نامه 032-به معاويه - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نامه 032-به معاويه

اقول:

اول هذا الكتاب:

من عبدالله اميرالمومنين الى معاويه بن ابى سفيان اما بعد فان الدنيا دار تجاره و ربحها الاخره. فالسعيد من كانت بصاعته فيها الاعمال الصالحه، و من راى الدنيا بعينها و قدرها بقدرها و انى لا عظك مع علمى بسابق العلم فيك مما لا مرد له دون نفاذه، و لكن الله تعالى اخذ على العلماء ان يردوا الامانه، و ان ينصحوا الغوى و الرشيد. فاتق الله و لا تكن ممن لا يرجو لله وقارا، و من حقت عليهم كلمه العذاب فان الله بالمرصاد، و ان دنياك ستدبر عنك، و ستعود حسره عليك فانتبه من الغى و الضلال على كبر سنك و فناء عمرك فان حالك اليوم كحال الثوب المهيل الذى لا يصلح من جانب الا فسد من آخر. ثم يتصل به و قد ارديت. الفصل. و المهيل:

المتداعى فى التمزق، و منه رمل مهيل:

اى ينهال و يسيل. و ارديت اهلكت. و الجيل:

الصنف، و روى جبلا:

و هو الخلق. و جاروا:

عدلوا. و الوجهه:

القصد. و النكوص:

الرجوع. و عول على كذا:

اعتمد عليه. وفاء:

رجع. و الموازره:

المعاونه. و فى الكتاب مقاصد:

الاول:

موعظته و تذكيره بحال الدنيا و كونها دار تجاره و الغايه من التجاره فيها اما ربح الاخره بصلاح البضاعه و هى الاعمال، و اما خسران الاخره بفسادها.

الثانى:

تنبيهه على ان يرى الدنيا بعينها:

اى يعرفها بحقيقتها، او يراها بالعين التى بها تعرف و هى عين البصيره، و يعلم ما هى عليه من الغير و الزوال و انها خلقت لغيرها ليقدرها بمقدارها و يجعلها فى نظره لما خلقت له. الثالث:

نبهه على ان لله تعالى علما لابد من نفاده فيه فان ما علم الله تعالى وقوعه لابد من وقوعه، و انما وعظه امتثالا لامر الله و وفاء بعهده على العلماء ان تودوا امانته، و تبلغوا احكامه الى خلقه و ان تنحصوا ضالهم و رشيدهم. الرابع:

امره بتقوى الله، و نهاه ان يكون ممن لا يرجو لله وقارا:

اى لا يتوقع لله عظمه فيعبده و يطيعه. و الوقار:

الاسم من التوقير:

و هو التعظيم. و قيل:

الرجاء هنا بمعنى الخوف فيكون مجازا اطلاقا لاسم احد الضدين على الاخر، و ان يكون ممن حقت عليه كلمه العذاب. و قوله:

فان الله بالمرصاد. تنبيه له على اطلاعه عليه و علمه بما يفعل ليرتدع عن معصيته. الخامس:

نبهه على ادبار الدنيا، و عودها حسره عليه يوم القيامه فقدها مع عشقه لها، و عدم تمسكه فى الاخره بعصم النجاه، و فناء زاده اليها. السادس:

امره بالانتباه من رقده الجهل و الضلال على حال كبر سنه و فناء عمره فان تلك الحال اولى الاحوال بالانتباه منها،
و نبهه على انه غير قابل للاصلاح فى ذلك السن بعد استحكام جهله و تمكن الهيئات البدنيه من جوهر نفسه و نهكها له فهو كالثوب الخلق لا يمكن اصلاحه بالخياطه بل كلما خيط من جانب تمزق من آخر. السابع:

اخبره فى معرض التوبيخ على ما فعل باهل الشام من خدعته لهم و القائهم فى موج بحره، و لما كان ضلاله عن دين الله و جهله بما ينبغى هو سبب خدعته لهم نسبها اليه، و استعار لفظ البحر لاحواله و آرائه فى طلب الدنيا و الانحراف عن طريق الله باعتبار كثرتها و بعد غايتها، و لفظ الموج للشبه التى القاها اليهم و غرقهم بها فيما يريد من الاغراض الباطله، و مشابهتها للموج فى تلعبها باذهانهم و اضطراب احوالهم بسببها ظاهره، و كذلك استعار لفظ الظلمات لما حجب ابصار بصائرهم عن ادراك الحق من تلك الشبهات، و لفظ الغشيان لطريانها على قلوبهم و حجبها لها. و محل تغشاهم نصب على الحال. و كذلك لفظ التلاطم لتلعب تلك الشبهات بعقولهم. و قوله:

فجازوا. عطف على القيتهم، و اراد انهم عدلوا عن الحق بسبب ما القاه اليهم من الشبه و اعتمدوا فى قتالهم على احسابهم حميه الجاهليه فى الذب عن اصولهم و مفاخرهم دون مراعاه الدين و الذب عنه الا من رجع الى الحق من اهل العقول فانهم عرفو
ك و ما انت عليه من الضلال، فارقوك و هربوا الى الله من موازرتك فيما تريده من هدم الدين حين حملتهم على الامور الصعبه الهادمه له و عدلت بهم عن قصد الحق. و قد كان استغوى العرب بشبهه قتل عثمان و الطلب بدمه. فلما عرف عقلاوهم و المتمسكون بالدين منهم ان ذلك خدعه منه لاراده الملك فارقوه و اعتزلوه. و قوله:

على اعقابهم، و على ادبارهم. ترشيح لاستعاره لفظى النكوص و التولى من المحسوسين للمعقولين، و الاستثناء هنامن الجيل الذين خدعهم، و لفظ الصعب مستعار لما حملهم عليه من الامور المستصعبه فى الدين باعتبار ان ركوبهم لها يستلزم عدولهم عن صراط الله و وقوعهم فى مهاوى الهلاك كما يستلزم ركوب الجمل الصعب النفور العدول براكبه عن الطريق و تقحم المهالك، و كذلك لفظ القصد مستعار للطريق المعقول الى الحق من الطريق المحسوس. ثم كرر عليه الامر بتقوى الله، و ان يجاذب الشيطان قياده. و استعار لفظ المجاذبه للممانعه المعقوله، و لفظ القياد لما يقوده به من الاراء الباطله و كواذب الامال، و ممانعه الشيطان لذلك القياد بتكذيب النفس الاماره فيما يوسوس به من تلك الاراء. و قوله:

فان الدنيا. الى آخره. تنبيه له على وجوب قطع الامال الدنيويه لانقطاع الدنيا، و
على العمل للاخره بقربها. و هو فى قوه صغرى ضميرين تقدير كبرى الاول:

و كل ما كان منقطعا زايلا وجب ان يقطع الامل فيه لانقطاعه و تجاذب الشيطان فى دعوته اليه، و تقدير الكبرى الثانى:

و كل ما كان قريبا فينبعى ان يستعد لوصوله بالعمل. و بالله التوفيق.

/ 542