خطبه 154-در آفرينش خفاش - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 154-در آفرينش خفاش

و قد حمد الله تعالى باعتبارات:

الاول:

انحسار الاوصاف عن كنه معرفته، و لما كانت ذاته تعالى بريئه من انحاء التراكيب لم يمكن العقول ادراكها بشى ء من الاوصاف بالكنه، و قد سبق ذلك مرارا. الثانى:

ردع عظمته العقول عن بلوغ غايه ملكوته، و ذلك ظاهر لان الادراك للاشياء بحقائقها انما يتم بادراك حقائق عللها، و اذا استلزمت عظمته و ارتفاعه عن ادراك العقول ردعها عن معرفه كنهه فظاهر انها لاتجد مسلكا الى غايه ملكوته، و ما عليه نظام الوجود الاعلى و الاسفل كما هو. الثالث:

قوله:

هو فهو الهويه المطلق، و هو الذى لايكون هويته موقوفه على غيره و مستفاده منه فان كل ما كان مستفادا من الغير فما لم يعتبر غيره لم يكن هو فلم يكن هو هو المطلق، و كل ما كان هو هو لذاته فسواء اعتبر غيره او لم يعتبر فهو هو لكن كل ممكن فوجوده من غيره فكل ما كان وجوده من غير فخصوصيه وجوده و تعينه من غيره و هو الهويه فاذن كل ممكن فهويته من غيره فلايكون هو هو لذاته لكن المبدء الاول هو هو لذاته فلايكون من غيره فلايكون ممكنا فهو واجب لذاته فاذن واجب الوجود هو الذى لذاته هو هو بل ذاته انه هو البرائه عن التركيب المستلزم للامكان. الرابع:

تعقيبه لذكر الهو
يه باسم الله، و ذلك لانه لما كانت تلك الهويه و الخصوصيه عديمه الاسم لايمكن شرحها الا بلوازمها، و اللوازم منها اضافيه و منها سلبيه، و اللوازم الاضافيه اشد تعريفا و الاكمل فى التعريف هو اللازم الجامع لنوعى الاضافه و السلب، و ذلك هو كون تلك الهويه الها فان الا له هو الذى ينسب اليه غيره و لاينسب هو الى غيره فانتساب غيره اليه اضافى، و عدم انتسابه الى غيره سلبى فلاجرم عقب ذكر الهويه بما يدل على ذلك اللازم لاكمليته فى التعريف من غيره ليكون كالكاشف لما دل عليه لفظ هو، و فيه سر آخر، و هو انه لما عرف تلك الهويه بلازمها، و هو الالهيه نبه على انه لا جزء لتلك الهويه و الا لكان العدول عنه الى التعريف باللازم قصور. الخامس:

ذكر الحق، و هو الثابت الموجود فانه لما اشار الى الهويه و شرح اسمها عقب ذلك بالاشاره الى كونها حقا موجودا وجودها عند العقول احق و ابين مما (عما خ) ترى العيون، و ذلك ظاهر فان العلم بوجود الصانع- جلت عظمته- فطرى للعقول و ان احتاج الى بينه ما. و العلوم التى مستندها الحس قد يقع الخلل فيها بسبب ما يقع للو هم من اشتباه المحسوسات و عدم ضبطها او بسبب تقصير الحس فى كيفيه الاداء لصوره المحسوس فكانت المعقولات الصرفه
احق لادراك العقل لها بذاته. السادس:

ان العقول لم تبلغه تجديد فيكون مشبها، و فيه اشاره لطيفه تدل على كمال علمه عليه السلام، و ذلك انك علمت فى المقدمات ان العقول اذا قويت على الاتصال بالامور المجرده، و كانت القوه المتخيله بحيث تقوى على استخلاص الحس المشترك و ضبطه عن الحواس الظاهره فان النفس و الحال هذه اذا توجهت لاقتناص امر معقول و انجذبت القوى النفسانيه اثرها انتقشت بذلك المعقول. ثم انها تستعين فى ضبط ذلك الامر بالقوه المتخيله فتحاكيه بما يشبهه من الامور المحسوسه. ثم تحطه الى خزانه الخيال فيصير مشاهدا ممثلا. اذا عرفت ذلك فنقول:

لو كان البارى تعالى مما تدركه العقول و تشتبه بحد وصفه لكان استثباتها لها على النحو المذكور فيلزم ان يكون مشبها بغيره من الاجسام، و الجسمانيات ليثبت صورته عند الذهن، و قد تنزه قدس الله عن التشبيه بشى ء منها. السابع:

و كذلك لم تقع الاوهام عليه بتقدير فيكون ممثلا. اذ الوهم لايدرك الا المعانى الجزئيه المتعلقه بالمحسوسات، و لا بد له فى ادراك ذلك المدرك من بعث المتخيله على تشبيهه بمثال من الصور الجسمانيه فلو وقع عليه و هم لمثله فى صوره حسيه حتى ان الوهم انما يدرك نفسه فى مثال من صوره و حجم و
مقدار. الثامن:

خلقه (خلق خ) الخلق على غير مثال. الى قوله:

معين، و قد سبق ايضا بيانه فى الخطبه الاولى و غيرها، و تمام خلقه بامره بلوغه الى غايته فى الكمال الممكن له اذ (اذا خ) نطقت البراهين العقليه ان كل ما امكن لشى ء وصل اليه من الجود الالهى المنزه عن البخل و المنع من جهته، و اذعانه لطاعته دخوله تحت القدره الالهيه، و كذلك اجابته من غير مدافعه و انقياده من غير منازعه.

