خطبه 016-به هنگام بيعت در مدينه - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 016-به هنگام بيعت در مدينه

قال الشريف:

اقول:

ان فى هذا الكلام الادنى من مواقع الاحسان ما لا تبلغه مواقع الاستحسان ، و ان حظ العجب منه اكثر من حظ العجب به. و فيه- مع الحال التى وصفنا زوائد من الفصاحه لا يقوم بها لسان، و لا يطلع فجها انسان، و لا يعرف ما اقول الا من ضرب فى هذه الصناعه بحق و جرى فيها على عرق. (و ما يعقلها الا العالمون). اقول:

فى هذا الفصل فصول من الخطبه التى اشرنا اليها فى الكلام الذى قبله، و كذلك فى الفصل الذى بعده، و نحن نوردها بتمامها ليتضح ذلك، و هى الحمد لله احق محمود بالحمد و اولاه بالمجد الها واحدا صمدا اقام اركان العرش فاشرق لضوء شعاع الشمس خلق فاتقن و اقام فذلت له وطاه المستمكن، و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و اشهد ان محمدا عبده و رسوله ارسله بالنور الساطع و الضياء المنير اكرم خلق الله حسبا و اشرفهم نسبا لم يتعلق عليه مسلم و لا معاهد بمظلمه بل كان يظلم. اما بعد فان اول من بغى على الارض عناق ابنه آدم كان مجلسها من الارض جريبا و كان لها عشرون اصبعا، و كان لها ظفران كالمخلبين فسلط الله عليها اسدا كالفيل و ذئبا كالبعير و نسرا كالحمار، و كان ذلك فى الخلق الاول فقتلها و قد قتل الله الجبابره ع
لى اسوء احوالهم، و ان الله اهلك فرعون و هامان و قتل قارون بذنوبهم الا و ان بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيكم صلى الله عليه و آله و الذى بعثه بالحق لتبلبلن بلبله و لتغربلن غربله و لتساطن سوط القدر حتى يعود اسفلكم اعلاكم و اعلاكم اسفلكم و ليسبقن سابقون كانوا قصروا و ليقصرن سباقون كانو اسبقوا و الله ما كتمت و شمه و لاكذبت كذبه و لقد نبئت بهذا اليوم و هذا المقام الا و ان الخطايا خيل شمس حمل عليها اهلها و خلعت لجمها فتقحمت بهم فى النار فهم فيها كالحون الا و ان التقوى مطايا ذلل حمل عليها اهلها فسارت بهم تاودا حتى اذا جاووا ظلا ظليلا فتحت ابوابها و قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين الاوقد سبقنى هذا الامر من لم اشركه فيه و من ليست له منه توبه الا بنبى مبعث و لا نبى بعد محمد صلى الله عليه و آله اشفى منه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم ايها الناس كتاب الله و سنه نبيه لايرعى مرع الا على نفسه شغل من الجنه و النار امامه ساع نجا و طالب يرجو و مقصر فى النار و لكل اهل، و لعمرى لئن امر الباطل لقديما فعل و لئن قل الحق لربما و لعل، و لقلما ادبر شى ء فاقبل و لئن رد امركم عليكم انكم السعداء و ما علينا
الا الجهد قد كانت امور مضت ملتم فيها ميله كنتم عندى فيها غير محمودى الراى و لو اشاء ان اقول لقلت عفى الله عما سلف سبق الرجلان و قام الثالث كالغراب همه بطنه و يله لوقص جناحاه و قطع راسه كان خيرا له شغل من الجنه و النار امامه ساعى مجتهد و طالب يرجو و مقصر فى النار ثلاثه و اثنان خمسه، و ليس فيهم سادس ملك طائر بجناحيه و نبى آخذ بضبعيه هلك من ادعى و خاب من افترى اليمين و الشمال مضله و وسط الطريق المنهج عليه باقى الكتاب و آثار النبوه الا و ان الله قد جعل ادب هذه الامه السوط و السيف ليس عند امام فيهما هواده فاستتروا بيوتكم و اصلحوا اذات بينكم، و التوبه من ورائكم من ابدء صفحته للحق هلك الا و ان كل قطعيه اقطعها عثمان و ما اخذه من بيت مال المسلمن فهو مردود عليهم فى بيت مالهم و لو وجدته قد تزوج به النساء و فرق فى البلدان فانه ان لم يسعه الحق فالباطل اضيق عنه اقول قولى هذا و استغفر الله لى و لكم. و لقد ذكرنا هذا الفصل فيما قبل و لنرجع الى التفسير فنقول:

