خطبه 087-در بيان هلاكت مردم - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 087-در بيان هلاكت مردم

و من خطبه له عليه السلام:

اقول:

القصم بالقاف:

الكسر. و الازل بفتح الهمزه:

الضيق و الشده. و اقتص اثره:

تبعه. و مقصود هذا الفصل توبيخ الامه على اختلاف آرائهم فى الدين و استبداد كل منهم بمذهب بحسب رايه فى المسايل الفقهى و نحوها مع وجوده عليه السلام بينهم، و اعراضهم عن مراجعته مع علمهم بقيامه بذلك. فقوله:

اما بعد. الى قوله:

ببصير. صدر الخطبه و كانه عليه السلام فهم ممن خرجت هذه الخطبه بسببه انهم انما يستبدون بارائهم من دون مراجعه عن كبر منهم على التعلم و الاستفاده و محبه الراحه من تحمل كلفه التحرى فى الدين و التحرز من الغلط فيه و مشقه الطلب فلذلك خوفهم من حال الجبابره و ان تصيبهم بترك قواعد الدين الى آرائهم المتفرقه فيستعدوا للهلاك بقوله:

انه لم يقصم جبارى دهر الا بعد امهالهم و رخائهم فانهم اذا امهلوا و انغمسوا فيما هم فيه من الرخاء و الترف اعرضوا عن الاخره و نسوا ذكر الله تعالى فاستعدوا بتركهم لقوانين الدين التى بها نظام العالم للهلاك و نحوه قوله تعالى (و اذا اردنا ان نهلك قريه امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليهم القول فدمرناها تدميرا) و كذلك قوله:

و لم يجبر عظم احد من الامم الا بعد ازل و بلاء. ك
نى بجبران العظم عن قوتهم بعد الضعف كنايه بالمستعار، و صدق هذه الفضيه ظاهر فان احدا من الامم المتبعين لانبيائهم او لملوكهم فى اظهار دين او طلب ملك لن يصلوا الى مطلوبهم الا بعد قوتهم و تضاعفهم و تظاهر بعضهم ببعض و معاناه بلاء اثر بلاء بحيث يستعدون بذلك للفزع الى الله تعالى فيهيى ء قلوبهم لقبول الالفه و يعدها باجتماع عزائمها لقبول صوره النصر، و فيه تنبيه على وجوب الاتحاد فى الدين و عدم تشتت الاراء فيه فان ذلك يدعو الى التحزب و التفرق و يدخل عليهم الوهن و الضعف و كل ذلك ضد مطلوب الشارع كما سبق، و يحتمل ان يكنى بقوله:

لم يقصم جبارى دهر. عن جبارى وقته كمعاويه و اصحابه، و بقوله:

لم يجبر عظم احد من الامم الا بعد ازل و بلاء. عن اصحابه فنبههم بالكلمه الاولى على ان اولئك الجبارين و ان طالت مدتهم و قويت شوكتهم فانما ذلك املاء من الله لهم ليستعدوا به للهلاك، و بالكلمه الثانيه على انكم و ان ضعفتم و ابتليتم فذاك عاده الله فيمن يريد ان ينصره ثم عقب ذلك بتوبيخهم على الاختلاف و تشعب الاراء و المذاهب فى الدين لما ان ذلك يودى الى طول محنتهم و ضعفهم عن مقاومه عدوهم. و قوله:

و فى دون ما استقبلتم من عتب:

اى من عتابى لكم و استدبرتم
من خطب:

اى من الاهوال التى كنتم ترونها من المشركين فى مبدء الاسلام حيث كنتم قليلين و امرتم ان يثبت الواحد منكم لعشره منهم ثم ايدكم الله بنصره بالتاليف بين قلوبكم و جبر عظمكم بمن اسلم و ذخل فى دينكم و ذلك اى معتبر و فيه اى اعتبار فانكم لو لم تتحدوا فى الدين و تقاسوا مراره ذلك النصير و اختلف آراوكم فى ذلك الوقت كاختلافها الان، و كنتم اذن على غايه من الكثره لم تغن عنكم كثرتكم شيئا فكانه قال:

فيجب من ذلك الاعتبار ان لا تفترقوا فى الراى و ان تتحدوا فى الدين و تراجعوا اعلمكم باصوله و فروعه. و قوله:

فما كل ذى قلب بلبيب. الى قوله:

ببصير. اراد بذى القلب الانسان، و ظاهر ان الانسان قد يخلو عن اللب و اراد باللب العقل و الذكاء و استعماله فيما ينبغى على الوجه الذى ينبغى، و بالجمله فاللبيب من ينتفع بعقله فيما خلق لاجله و كذلك السميع و البصير هما اللذان يستعملان سمعهما و بصرهما فى استفاده العبره و اصلاح امر المعاد و نحوه قوله تعالى (الهم ارجل يمشون بها ام لهم ايد يبطشون بها ام لهم اعين يبصرون بها ام لهم آذان يسمعون بها) و قوله (فانها لا تعمى الابصار و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور) و فائده هذه الكلمات تحريك النفوس الى ال
اعتبار كيلا يعد التارك له غير لبيب و لا سميع و لا بصير. و قوله:

يا عجبا. الى آخره. اردف تعجبه بما يصلح جواب سوال مقدر عما يتعجب منه فكانه فهم من تقدير ذلك السوال تعجب السائل من تعجبه المستلزم لتبرمه و تضجره حتى كان السائل قال:

و مم تتعجب و علام هذا التبرم و الاسف فقال:

ما لى لا اعجب من خطا هذه الفرق. ثم شرع فى تفصيل الخطايا و المذام التى كان اجتماعها فيهم سببا لتعجبه منهم فاشار الى تركهم لما ينبغى و قدم على الكل ذكر اختلاف حججهم فى دينهم و ذلك هو الاصل الذى نشات عنه اكثر هذه الرذايل فاما تركهم لما ينبغى ففى صور:

احدها:

تركهم لاقتصاص اثر نبيهم فانهم لو اقتصوا اثره لما اختلفوا اذ لا اختلاف فيما جاء به كما سبق بيانه لكنهم اختلفوا فلم يقتصوا اثر نبيهم. الثانيه:

تركهم الاقتداء بعمل الوصى و هو اشاره الى نفسه و هذه اقطع لاعذارهم فان الاختلاف فى الدين قد يعرض عن ضرور و هى عدم اصابه الكل للحق مع عدم الشارع الذى يرجع اليه فى التوقيف على اسرار الشريعه فاما اذا كان الموقف موجودا بينهم كمثله عليه السلام امتنع ان يقعوا فى تلك الضروره فيعتذروا بها فى الاختلاف. الثالثه:

تركهم الايمان بالغيب:

اى التصديق به و الطمانينه ف
ى اعتقاده. و للمفسرين فى تفسير الغيب اقوال:

احدها:

عن ابن عباس:

هو ما جاء به من عندالله. الثانى:

عن عطاء:

هو الله سبحانه. الثالث:

عن الحسن:

هو الدار الاخره و الثواب و العقاب و الحساب. الرابع:

قيل يومنون بظهر الغيب كقوله تعالى (يخشون ربهم بالغيب) فالمنى قوله عليه السلام:

اى لا يحفظون شرايط الايمان فى عقيب بعضهم على بعض. الخامس:

عن ابن عيسى:

الغيب ما غاب من الحواس مما يعلم بالدليل. السادس:

عن الاخفش يومنون بما غاب عن افهامهم من متشابهات القرآن. الرابعه:

تركهم العفه عن عيب و هو اشاره الى الغيبه و ظاهر انها فجور و عبور الى طرف الافراط من فضيله العفه. و اما فعلهم لما لا ينبغى فامور:

احدها:

انهم يعملون فى الشبهات:

اى لا يتوقفون فيما اشبه عليهم امره و لا يبحثون عن وجه الحق فيه بل يعملون فيه بما قادهم اليه الهوى. الثانى:

كونهم يسيرون فى الشهوات لما لحظ مشابهه قيل قلوبهم الى شهواتها الدنيويه و انهما كها فيها قاطعه مراحل الاوقات بالتلذذ لسلوك الساير فى الطريق و نحوها استعار لذلك السلوك لفظ السير. الثالث:

كون المعروف فيهم ما عرفوا و المنكر ما انكروا:

اى ان المعروف و المنكر تابعان لارادتهم و ميولهم الطبيعيه فما
انكرته طباعهم كان هو المنكر بينهم و ان كان معروفا فى الشريعه و ما اقتضه طباعهم و مالت اليه كان هو المعروف بينهم و ان كان منكرا فى الدين، و الواجب ان يكون ارادتهم و ميولهم تابعه لرواسم الشريعه فى اتباع ما كان فيها معروفا و انكار ما كان فيها منكرا. الرابع:

كون مفزعهم فى المعضلات الى انفسهم و تعويلهم فى المبهمات الى آرائهم و هو كنايه عن كون احكامهم فى كل ما يرد عليهم من مشكلات الدين و يستبهم من احكامه تابعه لاهوائهم لا يجرونها على قانون شرعى يعرف حتى اشيهت نفوسهم الاماره بالسوء التى هى منبع الاهواء المخالفه للشريعه الائمه التى يرجع اليهم فى استفاده الاحكام فكل منهم ياخذ عن نفسه:

اى يتمسك فيما يراه و يحكم به باراء كانها عنده عرى وثيقه:

اى لا يضل من تمسك بها و اسباب محكمات:

اى نصوص جليه و ظواهر واضحه لا اشتباه فيها، و قد عرفت معنى الحكم، و لفظ العرى مستعار، و قد سبق وجه الاستعاره. و بالله العصمه و التوفيق.

/ 542