خطبه 237-در كار خير شتاب كنيد - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 237-در كار خير شتاب كنيد

اقول:

يقال:

فلان فى نفس من امره:

اى فى سعته. و الفصل فى غايه الفصاحه. و قد امرهم بالعمل حال ما هم فى مهلته على الاحوال التى اشار اليها:

احدها:

كونهم فى نفس البقاء و سعته فان الموت مستلزم لانقطاع العمل و عدم امكانه. الثانى:

كون الصحف منشوره:

اى صحف الاعمال فانها انما تطوى بانقطاع الاعمال بالموت. و قد عرفت وجه الاشاره الى الصحف و نشرها. الثالث:

كون التوبه مبسوطه، و استعار لفظ البسط ملاحظه لشبهها بالبساط فى كونها ممدوده القبول غير ممنوع منها فى مده العمر يطاها من ارادها كالبساط. و انما تطوى بالموت كما قال تعالى:

(و ليست التوبه للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال انى تبت الان و لا الذين يموتون و هم كفار). الرابع:

كون المدبر يدعى:

اى حال كون المدبر عن طاعه الله المعرض عنها يدعى اليها من الانبياء و الرسل و النواميس الشرعيه، و ذلك منقطع بالموت. الخامس:

حال كون المسى ء يرجى:

اى يرجى صلاحه و عوده و ذلك حال البقاء فى الدنيا. و لما ذكر هذه الاحوال للترغيب فى العمل عليها و التذكير بكونها احوالا يمكن العمل معها اردفها باحوال يمتنع معها العمل تنفيرا عنها و هى جمود العمل. و استعار الجمود لوقوفه
ملاحظه لشبهه بالماء فى جموده عن الجريان. و فى نسخه الرضى- رحمه الله- يخمد- بالخاء المعجمه- من خمد المريض:

اى مات. و المعنى ظاهر يقرب معنى يجمد. و كذلك انقطاع المهل و انقضاء المده:

اى مده البقاء و سد ابواب التوبه، و لفظ الابواب مستعار لطريق الاعبار التى يرجع منها الى الله تعالى، و كذلك الملائكه:

اى الكرام الكاتبين فان الملائكه الموكلين تضبط اعمال كل شخص يصعدون الى السماء بعد بطلان الاعمال. و قوله. فاخذ امرء من نفسه. امر فى صوره الخبر:

اى فلياخذ المرء من نفسه:

اى بعض نفسه بالاجتهاد و النصب فى العباده فانهما يهزلان البدن و ياخذان من النفس لذاتها و مشتهياتها البدنيه، و يجوز ان يريد بالنفس هنا الشخص. و الاخذ منه ظاهر. و قوله:

لنفسه. اى ليكون ذلك كمالا نفسه و ذخرا لها فى معادها. و قوله:

و اخذ من حى لميت. الى قوله:

امر. امر ايضا فى صوره الخبر. و فاعل اخذ هو قوله:

امرء. و الحى و الميت هو المرء نفسه:

اى فلياخذ امرء من نفسه باعتبار ما هو حى لنفسه باعتبار ما يصير اليه من حال الموت. و قوله:

من فان لباق. اى فلياخذ من الامر الفانى و هى دنياه و متاعها للامر الباقى و هو النعيم الباقى الابدى فى الاخره. و معنى ذلك الاخذ ان الا
نسان مكتسب من الدنيا و متاعها الفانى كمالا باقيا يوصل الى نعيم دائم و ذلك بالصدقات و الزكوات و الانفاق فى وجوه البر و القربات، و كذلك قوله:

و من ذاهب لدايم. ثم اخذ فى وصف ذلك المرء كانه سئل عنه فقال:

امرء خاف الله فى حال ما هو معمر الى اجله و منظور الى عمله. و نبهه بغايه اجله و كون عمله منظورا اليه اى منظورا لله و مرئيا له تخويفا من هجوم الاجل و جذبا الى صالح الاعمال لله تذكير اطلاعه عليها و علمه بها. و قوله:

امرء لجم نفسه. بدل من امرء الاول. و استعار لفظ اللجام للزهد الحقيقى و العفه. و وجه المشابهه كونهما مانعين للنفس الاماره من جماحها فى تيه الهوى و معاصى الله كما يمنع اللجام الدابه عن الجماح. و رشح بذكر الالجام، و كنى به عن ورع النفس بالزهد، و اشار الى ذلك الوجه من المشابهه بقوله:

فامسكها بلجامها عن معاصى الله. و كذلك استعار لفظ الزمام للعباده باعتبار ما هى قائده للنفس الاماره بالسوء الى موافقه النفس المطمئنه فى طاعه الله كما تقاد الناقه بزمامها اذ علمت ان العباده انما وضع لتطويع النفس الاماره للعقل و انقيادها تحت اسره و انجذابها خلفه عند توجهه فى المعارج القدسيه الى حضره ذى الجلال و الاكرام. و الى ذلك ال
وجه من المشابهه اشار بقوله:

و قادها بزمامها، و رشح بذكر الزمام و القود، و كنى بهما عن ايقاع العباده و تطويع النفس لها. و بالله التوفيق.

/ 542