اقول:

الخفاش:

مفرد جمعه خفافيش، و هو من الخفش و هو ضعف البصر خلقه. و انحسرت:

كلت. و درعت:

كفت. و المساغ:

المسلك. و سبحات اشراقها:

جلالته و بهاوه. و البلج:

جمع بلجه و هو اول ضوء الصبح، و قد يكون مصدرا. و الائتلاق:

اللمعان. و الاسداف:

مصدر اسدف الليل ظلم. و غسق الدجنه:

ظلام الليل. و وضح النهار:

ضوءه. و وجار الضب:

بيته. و الشظايا:

القطع. ثم شرع فى مقصود الخطبه، و هو حمد الله تعالى باعتبار بعض لطائف صنعه و عجائب خلقه، و التنبيه على غوامض حكمته فى خلقه هذا الحيوان المخصوص، و بدا بالتعجب من مخالفتها لساير الحيوان فى قبض الضياء لابصارها مع بسطها لسائر ابصار الحيوانات و اعداده لانبساط النبات و نموه و غيره. ثم من بسط الظلام لابصارها مع قبضه لساير الابصار. ثم نبه على العله الطبيعيه لذلك و هو عشاء اعينها و ضعفها ان تستمد من نور الشمس المضيئه نورا تهتدى به، و الذى ذكر فى عله ذلك الضعف هو افراط التحلل فى الروح الحامل للقوه الباصره من هذا الحيوان اذا لقى حر النهار فيصيبه لذلل التحلل ضعف يحتاج معه الى التعوض عما يتحلل فيرجع عن العضو الباصر منها طلبا لبدل ما يتحلل فيستكمل البدل بقرب الليل لمكان برده و ضعف حرا
ره النهار فيعود الابصار، و وصفه عليه السلام بهذه الخاصيه منها و كيفيه حالها فيها الى قوله:

ظلم لياليها. وصف لا مزيد على فصاحته. و قوله:

و تتصل بعلانيه برهان الشمس الى معارفها. فى غايه الفصاحه. و معارفها ما تعرفه من مذاهبها و وجوه تصرفاتها، و تتصل عطف على قوله:

تستمد، و اما اسدالها لجفونها على حداقها فلان تحلل الروح الحامل للقوه الباصره سبب للنوم ايضا فيكون ذلك الاسدال ضربا من النوم و كثيرا ما يلحق كثيرا من الحيوان و سببه ما ذكرناه، و استعار لفظ القناع للشمس ملاحظه لشبهها بالمراه ذات القناع، و كنى بالقائه عن بروزها من حجاب الارض. ثم ثنى بتسبيح الله و تعظيمه باعتبار امر آخر لها على سبيل التعجب و هو خلق اجنحتها من لحم بلا ريش و لا قصب كساير اجنحه الطير بل من عروق و رق تبسطه و تقبضه على مفاصل مخصوصه من غير رقه توجب له الانشقاق عند الطيران، و لا غلظ يوجب له الثقل. ثم ثلث بعجيب حالها مع ولدها، و ذلك انه يلصق بها فيرتضعها و لايفارقها فى حالتى وقوعها و طيرانها حتى يشتد و يمكنه الطيران و التصرف بنفسه، و ذلك امر يخالف به ايضا ساير الحيوان و هو محل التعجب. ثم ختم الفصل بتسبيح الله تعالى باعتبار خلقه لكل شى ء من غير مث
ال سبق من غيره، و من الامثال العامه:

قيل للخفاش:

لماذا لا جناح لك؟ قالت:

لانى تصوير مخلوق. قيل:

فلما ذا لاتخرج نهارا؟ قال:

حياء من الطيور. يريدون ان المسيح عليه السلام صوره. و ان اليه الاشاره بقوله تعالى و اذ تخلق من الطين كهيئه الطير باذنى فتنفخ فيها فتكون طيرا باذنى و فى الطير عجائب لاتهتدى لها العقول بل و فى كل ذره من ذرات مبدعاته و مكوناته لطائف و اسرار كالنحل و البعوض و النمل تعجز عن ادراكها و استقصاء اوصافها الباب الالباء و حكمه الحكماء فسبحانه ما اعظم شانه و ابهر برهانه.

/ 542