الذمه الحرمه و الذمه ايضا العهد، و الرهينه المرهونه، و الزعيم الكفيل، و فى الحديث الزعيم غادم، و المثلات العقوبات، و الحجز المنع، و قحم فى الامر و تقحمه رمى بنفسه فيه، و
الهيئه الصفه، والبلبله الاختلاط، و الغربله نخل الدقيق و غيره و الغربله القتل ايضا، وساط القدر اذا قلب ما فيها من طعام بالمحراك و اداره، و الوشمه بالشين المعجمه الكلمه و بغير المعجمه العلامه و الاثر، و الشمس جمع شموس و هى الدابه تمنع ظهرها، و التاود السير الثقيل بالثبات، و الذلول الساكنه، و الكلوح تكسر فى عبوس، و امر الباطن بكسر الميم كثر و فلان يرعى على نفسه اذا كان يتفقد احوالها و اعلم انه اشار اولا فى هذا الفصل الى وجوب الاعتبار لوجوب التقوى و نبه على انه وسيله اليه و مستلزم له فى صوره شرطيه متصله و هى قوله من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات حجزه التقوى عن تقحم الشبهات، و بيان الملازمه ان من اخذت العنايه بزمام عقله فاعدت نور بصيرته لمشاهده ما صرحت به آفات الدنيا، و كشفت عبرها من تبدل حالاتها و تغيراتها على من اوقف عليها همه و اتخذها دار الاقامه فشاهد ان كل ذلك امور باطله و اطلال زائله، فلابد ان يفيض الله على قلبه صوره خشيته و تقواه فتستلزم تلك الخشيه توقفه و امتناعه عن ان يلقى نفسه فى تلك الامور الزائله و الشبهات الباطله لاشراق نور الحق الواضح على لوح نفسه بالاعتبار، فالتقوى اللازم له هو الحاجز عن ذل
ك التقحم، و اشار بالشبهات الى ما يتوهم كونه حقا ثابتا باقيا من الامور الفانيه الزائله و اللذات الدنيويه الباطله فالوهم يصورها و يشبهها بالحق فلذلك سميت شبهات، و العقل الخارج من اسر الهوى قوى على نقد الحق و تمييزه عن الشبهه، و اكد هذه الملازمه برهن ذمته على صحتها و كفالته بصدقها، و ذلك قوله ذمتى بما اقول رهينه و انا به زعيم و استعمال الرهن استعاره كقوله تعالى كل نفس بما كسبت رهينه و اعلم انه ربما التبس عليك حقيقه التقوى، فنقول:

التقوى بحسب العرف الشرعى يعود اى خشيه الحق سبحانه المستلزم للاعراض عن كل ما يوجب الالتفات عنه من متاع الدنيا و زينتها و تنحيه مادون وجهه عن جهه القصد، و لما كان الترك و الاعراض المذكور هو الزهد الحقيقى كما علمت، و كان التقوى وسيله اليه علمت انه من اقوى الجواذب الى الله الرادعه عن الالتفات الى ما سواه و قدورد التقوى بمعنى الخشيه من الله تعالى فى اول النساء يا ايها الناس اتقوا ربكم و مثله فى اول الحج، و فى الشعراء اذ قال اخوهم نوح الا تتقون و كذلك قول هود و صالح و لوط و شعيب لقومهم، و فى العنكبوت و ابراهيم اذ قال لقومه اعبدوا الله و اتقوه و قوله اتقوا الله حق تقاته و قوله و تزودوا فان خير
الزاد التقوى و كذلك فى سائر آيات القرآن و ان كان قد حمله بعض المفسرين تاره على الايمان كما فى قوله تعالى و الزمهم كلمه التقوى و تاره على التوبه كما فى قوله و لو ان اهل القرى آمنوا و اتقوا و تاره على ترك المعصيه كما فى قوله واتو البيوت فى ابوابها و اتقوا الله و اذا عرفت ذلك فاعلم انه لما نبههم على لزوم التقوى و انه مخلص من تقحم الشبهات نبههم بعده على انهم فى الشبهات مغمورون بقوله الا و ان بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه، و اشار ببليتهم الى ما هم عليه من اختلاف الاهواء و تشتت الاراء و عدم الالفه و الاجتماع فى نصره الله عن شبهات يلقيها الشيطان على الاذهان القابله لوسوسته المقهوره فى يده. و ذلك من اعظم الفتن التى بها يبتلى الله عباده و نبلوكم بالشر و الخير فتنه و الينا يرجعون و هى امور تشبه ما كان الناس عليه حال بعثه الرسول صلى الله عليه و آله و فى ذلك تنبيه لهم على انهم ليسوا من تقوى الله فى شى ء عرفت ان مجانبه الشبهه من لوازم التقوى فكان وقوعهم فيها مستلزما لسلب التقوى عنهم ثم لما بين وقوعهم فى البليه كما كانت اقسم بالقسم البار لينزلن بهم ثمره ما هم فيه من عدم التناصر و اتباع الاهواء الباطله و ذكر امو
را ثلاثه:

