حکمت 244
اقول:اشار عليه السلام الى فرائض الله، و نبه على عللها الغائيه فى الحكمه ليكون اوقع لذكرها فى النفوس. و ذكر منها تسع عشره فريضه:الاولى:بدء بالايمان. لانه الاصل لجميع الفرائض و السنن، و جعل من اغراضه التطهير عن الشرك، و لما كان للتطهير من الشرك غايه مطلوبه للشارع و هى كمال النفس بمعرفه الله تعالى كان التطهير غايه غرضه من الايمان. الثانيه:الصلاه. و لما كان وضعها لتطويع النفس الاماره التى هى مبدء الكبر للنفس المطمئنه، و رياضتها، و قهرها لا جرم كان من غاياتها تنزيه الانسان عن الكبر. الثالثه:الزكاه. و ذكر من غايات فرضها كونها سببا للرزق. اذ كان منها رزق الفقراء و المساكين و من عينتها الشريعه حقا له. الرابعه:الصيام. و لما كان من الشدائد الشاقه على الابدان خصه بان غايته كونه ابتلاء من الله لاخلاص خلقه و ان كانت هذه غايه من كل العبادات. الخامسه:الحج. و انما جعل غايته كونه تقويه للدين لانه عباده تستلزم اجتماع اكثر اهل المله فى مجمع واحد على غايه من الذله و الخضوع و الانقياد لله، و مشاهده كل من الخلق الحاضرين لذلك الجمع العظيم من الملوك و غيرهم فيتاكد فى قلبه قوه الدين فى عظمته دون ساير العبادات. السادسه:الجهاد. و كون غايته عز الاسلام و قوته ظاهر. السابعه:الامر بالمعروف. و غايته اصلاح احوال العوام فى معاشهم و معادهم. و خص العوام لانهم اغلب الخلق، و لان من عداهم هم العلماء و الولاه الامرون بالمعروف الفاعلون له. الثامنه:النهى عن المنكر. و كون غايته ردع السفهاء ظاهر. لان السفيه ما لم يكن له ردع من سلطان الدين يكثر مفسدته المضاده لمصلحه العالم. الثامنه:صله الارحام. و من غايتها كونها منماه للعدد:اى عدد اولى الرحم. اذ زياده عددهم باستقامه امر معاشهم. و صله الرحم سبب لذلك. التاسعه:القصاص. و غايته حقن الدماء و الكف عن سفكها لخوف المكافاه كقوله تعالى (و لكم فى القصاص حياه) و قولهم:القتل انفى للقتل. العاشره:اقامه حدود الله. و غايتها اعظام حرمات محارم الله كى لا تنتهك و تنحرف الخلق اليها عن قصد السبيل فيضيع غرض الشارع من وضع الدين. الحاديه عشر:ترك شرب الخمر. و غايته تحصين العقل من محاصرتها و اشغاله عما خلق له من طلب الاستكمال لكمال الحكمه. الثانيه عشر:مجانبه السرقه. و غايتها ايجاب العفه. اذا السرقه ينشاء عن كمال طاعه الشهوه و العبور فيها الى حد الافراط و الفجور. فكان من غايات تحريمها وقوف من فى طباعه
ذلك على حد العفه. الثالثه عشر:ترك الزنا. و من غاياته حفظ الانساب و ما يتبعها من المواريث. فان الزنا يوجب الختلاط الانساب و ضياع الاموال التى هى قوام الخلق فى الدنيا. و قد سبق سره. الرابعه عشر:ترك اللواط. و غايته تكثير النسل و توفير مادته على محاله لغايه كثره النوع و بقائه. الخامسه عشر:الشهادات. و غايتها استظهار المستشهد على مجاهده خصمه كى لا يضيع لو لم يكن بينهما شاهد. السادسه عشر:ترك الكذب. و من غاياته تشريف الصدق و تعظيمه بتحريم ضده لبناء مصلحه العالم عليه و نظام امور الخلق به. و قد سبق بيان مفاسد الكذب الموجب لتحريمه. السابعه عشر:الاسلام. و من غاياته الامن من مخاوف الدنيا لصوله الاسلام على سائر الاديان، و من مخاوف الاخره و هو ظاهر. و روى:السلام. و لما كان سببا للتودد الى الخلق كان امنا من مخاوفهم. الثامنه عشر:الامامه. و غايه فرضها كونها نظاما لامر الامه. اذا الخلق متى كان لهم رئيس منبسط اليد قوى الشوكه يردع الظالم عن ظلمه و ياخذ للمظلوم بحقه كان بذلك صلاح احوالهم و نظام امورهم فى معاشهم و معادهم، و لا كذلك اذا لم يكن مثل ذلك الرئيس. التاسعه عشر:طاعه الامام. و غايه فرضها تعظيم امامه الامام لغايه ام
تثال الخلق لقوله، و الاقتداء به. و قد سبقت الاشاره الى اسرار كثير من هذه الفرائض مفصله.