حکمت 115
مثل الدنيا بالحيه، و وجه التمثيل قوله:ليس مسها. الى آخره. و ذلك ان الدنيا لذيذ المتناول سهله فى عين الناظر اليها مع ان فيما يشتهيه منها و يتناوله الشقاوه الخرويه و العذاب الاليم. فيهوى اليها الجاهل بما فيها من سوء العاقبه و يحذرها العاقل العارف بها كما ان الحيه لين مسها حسن منظرها يحسبها الجاهل سوارا من ذهب اوفضه يهوى اليها لغرته بما فيها من سم و يحذرها من يعرفه.حکمت 116
بنو مخزوم بطن من قريش و هو مخزوم بن يقظه بن مره بن كعب لوى بن غالب. و منهم ابوجهل بن هشام بن المغيره و آل المغيره و كان لمخزوم ريح طيبه كالخزامى و لونا كلونه، و الولد يشبه الوالد غالبا، و لذلك كانت هذه البطن تسمى بريحانه قريش، و كانت المغيره بن عبدالله بن عمر بن مخزوم تسمى بذلك. و قيل:لانه كان فى رجالهم كيس لذلك يحب الحديث اليهم و فى نسائهم لطف و تصنع و تحبب الى الرجال و لذلك يحب نكاحهم. و اما بنو عبد شمس بن عبد مناف فمنهم ربيعه و ابناه شيبه و عتبه، و الاعياص، و حرب بن اميه و ابنه ابوسفيان، و اسيد بن عتاب، و مروان بن الحكم. و وصف هذا البطن ببعد الراى و هو كنايه عن جودته يقال:فلان بعيد الراى. اذا كان يرى المصلحه من بعيد لقوه رايه، ثم بكونها امنع لما وراء ظهورها و هو كنايه عن الحميه. ثم وصف اهل بيته و هم بنو هاشم بكونهم ابذل لما فى ايديهم:اى اسخى ثم بكونم اسمح عند الموت بنوفسهم:اى اشجع. ثم وصفهم بفضيله خارجيه و رذيلتين و وصف بنى هاشم بثلاث فضائل بدنيتن و نفسانيه و الفضيله فيهم هى كثره العدد و الرذيلتان كونهم امكر:اى اكثر حيله و خداعا و كونهم انكر:اى اكثر نكرا. و النكر:المنكر، و اما فضائل بنى هاشم فكونهم افصح و كونهم اصبح:اى احسن وجوها و اجمل و هما فضيلتان يتعلق بالبدن، و يحتمل ان يريد بالاصبح كونهم القى للناس بالطلاقه و البشر و مبدء ذالك فضيله نفسانيه، ثم كونهم انصح. و النصيحه لمن ينبغى نصيحته فضيله نفسانيه تحت العفه.
حکمت 117
و شتان:اى افترق بينهما. و الاول:العمل الدنيا. و تبعته هو ما يتبعه من الشقاوه الاخرويه. و الثانى:عمل الاخره. و ظاهر ان بينهما فرقا عظيما.حکمت 118
قال الرضى:اقول:من الناس من ينسب هذا الكلام الى رسول الله صلى الله و عليه و آله و سلم. الاجداث:القبور. و الجائحه:الداهيه المستاصله. و غرض الفصل التنفير عن وضع الضحك فى غير موضعه و التذكير بامر الاخره. و ذكر تشبيهات ثلاث:احدها:تشبيه الموت بالمكتوب على غير الانسان. و الثانى:تشبيه الحق الواجب عليه بما وجب على غيره دونه. و الثالث:تشبيه ما يشاهد من الاموات بالمسافرين الذين يقدمون عن قريب. و وجه الشبه فى الثلاثه قله اهتمام الناس بالموت و التفاتهم الى اداء واجب حق الله عليهم و عدم اعتبارهم بمن يموت. و قوله:نبوئهم. الى قوله:جائحه. من تمام وجه التشبيه فان الفاعل مثل هذا الفعل بالاموات كانه لقساوه قلبه و عدم اتعاظه لم يكتب عليه ما كتب عليهم من الموت. و قوله طوبى. الى آخره. ترغيب فى اقتناء الفضائل المذكوره بان له طوبى و هى فى الحقيقه الحاله الشريفه التى لاولياء الله فى الاخره من طيب الحال و اللذه الباقيه. ذكر ثمان فضائل:احديها:ذله النفس لله عن ملاحظه حاجتها و فقرها اليه، و نظرها الى معادها. الثانيه:طيب الكسب باخذه من وجوهه التى ينبغى. الثالثه:صلاح السريره لله و الخلاص الباطن من فساد النيات فىالمعاملات مع الخلق. الرابعه:حسن الخلق و اقتناء فضايله. الخامسه:انفاق الفاضل عن الحاجه من المال فيما ينبغى من وجوه القربات الى الله و هى فضيله السخاء. السادسه:امساك الفضل من المقال اى ما زاد منه مما لا ينبغى و هو السكوت فى موضعه. السابعه:عزل الشر عن الناس و هو العدل او لازمه. الثامنه:لزوم سنه الله و رسوله و عدم الخروج عنها الى ما يبتدع فى الدين و لا ينبغى.