نامه 027-به محمد بن ابوبكر - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نامه 027-به محمد بن ابوبكر

اقول:

قلده الامر:

جعله فى عنقه كالقلاده. و اللفظ مستعار. و هذا الفصل من العهد ملتقط من كلام طويل و مداره على امور:

الاول:

وصيته محمدا- رضى الله عنه- بمكارم الاخلاق فى حق رعيته، و ذكر اوامر:

احدها:

امره بخفض الجناح. قيل:

و اصله ان الطاير يمد جناحيه و يخفضهما ليجمع فراخه تحتها ايهاما للشفقه عليها. فاستعمل كنايه عن التواضع الكائن عن الرحمه و الشفقه كما قال تعالى (و اخفض جناحك لمن اتبعك من المومنين) و قد بينا ان التواضع ملكه تحت فضيله العفه. الثانى:

امره بالانه جانبه كنايه عن الرفق فى الاقوال و الافعال و عدم الغلظه عليهم و الجفاوه فى حقهم فى كل الاحوال. و هو قريب من التواضع، و من لوازمه. الثالث:

امره ان يبسط لهم وجهه و هو كنايه عن لقائهم بالبشاشه و الطلاقه من غير تقطيب و عبوس. و هو من لوازم التواضع ايضا. الرابع:

ان يواسى بينهم فى النظره و اللحظه و هى اخف من النظره، و هو كنايه عن الاستقصاء فى العدل بينهم فى جليل الامور و حقيرها و قليلها و كثيرها. و قوله:

حتى لا يطمع. الى قوله:

عليهم. بيان وجه الحكمه فى امره بالمساواه بينهم فى اللحظه و النظره على حقارتهما. فان قلت:

فلم خصص العظماء بالطمع فى الحيف و ا
لضعفاء بالياس من العدل؟. قلت:

لان العاده ان الولاه و الامراء انما يخصصون بالنظره و الاقبال بالبشاشه الاغنياء و العظماء دون الضعفاء و ذلك التخصيص مستلزم لطمعهم ان يحاف لهم، و الاعراض عن الضعفاء مستلزم للياس من العدل فى حقهم. و الضمير فى قوله:

عليهم. يرجع الى العظماء. الثانى:

الوعيد للعباد بسوال الله لهم عن صغير اعمالهم و كبيرها و ظاهرها و مستورها، و الاعلام بانهم مظنه عذابه لبدءهم بمعصيته و البادى اظلم. قال الراوندى- رحمه الله-:

المراد باظلم الظالم. قلت:

و يحتمل ان يكون قد سمى ما يجازيهم به من العدل ظلما مجازا لمشابهه الظلم فى الكميه و الصوره كما سمى فى القصاص اعتداء فى قوله (فاعتدوا عليه بمثل الذى اعتدى عليكم) ثم نسب اليه فعلهم فصدق اذن افعل التفضيل باعتبار كونهم بدووا بالمعصيه و كذلك الاعلام بانه تعالى مظنه الكرم بالعفو عنهم.

و حظى من كذا:

اى صار له منه حظوه و هى المنزله و الحظ الوافر. و الجبار:

البالغ فى التكبر. و الطرداء:

جمع طريد و هو ما يطرد من صيد. الثالث:

اعلامهم بما ينبغى لهم من استعمال الدنيا و التنبيه على كيفيه استعمالها الواجب بوصف حال المتقين فيها ليقتدوا بحالهم و هى ما اخبر عنه بقوله:

ذهبوا بعاجل الدنيا. الى قوله:

و لا ينقص لهم نصيب من لذه، و خلاصه حالهم المذكوره انهم اكثر فايده من اهل الدنيا. اذ حصلوا من اللذه فى دنياهم على افضل ما حصل لاهلها من لذاتهم بها مع زياده الفوز الاكبر فى الاخره بما وعد فيها المتقون، و اعلم ان الذى يشير اليه من عاجل الدنيا فى حق المتقين الذين شاركوا اهلها فيها و حظوا به منها مما حظى به المترفون و اخذه الجبابره المتكبرون هو ما حصلوا عليه من لذات الدنيا المباحه لهم بقدر ضرورتهم و حاجتهم كما روى عنه فى صفتهم بلفظ آخر:

