خطبه 077-نيايش
و من كلمات كان يدعو بها:اقول:الواى:الوعد. و الرمزات، جمع رمزه و هى الاشاره بالعين او الحاجب او الشفه و السقط من الشى ء:رديته. و الهفوه:الزله. و قد سال سبحانه فى جميع هذا الفصل المغفره. و مغفره الله للعبد تعود الى ستره عليه ان يقع فى مهاوى الهلكه فى الاخره او يكشف مقابحه لاهل الدنيا فيها و كل ذلك يعود الى توفيقه لاسباب السعاده و جذبه بها عن متابعه الشيطان فى المعاصى قبل صدورها منه او قبل صيرورتها ملكاث فى جوهر نفسه و المطلوب غفره امور. الاول:ما الله اعلم به منه مما هو عند الله معصيه و سيئه فى حقه و هو لا يعلمها فيفعلها، ثم طلب تكرار مغفره الله لما يعاوده و يتكرر منه كذلك. و اذا تصورت معنى المغفره تصورت كيف تكرارها. الثانى:ما وعد نفسه ان يفعله لله ثم لم يوف به. و ما هيهنا مصدريه. و لا شك ان مطال النفس بفعل الخير و عدم الوفاء به انما يكون عن خاطر شيطانى يجب ان يستغفر الله له و يسال ستره يبعث الدواعى الجاذبه عن متابعه الشيطان المحرك له. الثالث:شوب النفس ما يتقرب به من الاعمال الى الله بالرياء و السمعه و مخالفه نيه القربه اليه بقصد غيره لها. و لا شك ان ذلك شرك خفى جاذب عن الترقى فى درجاتالعلى، و يحتاج الى تدارك الله بالمغفره و الجذب عنه قبل تمكنه من النفس. الرابع:الاشاره باللحظ. و هو الايماء الخارج عن الحدود الشريعه كما يفعل عند التنبيه على شخص ليعاب او ليضحك منه او يظلم. و كل تلك عن خواطر شيطانيه ينبغى ان يسال الله تعالى رفع اسبابها و ستر النفس عن التدنس بها. الخامس:سقطات الالفاظ و الردى ء من القول. هو ما تجاوز حدود الله و خرج بها الانسان عن مستقيم صراطه. السادس:شهوات القلوب. فمن روى بالشين المعجمه فالمراد جذب القوه الشهويه للنفس:اى مشتهياتها، و من روى بالسين فسهوات القلب خواطره التى لا يشعر بتفصيلها اذا خالفت او امر الله و قد تستتبع حركه بعض الجوارح الى فعل خارج عن حدود الله ايضا و ذلك و ان كان لا يوجب اثرا فى النفس و لا يوخذ به الا انه ربما يقوى بقوه اسبابه و كثرتها فيقطع العبد عن سلوك سبيل الله كما فى حق المنهمكين فى لذات الدنيا المتجر دين لها فان احدهم ربما رام ان يصلى الفرض فيصلى الصلوه الواحده مرتين او مرارا و لا يستثبت عدد ركعاتها و سجداتها، و غفر مثل ذلك بجذب العبد عن الاسباب الموجبه له. السابع:هفوات اللسان:اى الزلل الحاصل من قبله. و مادته ايضا خاطر شيطانى، و غفره بتوفيقه
لمقاومه هواه. و اعلم ان الشيعه لما اوجبوا عصمته عليه السلام عن المعاصى حملوا طلبه لمغفره هذه الامور على وجهين:احدهما:و هو الادق ان طلبه لغفرانها انما هو على تقدير وقوعها منه فكانه قال:اللهم ان صدر عنى شى ء من هذه الامور فاغفره لى، و قد علمت انه لا يلزم من صدق الشرطيه صدق كل واحد من جزئيها فلا يلزم من صدق كلامه صدور شى ء منها حتى يحتاج الى المغفره. الثانى:انهم حملوا ذلك على تاديب الناس و تعليمهم كيفيه الاستغفار من الذنوب او على التواضع و الاعتراف بالعبوديه و ان البشر فى مظنه التقصير و الاساءه، و اما من لم يوجب عصمته فالامر معه ظاهر. و بالله التوفيق.