خطبه 230-در سفارش به تقوا - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 230-در سفارش به تقوا

اقول:

اعورتم:

ابديتم عوراتكم. و العوره:

السوءه و كل ما يستحيى منه. و الفصل يشتمل على الوصيه بامور:

اولها:

تقوى الله تعالى فانها العمده الكبرى فيما يوصى به، ثم بكثره حمده تعالى على آلائه اليهم و نعمائه عليهم و بلائه لديهم. و قد علمت معنى بلائه و انه يكون بالخير و الشر كما قال تعالى (و نبلوكم بالشر و الخير فتنه) و اردف ذلك بتقرير تخصيصهم بنعمته تعالى عليهم و تذكيرهم برحمته. و الرحمه كما يراد بها صفه الله تعالى كذلك يراد بها آثاره الحسنه الخيريه كما هو مراده هنا فى حق عباده. و التى بلفظ كم للتكثير. ثم اردفه بذكر ضروب الرحمه و النعمه فمنها ستره عليهم حيث مجاهرتهم له بالمعصيته التى ينبغى ان يستحيوا منها و موافقتهم لها بمراى منه و مسمع. و منها امالهم ان يبادرهم بالنقمه و يعاجلهم بالعقوبه حيث تعرضوا لاخذه بارتكاب مناهيه و مخالفه اوامره. الثانى:

مما اوصاهم به ذكر الموت و اقلال الغفله عنه. و ذلك لما يستلزم ذكره من الانزجار عن المعاصى، و ذكر المعاد الى الله سبحانه و وعده و وعيده، و الرغبه عن الدنيا و تنقيص لذاتها كما قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم:

اكثروا من ذكر هادم اللذات. و انما استلزم ذكره ذلك
لكونه مما يساعد العقل فيه الوهم على ضروره وقوعه مع مساعدته على ما فيه من المشقه الشاقه. ثم استفهمهم عن غفلتهم عنه و طمعهم فيه مع كونه لا يغفلهم و لا يمهلهم استفهام توبيخ على ذلك. و لاجل ما فيه من شده الاعتبار قال:

فكفى واعظا بموتى عاينتموهم. الى قوله:

فصرعتهم. و فى هذا القول زياده موعظه على ذكر الموت و هى شرح احوال من عاينوه من الموتى. و ذكر منها احوالا:

احدها:

كيفيه حملهم الى قبورهم غير راكبين مع كونهم فى صوره ركوب منفور عنه. الثانيه:

انزالهم الى القبور على غير عاده النزول المتعارف المقصود فكانهم فى تلك الحال مع طول مددهم فى الدنيا و عمارتهم لها و ركونهم اليها لم يكونوا لها عمارا و كان الاخره لم تزل دارا. و وجه التشبيه الاول انقطاعهم عنها بالكليه و عدم خيرهم فيها فاشبهوا لذلك من لم يكن فيها. و وجه الثانى كون الاخره هى مستقر هم الدائم الثابت الذى لا معدل عنه فاشبهت فى ذلك المنزل الذى لم يزل له دارا. الثالثه:

ايحاشهم ما كانوا يوطنون من منازل الدنيا و مسالكها. الرابعه:

ايطانهم ما كانوا يوحشون من القبور التى هى اول منازل الاخره. الخامسه:

اشتغالهم بما فارقوا. و ذلك ان النفوس الراكنه الى الدنيا العاشقه لها المقبل
ه على الاشتغال بلذاتها يتمكن فى جواهرها ذلك العشق لها و تصير محبتها ملكه و خلقا فيحصل لها بعد المفارقه لما احبته من العذاب به و الشقا الاشقى بالنزوع اليه و عدم التمكن من الحصول عليه اعظم شغل و اقوى شاغل و اصعب بلاء هايل بل تذهل فيه كل مرضعه عما ارضعت و تضع فيه كل ذات حمل حملها و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. السادسه:

اضاعتهم ما اليه انتقلوا و هى دار الاخره. و معنى اضاعتهم لها تركهم الاسباب الموصله الى ثوابها و المبعده من عقابها. السابعه:

كونهم لا يستطيعون الانتقال عما حصلوا عليه من الافعال القبيحه التى الزمتهم العذاب و اكسبت نفوسهم ملكات السوء. و ذلك ظاهر. اذا لانتقال عن ذلك لا يمكن الا فى دار العمل و هى الدنيا. الثامنه:

و كذلك لا من حسن يستطيعون ازديادا:

اى من الاعمال الحسنه الموجبه للملكات الخيريه و الثواب الدايم كما قال تعالى حكايه عنهم (قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا انها) الايه. التاسعه:

انهم انسوا بالدنيا حتى غرتهم. العاشره:

كونهم وثقوا بها حتى صرعتهم. و السبب فى الاغترار بها و غرورها هم حصول لذاتها المحسوسه مع قربهم من المحسوس و هو مستلزم للانس بها المسلتزم للغرور به
ا و الغفله عما وراها و هو مستلزم للوثوق و هو مستلزم لصرعتهم فى مهاوى الهلاك حيث لا يقال عثره و لا ينفع ندامه. و اعلم ان ذكر الموت و ان كان يستلزم الاتعاظ و الانزجار الا ان شرح الاحوال التى تعرض للانسان فى موته ابلغ فى ذلك لما ان كل حال فيها منفور عنها طبعا و ان كانت انما تحصل النفره عنها لكونها حاله تعرض للميت و المقرون بالمولم و المكروه مكروه و مولم و منفور عنه طبعا. الثالث:

مما امرهم به على طريق الوصيه ان يسابقوا الى منازلهم التى امروا ان يعمروها و التى رغبوا فيها و دعوا اليها و هى منازل الجنه و مراتب الابرار فيها. و عمارتها بالاعمال الصالحه الموافقه لمقتضى النواميس الالهيه و تحصيل الكمالات النفسانيه عنها. و المعنى ليسابق بعضكم بعضا الى منازلكم و مراتب درجاتكم من الجنه و عمارتها بتحصيل الكمالات النفسانيه و موافقه الشرع الالهيه. و اليه الاشاره بقوله تعالى (و سارعو الى مغفره من ربكم و جنه عرضها السماوات و الارض اعدت للمتقين) و الترغيب فيها لقوله تعالى (و للدار الاخره خير للذين يتقون افلا يعقلون) و نحوه. الرابعه:

مما امرهم به الصبر على طاعه الله و على مجانيه المعصيه. و رغب بكونه سببا يستتم به نعمه الله عليهم.

و لما كان استلزامه لها كالثمره له و كانت ثمره الصبر حلاوه قدمها ليحلو الصبر بذكرها. و قوله:

فان غدا من اليوم قريب. تخويف من الساعه و قربها. و لم يرد بغد و لا اليوم حقيقتهما بل اراد بغد القيامه و باليوم مده الحياه كقوله فيما سبق:

الا و ان اليوم المضمار و غدا السباق. و هو يجرى مجرى المثل كقولهم:

غد ما غدا، قرب اليوم من غد. و قوله:

ما اسرع الساعات فى اليوم. الى آخره. بيان لقرب الغد الذى كنى به عن القيامه من اليوم فان الساعات سريعه الاتيان و الانقضاء. و سرعتهما مستلزم لسرعه مجى ء اليوم و انقضائه. و سرعتهما مستلزم لسرعه مجى ء الشهر و انقضائه المستلزمين لسرعه مجى ء السنه و انقضائها المستلزمين لسرعه انقضاء عمر العاملين فيه لكن انقضاوه بالقيامه. فاذن الساعات مستلزمه لسرعه انقضاء العمر و قرب غده من يومه. و اتى فى الكل بلفظ التعجب تاكيدا لبيان تلك السرعه. و هو كلام شريف بالغ فى الفصاحه و الموعظه. و بالله التوفيق.

/ 542