خطبه 058-درباره خوارج
و قال عليه السلام:قال الشريف:يعنى بالنطفه ماء النهر، و هو افصح، كنايه و ان كان كثيرا جما. اقول:خلاصه هذا الخبر انه عليه السلام لما خرج الى اصحابه النهر جاءه رجل من اصحابه فقال:البشرى يا اميرالمومنين ان القوم عبروا النهر لما بلغهم وصولك فابشر فقد منحك الله اكتافهم. فقال:الله انت رايتهم قد عبروا. فقال:نعم:فقال عليه السلام:و الله ما عبروه و لن يعبروه و ان مصارعهم دون النطفه و الذى فلق الحبه و برء النسمه لم يبلغوا الا ثلاث و لا قصر توران حتى يقتلهم الله و قد خاب من افترى. قال:ثم جاءه جماعه من اصحابه واحدا بعد آخر كلهم يخبره بما اخبره الاول فركب عليه السلام و سار حتى انتهى الى النهر فوجد القوم باسرهم قد .... سيوفهم و عرقبوا خيولهم و جثوا على المركب و حكموا تحكيمه واحده بصوت عظيم له زجل، و روى ان شابا من اصحابه قال فى نفسه حين حكم عليه السلام بما حكم من امرهم و سار الى النهر لبيان صدق حكمه:و الله لاكونن قريبا منه فان كانوا عبروا النهر لاجعلن سنان رمحى فى عينه ايدعى علم الغيب، فلما وجدهم لم يعبروا نزل عن فرسه و اخبره بما روى فى نفسه، و طلب منه ان يغفر له. فقال عليه السلام:ان الله هو الذى يغفر الذنوب جميعا فاستغفره. فاما حكمه بانه لا يفلت منهم عشره و لا يقتل من اصحابه عشره. فروى انه قال لابى ايوب الانصارى و كان على ميمنته:لما بدات الخوارج بالقتال احملوا عليهم فو الله لايفلت منهم عشره و لا يهلك منك عشره فلما قتلهم وجد المفلت منهم تسعه و المقتول من اصحابه ثمانيه. و هذان الحكمان من كراماته عليه السلام.