا حزن و ذلك سوال لحسم اسبابهما و هو اتباع الهوى فى الدنيا و العدول عن طاعه الله. و بالله العصمه.

/ 542