احدها البلبله و كنى بها عما يوقع بنواميه و غيرهم من امراء الجور من الهموم المزعجه و خلط بعضهم ببعض و رفع اراذلهم و حط اكابرهم عما يستحق كل من المراتب. الثانى الغربله و كانها كنايه عن التقاط آحادهم و قصدهم بالاذى و القتل كما فعل بكثير من الصحابه و التابعين و فى ذلك تشبيه لفعلهم ذلك بغربله الدقيق و نحوه لتمييز شى ء منه عن شى ء و لذلك استعير له لفظها و فى هذين القرينتين السجع المتوازى. الثالث ان تساطوا كما تساط القدر الى ان يعود اسفلهم اعلاهم و بالعكس و استعار لفظ السوط هيهنا مع غايته المذكوره لتصريف ائمه الجور لهم ممن ياتى بعده بسائر اسباب الاهانه و تغيير القواعد عليها فى ذلك الوقت و هو قريب من الاول. قوله و ليسبقن سابقون كانوا قصروا و ليقصرن سباقون كانوا سبقوا اشاره الى بعض نتائج تقلب الزمان بهم قال بعض الشارحين:

انه اشار بالمقصرين الذين يسبقون الى قوم قصروا عن نصرته فى مبدء الامر حين وفاه رسول الله صلى الله عليه و آله ثم نصروه فى ولايته و قاتلوا معه فى سائر حروبه و بالسابقين الذين يقصرون الى من كانت له فى الاسلام سابقه ثم يخذله و ينحرف عنه و يقاتله و يشبه ان يكون مراده اعم من ذلك فالمقصرون الذين يسب
قون كل من اخذت العنايه الالهيه بيده وقاده زمام التوفيق الى الجد فى طاعه الله و اتباع سائر اوامره و الوقوف عند نواهيه و زواجره بعد تقصيره فى ذلك، و عكس هولاء من كان فى مبدء الامر مشمرا فى سلوك سبيل الله ثم جذبه هواه الى غير ما كان عليه و سلك به الشيطان مسالكه فاستبدل بسبقه فى الدين تقصيرا و انحرافا عنه. قوله و الله ما كتمت و شمه و لاكذبت كذبه اقسم انه لم يكتم اثرا سمعه من رسول الله صلى الله عليه و آله فى هذا المعنى و كلمه مما يتعين عليه ان يبوح به و انه لم يكذب قط، و هذا القسم شهاده لما قبله من الاخبار بما سيكرن انه كان قال، و توطيه لما بعده انه كما هو و ذلك قوله، و لقد نبئت بهذا المقام اى مقام بيعه الخلق له و هذا اليوم اى يوم اجتماعهم عليه و كل ذلك تنفير لهم عن الباطل الى الحق و تثبيت لهم على اتباعه ثم لما امرهم بالتقوى و انباهم بما سيكون عاقبه امرهم فى لزومهم لبليتهم و تورطهم فى الشبهات اردف ذلك بالتنفير عن الخطايا و الترغيب فى التقوى بالتنبيه على ما يقود اليه كل منهما. قوله الا و ان الخطايا خيل شمس حمل عليها اهلها و خلعت لجمها فتقحمت بهم فى النار. استعمال لفظ الخيل للخطايا ثم وصفها بالوصف المنفر و هو الشمو
س و الهيئه المانعه لذى العقل من ركوبها و هى كونها مع شموسها مخلوعه اللجم، و وجه الاستعاره ظاهر فان الفرس الشموس التى خلع لجامها لما كانت تتقحم براكبها المهالك و تجرى به على غير نظام فكذلك راكب الخطيئه لما جرى به ركوبها على غير نظام الشريعه و خلع بذلك لجام الاوامر الشرعيه و حدود الدين لاجرم كانت غايته من ركوبه لها ان يتقحم اعظم موارد الهلاك و هى نار جهنم و ذلك من لطيف الاستعاره، قوله الا و ان التقوى مطايا ذلل حمل عليها اهلها و اعطوا ازمتها فاوردتهم الجنه استعار ايضا لفظ المطايا بالوصف الحسن الموجب للميل اليها و هو كونها ذللا، و بالهيئه التى ينبغى للراكب و هو اخذ الزمام و اشار بالازمه الى حدود الشريعه التى يلزمها صاحب التقوى و لايتجاوزها، و لما كانت المطيه الذلول من شانها ان تتحرك براكبها على وفق النظام الذى ينبغى و لايتجاوز الطريق المستقيم بل يصرفها بزمامها و تسير به على تووده فيص بها الى المقاصد كذلك التقوى فسهوله طريق السالك الى الله بالتقوى و راحته عن جموح الهوى به فى موارد الهلكه يشبه ذله المطيه، و حدود الله التى بها يملك التقوى و يستقر عليه يشبه ازمه المطايا التى بها تملك و كون التقوى موصلا لصاحبه بسلامه
الى السعاده الابديه التى هى اسنى المطالب يشبهه غايه سير المطى الذلول براكبها، و الاستعاره فى الموضعين استعاره لفظ المحسوس للمعقول ثم لما بين ان هيهنا طريقين مركوبين مسلوكين طريق الخطايا و طريق التقوى ذكر بعده انهما حق و باطل فكانه قال و هما حق و هو التقوى و باطل و هو الخطايا، ثم قال و لكل اهل اى و لكل من طريقى الحق و الباطل قوم اعدهم القدر لسلوكها بحسب ماجرى فى اللوح المحفوظ بقلم القضاء الالهى كما قال الرسول صلى الله عليه و آله:

/ 542