خطبه 013-سرزنش مردم بصره - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 013-سرزنش مردم بصره

كانى انظر الى قريتكم هذه و قد طبقها الماء حتى ما يرى منها الا شرف المسجد كانه جوجو طير فى لجه بحر فقام اليه الاحنف بن قيس فقال:

يا اميرالمومنين متى ذاك؟ فقال اذا صارت اجمتكم قصورا، و اعلم ان بعد هذا الفصل من الخطبه فصول لاتعلق لها بهذا الموضع و ربما تعلقت بفصول اوردها السيد بعد هذا الفصل و سنذكرها معها انشاءالله. اصل البصره الحجاره البيض الرخوه، و صارت علما للبلده لوجدان تلك الحجاره بها. قيل انها بالمربد كثيره، و ائتفكت البلده باهلها انقلبت بهم، و الموتفكه من الاسماء القديمه للبصره كما سنذكره فى تمام هذه الخطبه، و الرغا صوت الابل خاصه، و العقر الجرح، و الدق من كل شى ء حقيره و صغيره، و الشقاق الخلاف و الافتراق، و النفاق الخروج من الايمان بالقلب و اصله ان اليربوع يرقق موضعا من الارض من داخل جحره فاذا اوتى من قبل بابه و هو القاصعاء ضرب ذلك الموضع براسه فانتفق اى خرج، و يسمى ذلك النافقاء فاشتق لفظ النفاق منه و الرغاق المالح، و طبقها الماء اى عمها و اتى على جميعها و جوجو السفينه صدرها و كذلك الطائر، و اعلم انه عليه السلام ذكر فى معرض ذمهم امورا نبه فيها على وجوه ارتكابهم الزلل، اولها كونهم اهل الموتف
كه ائتفكت اهلها ثلاثا و معلوم انه ائتفاك البلد باهلها و خسفها بهم انما يكون لفسادهم و استحقاقهم بذلك عذاب الله، و قوله و على الله تمام الرابعه دعاء عليهم بايقاع الخسف بهم. الثانى كونهم جند المراه و اراد عايشه فانهم جعلوها عقد نظامهم، و لما كانت قول النساء و آراوهن امورا مذمومه بين العرب و سائر العقلاء لضعف آرائهن و نقصان عقولهن كما قال الرسول صلى الله عليه و آله:

انهن ناقصات العقول ناقصات الدين ناقصات الحظ اما نقصان عقولهن فلان شهاده ثنتين منهن بشهاده رجل واحد لتذكر احديهما الاخرى، و اما نقصان دينهن فلان احديهن تقعد فى بيتها شطرد هرها اى فى ايام حيضها لاتصوم و لاتصلى، و اما نقصان حظهن فلان ميراثهن على النصف من ميراث الرجل، و كان مع ذلك مستشيرهن و بايعهن اضعف رايا منهن كما هو شان التابع بالنسبه الى متبوعه لاجرم حسن توبيخه لهم بكونهم جندا و اعوانا. الثالث كونهم اتبع البهيمه و اراد بالبهيمه الجمل الذى كان تحت عايشه فان حالهم شاهده باتباعه مجيبين لرغائه و هاربين لعقره، و هو اشنع من الاول و ادخل فى الذم، و كنى برغائه عن دعوتها لهم الى القتال اذ قدمت عليهم راكبه له. الرابع دقه اخلاقهم و اشاربها الى كونهم على رذائل
الاخلاق دون حاق الوسط، و لما كانت اصول الفضائل الخلقيه كما علمت ثلاثه:

الحكمه و العفه و الشجاعه و كانوا على طرف الجهل بوجوه الاراء المصلحيه و هو طرف التفريط من الحكمه العمليه و على طرف الجبن و هو طرف التفريط من الشجاعه، و على طرف الفجور و هو طرف الافراط من ملكه العفه و العداله لاجرم صدق انهم على رذائل الاخلق و دقاقها. الخامس الشقان فى العهود و النكث لها و مصداق ذلك نكثهم لعهده و خلافهم لبيعته و ذلك من الغدر الذى هو رذيله بازاء ملكه الوفاء. السادس النفاق فى الدين، و لما كانوا خارجين على الامام العادل محاربين له لاجرم كانوا خارجين عن الدين، و ربما كان ذلك خطابا خاصا لبعضهم اذا لمنافق العرفى هو الخارج من الاسلام بقلبه المظهر له بلسانه فيكون ذلك خطابا لمن كان منهم بهذه الصفه. السابع ما يتعلق بذم بلدهم و هو كون مائهم مالحا و سبب ملوحته قربه من البحر و امتزاجه به، و دخول ذلك فى معرض ذمهم ربما يكون لسوء اختيارهم ذلك المكان و الاقامه به مع كون مائهم بهذه الحال المستلزمه لامراض كثيره فى استعماله كسوء المزاج و البلاده و فساد الطحال و والحكه و غير ذلك مما يذكره الاطباء، و لان ذلك من اسباب التنفير عن المقام معهم و تكثير
سوادهم. الثامن كونها انتن البلاد تربه و ذلك لكثره ركوب الماء لها و تعفنها به. التاسع كونها ابعد ابلاد عن السماء و سيجى ء بيانه. العاشر كونها بها تسعه اعشار الشر و يحتمل ان يريد به المبالغه فى ذمها دون الحصر و ذلك انه لما عدد بها شرورا لايكاد تجتمع فى غيرها حكم بان فيها تسعه اعشار الشر مبالغه كنى به عن معظم الشر، و يحتمل ان يريد بالشر مجموع الرذائل الخلقيه المقابله لاصول الفضائل النفسانيه التى هى العلم و الشجاعه و العفه و السخاء و العدل و كل منها مقابل برذيلتين كما علمت فتلك عشر رذائل، و اشبه ما يخرج عنهم ما لايناسب غرضه هيهنا ذمهم به كالتبذير او نحوه و هذا الاحتمال و ان كان لطيفا الا ان فيه بعدا. الحادى عشر كون المقيم بين اظهرهم مرتهنا بذنبه و ذلك ان المقيم بينهم لابد و ان ينخرط فى سلكهم و يستعد لقبول مثل طباعهم و ينفعل عن رذائل اخلافهم و حينئذ يكون موثوقا بذنوبه. الثانى عشر كون الشاخص عنهم متداركا برحمه من ربه و ذلك لاعانه الله له بالخروج ليسلم من الذنوب التى يكتسبها المقيم بينهم و تلك رحمه من الله و آيه رحمه، و كل ذلك فى معرض التنفير عنهم، و المفهوم من الروايه الثانيه و هى قوله المحتبس فيها بذنبه و الخارج
منها بعفو الله غير ما ذكرناه اذيفهم من قوله المحتبس فيها بذنبه ان احتباسه بينهم بجرى مجرى العقوبه له بذنب سبق، منه و الخارج منها قد عفا الله عنه بخروجه، و قد راعى فى هاتين القرينتين السجع المتوازى و كذلك فى القرائن الاربع قبلهما. ثم اشار بعد ذلك الى ان بلدتهم سيخر بها الماء، و شبه يقينه بذلك و مشاهدته بنور بصيرته القدسيه لمسجدهم مغمورا بالماء و قد طبق ارضهم بمشاهدته الحسيه فى الجلاء و الظهور. و قد حكى توقيف الرسول صلى الله عليه و آله على احوالهم فى فصل آخر من هذه الخطبه و ذلك انه عقيب ذمه لاهل البصره و جوابه للاحنف فى الفصل الذى ذكرناه قال مادحا لهم يا اهل البصره ان الله لم يجعل لاحد من امصار المسلمين خطه شرف و لا كرم الا و قد جعل فيكم افضل ذلك و زادكم من فضله بمنه ما ليس لهم انتم اقوم الناس قبله قبلتكم عن المقام حيث يقوم الامام بمكه، و قاريكم اقرء الناس، و زاهدكم ازهد الناس، و عابدكم اعبد الناس، و تاجركم اتجر الناس و اصدقهم فى تجارته، و مصدقكم اكرم الناس صدقه، و غنيكم اشد الناس بدلا و تواضعا، و شريفكم احسن الناس خلقا، و انتم اكرم الناس جوارا و اقلهم تكلفا لما لايعنيه و احرصهم على الصلوه فى حماعه، ثمرتكم اكثر
الثمار و اموالكم اكثر الاموال و صغاركم اكيس الاولاد و نساوكم اقنع النساء و احسنهن تبعلا، سخر لكم الماء يغدو عليكم و يروح صلاحا لمعاشكم و البحر سببا لكثره اموالكم فلو صبرتم و استقمتم لكانت شجره طوبى لكم مقيلا و ظلا ظليلا غير ان حكم الله فيكم ماض و قضائه نافذ لا معقب لحكمه و هو سريع الحساب يقول الله و ان من قريه الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامه او معذبوها عذابا شديدا كان ذلك فى الكتاب مسطورا و اقسم لكم يا اهل البصره ما الذى ابتدءتكم به من التوبيخ الا تذكيرا و موعظه لما بعد لكيلا تسرعوا الى الوثوب فى مثل الذى و ثبتم و قد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و آله و ذكر فان الذكرى تنفع المومنين و لا الذى ذكرت فيكم من المدح و النظريه بعد التذكير و الموعظه رهمه منى لكن و لا رغبه فى شى ء مما قبلكم فانى لااريد المقام بين اظهركم انشاءالله لامور تحضرنى قد يلزمنى القيام بها فيما بينى و بين الله لا عذر لى فى تركها و لا علم لكم بشى ء منها حتى بقع مما اريد ان اخوضها مقبلا و مدبرا فمن اراد ان ياخذ بنصيبه منها فليفعل فلعمرى انه للجهاد الصافى صفاه لنا كتاب الله، و لا الذى اردت به من ذكر بلادكم موجده منى عليكم لما شافهتمونى غير
ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال لى يوما و ليس معه غيرى:

