نامه 046-به يكى از فرماندهان خود
اقول:النخوه:الكبر. و الاثيم:الاثم. و الضغث:النصيب من الشى ء يختلط بغيره. و اصله القبضه من الحشيش المختلط من رطبه و يابسه. و اعتزم بكذا:اى لزمه و اخذ به. و قد استماله اولا بامور ثلاثه اعلمه بها من نفسه و اعده لقبول اوامره، و هى كونه ممن يستظهر به على اقامه الدين، و يعمع به نخوه الاثيم، و يسد به الثغر المخوف. و استعار لفظ اللهاه لما عساه ينفتح من مفاسد الثغر فيحتاج الى سده بالعسكر و السلاح ملاحظه الشبهه بالاسد الفاتح فاه للافتراس. ثم اردف ذلك بما امره به من مكارم الاخلاق. اولها:ان يستغين بالله على ما اهمه من اموره فان الفزع اليه و الاستعانه به افضل ما اعان على حصول المهمات. الثانى:ان يمزج الشده بضرب من اللين و يضع كلامه موضعه فيرفق و يلين ما كان الرفق اولى و اوفق له و ياخذ بالشده حين لا يغنى الا الشده. الثالث:ان يخفض جناحه لرعيته، و هو كنايه عن التواضع. الرابع:ان يبسط لهم وجهه، و هو كنايه عن لقائهم بالبشاشه و البشر و ترك العبوس و التقطيب. الخامس:ان يلين لهم جانبه، و هو كنايه عن المساهله معهم و عدم التشدد عليهم. السادس:ان يواسى بينهم فى اللحظه و النظره و الاشاره و التحيه، و اللحظه اخص منالنظره و هو امر بفضيله العدل بين الرعيه لئلا يطمع عظيمهم فى حيفه على الضعيف فيتسلط عليه، و اليياس الضيف من عدله على القوى فيضعف نفسه و يكل عما هو بصدده من الاعمال المصليحه، و بالله التوفيق.