شاركوا اهل الدنيا فى دنياهم و لم يشاركهم اهل الدنيا فى آخرتهم اباحهم فى الدنيا ما كفاهم و به اغناهم قال الله عز اسمه (قل من حرم زينه الله التى اخرج لعباده و الطيبات من الرزق) الايه سكنوا من الدنيا بافضل ما سكنت و اكلوها بافضل ما اكلت شاركوا اهل الدنيا فى دنياهم فاكلوا
معهم من طيبات ما ياكلون و شربوا من طيبات ما يشربون و لبسوا من افضل ما يلبسون و تزوجوا من افضل ما يتزوجون و ركبوا من افضل ما يركبون اصابوا لذه الدنيا مع اهل الدنيا و هم فيها جيران الله يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون لا يرد لهم دعوه و لا ينقص لهم نصيبا من لذه. فاما وجه كونهم اكلوها على افضل ما اكلت و سكنوها بافضل ما سكنت فلانهم استعملوها على الوجه الذى ينبغى لهم و قد امروا باستعمالها عليه. و ظاهر ان ذلك الوجه الفضل الوجوه، و اما انهم شاركوا اهل الدنيا فى طيباتها فظاهر، بل نقول:

ان لذتهم بما استعملوا منها اتم و اكمل، و ذلك ان كل ما استعملوه منها من ماكول و مشروب و منكوح و مركوب انما كان عند الحاجه و الضروره اليه، و قد علمت ان الحاجه الى الشى ء كلما كانت اشد و اقوى كانت اللذه به عند حصوله اتم و اعلى و ذلك من الامور الوجدانيه. فثبت اذن انهم حظوا منها بما حظى به المترفون و اخذوا منها اخذه الجبابره المتكبرين مع ما فضلوا به من الحصول على آجل الاخره الذى لم يشاركهم اهل الدنيا فيه كقوله تعالى (و من كان يريد حرث الدنيا نوته منها و ماله فى الاخره من نصيب) و اما الزاد المبلغ لهم الى ساحل العزه و حضره الجلال فهو التقوى الذ
ى اتصفوا به كما قال تعالى (و تزودوا فان خير الزاد التقوى) و قد علمت معنى كونه زادا غيره مره. و استعار للتقوى و الطاعه لفظ المتجر باعتبار كون الغايه المقصوده منها استعاضه ثواب الله المشبه للثمن، و رشح بذكر المربح:

اى المكسب للربح، و ذلك باعتبار زياده فضل ثواب الله فى الاخره على ما بذله العبد من نفسه من العمل. و قوله:

اصابوا لذه زهد الدنيا. اشاره الى بعض ما يزود به من اللذات فى الدنيا و هو لذه الزهد. اذ كان لهم بطرح الدنيا عن اعناق نفوسهم و وصولهم بسببه الى ما وصلوا اليه من الكمالات العاليه ابتهاجات عظيمه اجل و اعلى مما يعده المترفون و المتكبرون لذه و خيرا. و هم الذين يحق لهم ان يتكبروا على المتكبرين. اذ كان الكمال الذى به تكبر المتكبرون امرا خاليا ضعيفا بالقياس الى الكمال الحق الذى حصل عليه هولاء. و قوله:

و تيقنوا انهم جيران الله غدا. اى يوم القيامه، و هو اشاره الى جهه فرحهم بجوار الله و التذاذهم به المضاف الى ما اصابوه من لذه زهد الدنيا و تلك الجهه هى ما حصلوا عليه من اليقين بالله و الوصول التام اليه بعد مفارقه الابدان، و ذلك معنى جواره. و قوله:

لا ترد لهم دعوه. اشاره الى بعض فضائلهم التى انفردوا بها ايضا الم
تفرعه على كمال نفوسهم و كرامتهم عند الله اللازمه عن لزوم طاعته و هو كونهم مجابى الدعوه مع ما شاركوا غيرهم فيه من تمام اللذه فى الدنيا و انفردوا به من تمامها فى الاخره. الرابع:

/ 542