يا على ان جبرئيل الروح الامين حملنى على منكبه الايمن حتى ارانى الارض و من عليها و اعطانى اقاليدها و علمنى ما فيها و ما قد كان على ظهيرها و ما يكون الى يوم القيامه و لم يكبر ذلك على كمالم يكبر على ابى آدم علمه الاسماء و لم يعمه الملائكه المقربون و انى رايت بقعه على شاطى ء البحر تسمى البصره فاذن هى ابعد الارض من السماء و اقربها من الماء و انها لاسرع الارض خرابا و اخبثها ترابا و اشدها عذابا، و لقد خسف بها فى القرون الخاليه مرارا و لياتين عليها زمان، و ان لكم يا اهل البصره و ما حولكم من القرى من الماء ليوما عظيما بلاوه، و انى لاعرف موضع منفجره من قريتكم هذه ثم امور قبل ذلك تدهمكم عظيمه اخفيت عنكم و علمناها فمن خرج عنها عند دنو غرقها فبرحمه من الله سبقت له و من بقى فيها غير مرابط بها فبذنبه و ما الله بظلام للعبيد، و اما تشبيه ما يخرج من الماء من شرفات المسجد بصدر السفينه و فى الروايه الاخرى بالنعامه الجاثمه و فى الروايه الثالثه بالطائر فى لجه البحر فتشبيهات ظاهره، و اما وقوع ذلك الغرق المخبر فالمنقول انها غرقت مره فى ايام القادر بالله، و مره فى ايام القا
ئم بامر الله غرقت باجمعها و غرق من فى ضمنها و خربت مع دورها و لم يبق منها الا علو مسجدها الجامع حسب ما اخبر به عليه السلام و كان غرقها من قبل بحر فارس و من ناحيه الجبل المعروف بجبل الشام، فكان ذلك مصداق كلامه عليه السلام و فى ذلك نظر و ذلك لانه اشار الى ان ذلك الماء ينفجر من ارضهم بقوله:

و انى لاعرف موضع منفجره من قريتكم هذه، و ظاهر ذلك يقتضى انه لايكون من ناحيه اخرى و الله اعلم.

/ 542